تفسير قوله تعالى:" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا " حفظ
الشيخ : ثم قال الله تعالى (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )).
(( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) هل أحد يستطيع أن يؤذي الله ورسوله؟ الجواب نعم، لأن الله أثبت ذلك فقال (( إن الذين يؤذون الله ورسوله ))، كيف أذية الله؟ استمع إليها من كلام الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار ) فقال الله تعالى في الحديث القدسي ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ).
أما أذية الرسول عليه الصلاة والسلام فقد أوذي صلى الله عليه وسلم من المشركين ومن المنافقين أذى عظيما، سُبّ ووصف بأنه ساحر، شاعر، كاهن، مجنون وأوذي حتى في الأمور التي لا يؤذى بها أحد دونه، كما كانت قريش يضعون القاذورات عند عتبة بابه، وكما وضعوا عليه سلا الجزور وهو ساجد تحت الكعبة، فهم بلا شك يؤذون الرسول عليه الصلاة والسلام، أذية الله ذكرت لكم مثالا منها وهي سب الدهر، يقول الإنسان مثلا: ما أقبح هذا الدهر، ما أقبح هذا الدهر، ويسبه ويلعنه، لعنة الله على هذا الدهر، وما أشبه ذلك، وما يدري المسكين أنه بسبه هذا قد سب من؟ قد سب الله، لأن مدبّر الدهر هو الله، الدهر زمن من الأزمان مخلوق لله، يفعل الله فيه ما يشاء، فإذا سببت الدهر فقد سببت ربّك، ولهذا قال تعالى ( يسب الدهر وأنا الدهر ) ومعنى قوله ( أنا الدهر ) ما ذكره بقوله ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) وإلا فإن الله ليس هو الدهر، لأن الدهر هو الزمن والوقت، ولكن الله هو رب الدهر الذي يتصرف فيه كما يشاء ويدبّره كما يشاء، ولهذا قال: ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ).
فإن قال قائل: كيف تجمع بين إثبات الأذية وبين قوله تعالى ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ) فنفى الله سبحانه وتعالى أن يبلغ أحد ضرّه، وقال الله عزّ وجلّ (( فلن يضروا الله شيئا )) فنفى الله الضرر عن نفسه، وأثبت الأذية فهل بين هذا وهذا تناقض؟
الجواب: لا، لأنه لا يلزم من الأذية الضرر، لا يلزم من الأذية الضرر، يعني قد تحصل الأذية ولا يحصل الضرر.
أرأيت لو أن شخصا صلى إلى جنبك وقد أكل ثوما أو بصلا فإنك تتأذّى بإيش؟ برائحته، وهل تتضرر؟ لا، لا تتضرر، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أكل بصلا أو ثوما قال ( فلا يقربنّ مساجدنا فإنّ الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه الإنسان )، لأنّ الذي يأتي إلى المسجد وقد أكل بصلا أو ثوما ولم تذهب رائحته فإنه يؤذي الملائكة، يؤذيها لأن الملائكة في مساجد الله، ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يدخل الرجل المسجد وفيه رائحة البصل والثوم والكراث، وما أشبهها لئلا تتأذى منه الملائكة.
يقول الله عزّ وجلّ (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا والآخرة وأعدّ الله لهم عذابا مهينا )) (( لعنهم )) قال العلماء: اللّعن هو الطّرد والإبعاد عن رحمة الله، فإذا قلت: لعن الله فلانا فقد دعوت الله أن يطرده عن رحمته، وهذا من أعظم ما يكون على المدعو عليهم، ولهذا جاء في الحديث ( لعن المؤمن كقتله ) يعني: أنّ اللعن يؤدّي إلى هلاك الملعون وإلى فساد أمره، كما أنّ القتل يؤدّي إلى هلاكه وفساد أمره.
إذن (( لعنهم الله )) يعني إيش؟ طردهم وأبعدهم عن رحمته.
(( في الدنيا والآخرة )) ولهذا من آذى الله عزّ وجلّ فإنّ الغالب عليه أن لا يهتدي والعياذ بالله، ومن آذى رسول الله فإن الغالب عليه أن لا يهتدي، وإن كان الإنسان قد يهتدي والله على كل شيء قدير كما هدى الله تعالى أقواما كثيرين من المشركين الذين يؤذون الله ورسوله، ولكن القلوب بيد الله عزّ وجلّ.
(( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) هل أحد يستطيع أن يؤذي الله ورسوله؟ الجواب نعم، لأن الله أثبت ذلك فقال (( إن الذين يؤذون الله ورسوله ))، كيف أذية الله؟ استمع إليها من كلام الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار ) فقال الله تعالى في الحديث القدسي ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ).
أما أذية الرسول عليه الصلاة والسلام فقد أوذي صلى الله عليه وسلم من المشركين ومن المنافقين أذى عظيما، سُبّ ووصف بأنه ساحر، شاعر، كاهن، مجنون وأوذي حتى في الأمور التي لا يؤذى بها أحد دونه، كما كانت قريش يضعون القاذورات عند عتبة بابه، وكما وضعوا عليه سلا الجزور وهو ساجد تحت الكعبة، فهم بلا شك يؤذون الرسول عليه الصلاة والسلام، أذية الله ذكرت لكم مثالا منها وهي سب الدهر، يقول الإنسان مثلا: ما أقبح هذا الدهر، ما أقبح هذا الدهر، ويسبه ويلعنه، لعنة الله على هذا الدهر، وما أشبه ذلك، وما يدري المسكين أنه بسبه هذا قد سب من؟ قد سب الله، لأن مدبّر الدهر هو الله، الدهر زمن من الأزمان مخلوق لله، يفعل الله فيه ما يشاء، فإذا سببت الدهر فقد سببت ربّك، ولهذا قال تعالى ( يسب الدهر وأنا الدهر ) ومعنى قوله ( أنا الدهر ) ما ذكره بقوله ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) وإلا فإن الله ليس هو الدهر، لأن الدهر هو الزمن والوقت، ولكن الله هو رب الدهر الذي يتصرف فيه كما يشاء ويدبّره كما يشاء، ولهذا قال: ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ).
فإن قال قائل: كيف تجمع بين إثبات الأذية وبين قوله تعالى ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ) فنفى الله سبحانه وتعالى أن يبلغ أحد ضرّه، وقال الله عزّ وجلّ (( فلن يضروا الله شيئا )) فنفى الله الضرر عن نفسه، وأثبت الأذية فهل بين هذا وهذا تناقض؟
الجواب: لا، لأنه لا يلزم من الأذية الضرر، لا يلزم من الأذية الضرر، يعني قد تحصل الأذية ولا يحصل الضرر.
أرأيت لو أن شخصا صلى إلى جنبك وقد أكل ثوما أو بصلا فإنك تتأذّى بإيش؟ برائحته، وهل تتضرر؟ لا، لا تتضرر، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أكل بصلا أو ثوما قال ( فلا يقربنّ مساجدنا فإنّ الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه الإنسان )، لأنّ الذي يأتي إلى المسجد وقد أكل بصلا أو ثوما ولم تذهب رائحته فإنه يؤذي الملائكة، يؤذيها لأن الملائكة في مساجد الله، ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يدخل الرجل المسجد وفيه رائحة البصل والثوم والكراث، وما أشبهها لئلا تتأذى منه الملائكة.
يقول الله عزّ وجلّ (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا والآخرة وأعدّ الله لهم عذابا مهينا )) (( لعنهم )) قال العلماء: اللّعن هو الطّرد والإبعاد عن رحمة الله، فإذا قلت: لعن الله فلانا فقد دعوت الله أن يطرده عن رحمته، وهذا من أعظم ما يكون على المدعو عليهم، ولهذا جاء في الحديث ( لعن المؤمن كقتله ) يعني: أنّ اللعن يؤدّي إلى هلاك الملعون وإلى فساد أمره، كما أنّ القتل يؤدّي إلى هلاكه وفساد أمره.
إذن (( لعنهم الله )) يعني إيش؟ طردهم وأبعدهم عن رحمته.
(( في الدنيا والآخرة )) ولهذا من آذى الله عزّ وجلّ فإنّ الغالب عليه أن لا يهتدي والعياذ بالله، ومن آذى رسول الله فإن الغالب عليه أن لا يهتدي، وإن كان الإنسان قد يهتدي والله على كل شيء قدير كما هدى الله تعالى أقواما كثيرين من المشركين الذين يؤذون الله ورسوله، ولكن القلوب بيد الله عزّ وجلّ.