تفسير قوله تعالى:" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ". حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمّد خاتم النبيين وإمام المتّقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون، فإن الله تعالى بعث محمّدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، بعثه الله عزّ وجلّ على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل، فبصّر الله به أعينا عمياً، وفتح به آذانا صمّا وقلوبا غلفًا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإننا في هذا اليوم نتكلم عما سمعناه في تلاوة إمامنا لصلاة الفجر، نتكلم على بعض الآيات التي تلاها فإن الله سبحانه قال في كتابه (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ففي هذه الآية أخبر الله عزّ وجلّ أنه وملائكته يصلون على النبي وهو محمّد صلى الله عليه وسلم، هو وملائكته كلهم يصلون على محمّد صلى الله عليه وسلم، وما معنى الصلاة عليه؟ معنى الصلاة أن الله يثني عليه في الملأ الأعلى كما قاله أبو العالية الرياحي رحمه الله، قال: " صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى " ولا شك أن هذا من رفع الذكر الذي خص الله به محمدا صلى الله عليه وسلم في قوله (( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك )) ولما أخبر الله عن هذه المنقبة العظيمة لرسوله صلى الله عليه وسلم وجّه النداء للذين آمنوا فقال (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) واعلم يا أخي المؤمن أن الله تعالى إذا قال (( يا أيها الذين آمنوا )) فإن الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " إذا قال الله يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك -يعني استمع لها- فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه " ويصدّر الله عزّ وجلّ ما يصدّره من الأحكام أو الأخبار بهذا النداء (( يا أيها الذين آمنوا )) إشارة إلى الاعتناء به والاهتمام به، لأن توجيه الخطاب إلى المخاطب بالنداء يعني أن المتكلم يريد من المخاطب أن ينتبه، ولهذا تجد الفرق بين أن أقول لك محمّد قائم وبين أن أقول لك يا فلان محمّد قائم، فإن هذه الجملة الأخيرة أشد من الأولى لأن ندائي إياك يعني أني أطلب منك الانتباه.
(( يا أيها الذين آمنوا )) آمنوا بمن؟ آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان حينما سأله عنه جبريل قال ( أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) فهذه ستة أصول: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، هذا الإيمان، فمن لم يؤمن بهذه الأصول الستّة فإنه لا إيمان له.
أقول: يقول الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (( صلوا عليه )) يعني قولوا اللهم صل على محمد (( وسلموا تسليما )) يعني قولوا اللهم سلم على محمّد، أو قولوا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ).
والإنسان إذا سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي مكان من الأرض فإن تسليمه يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، في أي مكان سواء سلمت عليه عند قبره أو في مسجده أو في مكة أو في أي بقعة من الأرض فإن تسليمك يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، هناك ملائكة سياحون في الأرض إذا سمعوا من يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم نقلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) وهذا الأمر للوجوب، فيجب علينا أن نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسلم عليه، وهو فرض علينا في كل صلاة، فرض علينا في كل صلاة، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهّد السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان " فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام ) والسلام إنما يدعى به لمن يحتمل أن يكون ناقصا، والله عزّ وجلّ سالم من كل نقص، ولهذا كان من أسمائه السلام (( هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم* هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام )) ( ولكن قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، فإنكم إذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ).
إذن نقول السلام عليك أيها النبي، وبم ندعو بالسلام على الرسول، بأي شيء يسلم؟ يسلم من كل آفة، من كل نقص، من كل أذى في الدنيا وفي الآخرة، الناس في الآخرة يحتاجون إلى السلام، يحتاجون إلى السلام والسلامة، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين تكلم عن عبور الصراط، قال ( ودعاء الأنبياء يومئذ اللهم سلم اللهم سلم ).
