أقسام العلماء، والرد على الاشتراكية حفظ
الشيخ : إن الناس في هذا المقام ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، وأعني بذلك العلماء، ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: علماء دولة، وعلماء أمة، وعلماء ملة، كم الأقسام؟
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : ثلاثة، علماء دولة، وعلماء أمة، وعلماء ملة.
علماء الدولة هم الذين ينظرون ماذا تريد الدولة فيجعلونه الحق ولو كان باطلا، هؤلاء على خطر عظيم قد ضيعوا الأمانة ولم يقوموا بما أمر الله به من نشر العلم الذي جاء به محمّد صلى الله عليه وسلم بل كتموه اتّباعا لأهواء من يريدون إرضاءه من دولتهم التي تريد منهم أن يقولوا بغير الحق، وما أكثر هؤلاء، ولكنهم ليسوا والحمد لله أكثر الناس لكنهم كثيرون.
نحن نذكر أنه حينما قامت فكرة الاشتراكية في الدول العربية قام أناس من العلماء يقولون إن الاشتراكية من الإسلام، إن الاشتراكية من الإسلام، علماء! ثم يستدلون بأدلة ترضي الحكام ولا ترضي الل،ه يقولون إن الله قال (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء )) قالوا: قوله (( فأنتم فيه سواء )) يعني؟ الاشتراكية، مع أن هذا داخل في المنفي، يعني هل أنتم سواء في أموالكم أنتم ومن كانوا عبيدا عندكم؟ الجواب بالنفي أو بالإيجاب؟ بالنفي، لستم سواء.
وقالوا أيضا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار ) فهل هذا يدل على ما ذهبوا إليه؟ لا، لا يدل، بل يدل على عكس ما ذهبوا إليه، لأن تخصيص الاشتراك في هذه الثلاثة يدل على أن ما سواها ليس مشتركا يقولون إن الرسول عليه الصلاة والسلام ( أمر من كان عنده فضل أرض أن يزرعه أو يمنحه )، وهذا قد يكون لهم فيه نوع تمسك، لكنه من النصوص المشتبهة، وطريق الراسخين في العلم في النصوص المشتبهة أن يحملوها على النصوص المحكمة، أن يحملوها على النصوص المحكمة لتكون النصوص كلها محكمة، أما من يتّبع المتشابه ويدع المحكم فقد وصفهم الله تعالى بأقبح وصف، ماذا قال؟ (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله )) وأنشدوا قول الشاعر يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام: " والاشتراكيون أنت إمامهم " وكذب الشاعر، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم إمام أهل العدل ودفع الظلم، وليس إمام أهل الظلم، وإنما ضربت هذا مثلا ليتحقق به ما قلنا إن من الناس من يكون من علماء أيش؟
الطالب : الدولة.
الشيخ : الدولة.
ومن الناس من هو من علماء الأمة، عالم أمة، ينظر ما يصلح للمجتمع فيفتي به، وينظر ما ينفر منه المجتمع فيسكت عنه، يسكت عنه قولا أو يسكت عنه عملا، فتجده يدع كثيرا من السنن، لأن الناس ينفرون منها، وهذا أيضا خطأ عظيم، والواجب على الإنسان أن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وإذا كان بين قوم قد يفسد عليهم أمرهم إذا قال ما يجهلون أو فعل ما يجهلون، فبإمكانه أن يستعمل أسلوب الحكمة، كيف ذلك؟ أسلوب الحكمة أن يقول للناس قبل أن يقوم بالفعل إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا حتى يوطّن نفوسهم على هذا، ثم بعد ذلك يأتي التطبيق على قلوب مطمئنة.