معنى: ومن عذاب القبر، وشرح حديث ابن عباس: "إنهما ليعذبان" وفوائده حفظ
الشيخ : ومن عذاب القبر. القبر فيه عذاب ؟ أي نعم فيه عذاب فيه عذاب دائم للكافرين. وفيه عذاب قد يكون دائما وقد يكون غير دائم لمن ؟ للعصاة من المؤمنين. مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ) يتهاون لا يغسل بوله إذا أصابه. ( وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ). النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم ببعض ليلقي بينهم العداوة والبغضاء. وهي من كبائر الذنوب حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قتات ). والقتات هو النمام والعياذ بالله. وقال الله تعالى : (( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم )). فالنميمة من كبائر الذنوب يأتي الرجل إلى الرجل. يقول : إن فلانا يقول فيك كذا وكذا من أجل أن يلقي العداوة بينهم فتجد النمام يفسد بين الرجل وزوجته يفسد بين الأخ وأخيه بين الأب وابنه بين القبائل فيفسد والعياذ بالله بنميمته ما لا يعلمه إلا الله. ولهذا كانت النميمة سببا لعذاب القبر كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.
قال ثم في حديث ابن عباس : ( أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة فقالوا : لم صنعت هذا يا رسول الله ؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) يعني أن الرسول رجى أن الله يخفف عنهما العذاب ما يقطعه يخفف عنه ما لم ييبسا يعني إلى هذه المدة فقط. بعض الناس أخذ من هذا حكما أخطأ في أخذه من هذا الحديث. قال : ينبغي أن تضع على القبر جريدة خضراء أو شجر أو ما أشبه ذلك. فما تقولون في هذا الأخذ من هذا الحديث ؟ نقول : هذا أخذ خطأ باطل لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يضع ذلك على كل قبر. إنما وضعه على قبرين كشف له عنهما فهل كشف لك أنت عن هذا القبر حتى تضع عليه ؟ لا. ثم نقول : إذا وضعت هذه الجريدة على قبر رجل فقد اتهمته بأنه يعذب في قبره وأسأت الظن به فلو وضعتها على قبر أبيك لكان هذا من العقوق والإساءة إلى أبيك كأنك تقول للناس :اشهدوا أن أبي عاص يعذب في قبره أعوذ بالله. انتبه يا أخ. فصار هذا الذي أخذ الحكم من هذا الحديث أخطأ من جهة أخذه من السنة وأخطأ من جهة إساءة الظن بصاحب هذا القبر. طيب .