كذلك من السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم سلامة شريعته من أن ينقصها أحد أو يزيد فيها أحد، فإنك إذا قلت السلام عليك أيها النبي لا تعني السلام على شخصه فحسب، بل حتى على سنّته، فإن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم لها أعداء، لها أعداء كثيرون، أعداء يصرحون بالعداوة وإنكار السنة، وأعداء لا يصرحون بذلك لكن مقتضى أعمالهم ومسلتزمات أعمالهم تعني أنهم ينكرون هذه السنة، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
أما بعد: فإننا في هذا اليوم نتكلم عما سمعناه في تلاوة إمامنا لصلاة الفجر، نتكلم على بعض الآيات التي تلاها فإن الله سبحانه قال في كتابه (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ففي هذه الآية أخبر الله عزّ وجلّ أنه وملائكته يصلون على النبي وهو محمّد صلى الله عليه وسلم، هو وملائكته كلهم يصلون على محمّد صلى الله عليه وسلم، وما معنى الصلاة عليه؟ معنى الصلاة أن الله يثني عليه في الملأ الأعلى كما قاله أبو العالية الرياحي رحمه الله، قال: " صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى " ولا شك أن هذا من رفع الذكر الذي خص الله به محمدا صلى الله عليه وسلم في قوله (( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك )) ولما أخبر الله عن هذه المنقبة العظيمة لرسوله صلى الله عليه وسلم وجّه النداء للذين آمنوا فقال (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) واعلم يا أخي المؤمن أن الله تعالى إذا قال (( يا أيها الذين آمنوا )) فإن الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " إذا قال الله يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك -يعني استمع لها- فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه " ويصدّر الله عزّ وجلّ ما يصدّره من الأحكام أو الأخبار بهذا النداء (( يا أيها الذين آمنوا )) إشارة إلى الاعتناء به والاهتمام به، لأن توجيه الخطاب إلى المخاطب بالنداء يعني أن المتكلم يريد من المخاطب أن ينتبه، ولهذا تجد الفرق بين أن أقول لك محمّد قائم وبين أن أقول لك يا فلان محمّد قائم، فإن هذه الجملة الأخيرة أشد من الأولى لأن ندائي إياك يعني أني أطلب منك الانتباه.
(( يا أيها الذين آمنوا )) آمنوا بمن؟ آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان حينما سأله عنه جبريل قال ( أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) فهذه ستة أصول: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، هذا الإيمان، فمن لم يؤمن بهذه الأصول الستّة فإنه لا إيمان له.
أقول: يقول الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (( صلوا عليه )) يعني قولوا اللهم صل على محمد (( وسلموا تسليما )) يعني قولوا اللهم سلم على محمّد، أو قولوا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ).
والإنسان إذا سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي مكان من الأرض فإن تسليمه يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، في أي مكان سواء سلمت عليه عند قبره أو في مسجده أو في مكة أو في أي بقعة من الأرض فإن تسليمك يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، هناك ملائكة سياحون في الأرض إذا سمعوا من يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم نقلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) وهذا الأمر للوجوب، فيجب علينا أن نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسلم عليه، وهو فرض علينا في كل صلاة، فرض علينا في كل صلاة، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهّد السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان " فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام ) والسلام إنما يدعى به لمن يحتمل أن يكون ناقصا، والله عزّ وجلّ سالم من كل نقص، ولهذا كان من أسمائه السلام (( هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم* هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام )) ( ولكن قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، فإنكم إذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ).
إذن نقول السلام عليك أيها النبي، وبم ندعو بالسلام على الرسول، بأي شيء يسلم؟ يسلم من كل آفة، من كل نقص، من كل أذى في الدنيا وفي الآخرة، الناس في الآخرة يحتاجون إلى السلام، يحتاجون إلى السلام والسلامة، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين تكلم عن عبور الصراط، قال ( ودعاء الأنبياء يومئذ اللهم سلم اللهم سلم ).
كذلك من السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم سلامة شريعته من أن ينقصها أحد أو يزيد فيها أحد، فإنك إذا قلت السلام عليك أيها النبي لا تعني السلام على شخصه فحسب، بل حتى على سنّته، فإن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم لها أعداء، لها أعداء كثيرون، أعداء يصرحون بالعداوة وإنكار السنة، وأعداء لا يصرحون بذلك لكن مقتضى أعمالهم ومسلتزمات أعمالهم تعني أنهم ينكرون هذه السنة، (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).