شرح البيت الأول من ألفية ابن مالك وهو قوله: يقول محمد هو ابن مالك أحمد ربي الله خير مالك حفظ
الشيخ : يقول : " قال محمد هو بن مالك " لما كان محمد علم لكن المسمى به كثيرون بين بقوله : " هو ابن مالك " وانتسب إلى جده لأنه أوضح من اسم أبيه عبد الله وإلا هو أبوه عبد الله. قال : " هو ابن مالك " والجملة هنا بيان لقوله محمد فهي حال. ويش قال ؟ " أحمد ربي الله خير مالك " يجون هذه العفاريت المعربين يقولون : أحمد ربي وين مقول القول ؟ قال : محمد وهو ابن مالك أين مقول القول. بعضهم يقول : مقول القول كل الألفية أحمد ربي الله خير مالك إلى آخرها نشوف إيش آخر بيت فيها ؟ نعم .
يقول : " وآله الغر الكرام البررة *** وصحبه المنتخبين الخيرة ".
كل هذه ألف بيت مقول القول. نعم في موضع نصب وبعضهم يقول : لا أحمد ربي الله هذه الجملة الأولى مقول القول وأستعين الله معطوفة على أحمد ربي الله فهي موضع نصب مقول القول وهكذا كل جملة تعطف على الجملة الأولى وهذا عندي أحسن لأن الإنسان يستحضر أن ابن مالك يقول عند كل جملة قولا. وأما هذه كأنه شيء لفه في منديل ووضع عليه ختم وقال : خلاص أقول هذا اللي في المنديل فكوننا ... كل قول عند كل جملة أحسن.
قال رحمه الله : " أحمد ربي الله خير مالك " أحمد ربي الله هنا نقول : أحمد ربي الله. أتى بالجملة الفعلية لأن الحمد فعل والنعم كثيرة تتجدد وكل نعمة تحتاج إلى حمد ولهذا أتى بالصيغة الفعلية الدالة على التجدد والحدوث لأن نعم الله تتجدد.
وقوله : " ربي الله "كان الأولى أن يقول : أحمد الله ربي أليس كذلك ؟ لأن الله سبحانه وتعالى كلمة الله هي العلم الذي لا يسمى به غير الله وهو الذي تتبعه جميع الصفات والأسماء.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين لكن مضايقة النظم تجعل الإنسان يقدم ما هو أولى التأخير وبالعكس.
وقوله : " خير مالك ". هذه حال من الله سبحانه وتعالى. ومالك أي : مدبر ومتصرف وفي مالك الأولى والثانية من علم البديع ما يسمى بالجناس التام وإلا لا ؟ جناس تام لأن الكلمتين اتفقتا في اللفظ واختلفتا في المعنى. فالأول ابن مالك علم. والثاني مالك خير مالك صفة. فالله تبارك وتعالى خير مالك. ما ملك أحد خيرا من الله سبحانه وتعالى أبدا فهو خير مالك وهو خير حاكم وهو خير راحم إلى آخر صفاته تبارك وتعالى .