حكم تسوية الصفوف في الصلاة حفظ
الشيخ : وأنا أضرب مثلا بما يخل به كثير من الناس اليوم في الصلاة، تسوية الصفوف في الصلاة أمر واجب، أمر واجب كما يدلّ عليه أحاديث كثيرة منها أمر النبي صلّى الله عليه وسلم بذلك ( سوّوا صفوفكم ) ومنها ما في حديث النعمان بن بشير أنّ الرسول عليه الصّلاة والسّلام ( كان يسوي الصفوف حتى كأنما يسوي بها القداح، فخرج ذات يوم فتقدّم ليصلّي فرأى رجلا باديا صدره ) ما معنى باديا صدره؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني متقدّما، فقال: ( عباد الله لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) ( لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم ) يعني إذا لم تسووها، وأهل العلم بالعربية من الحاضرين هنا يعلمون أن الجملتين مؤكّدتان، بكم مؤكّد؟ ( لتسونّ ) ( ليخالفنّ ) كم مؤكّد؟ ثلاثة، القسم واللام والنون فمعنى ( لتسونّ ) والله لتسونّ ( أو ليخالفنّ الله ) أي: والله ليخالفنّ، وشيء يتوعّد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام يتوعّد على تركه بهذا الوعيد أن يخالف الله بين الوجوه لا يكون حكمه قاصرا على الاستحباب بل هو للوجوب، المخالفة بين الوجوه، هل هي مخالفة معنوية أو مخالفة حسية؟ في هذا قولان للعلماء، لشراح الحديث، بعضهم يقول: ( ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) بمعنى: أن الرقبة تفتر حتى يكون الوجه هذا وجهه عن يساره والثاني وجهه عن يمينه، هذا عن يمينه وهذا عن يساره، لا يكون وجهه تلقاء وجهه بل إما على اليمين وإما على اليسار.
ومنهم من قال: إن اختلاف الوجوه اختلاف معنوي، أي: ليخالفن الله بين وجهات نظركم، وهذا الأخير أصح، بدليل قوله في الحديث الآخر: ( أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم )، والقلب كما نعلم هو المدبر هو المدبر للجسد، بعض الأئمة الآن، بعض الأئمة إذا أقيمت الصّلاة وتقدّم ليصلّي بالجماعة قد يلتفت وقد لا يلتفت وقد يقول استووا وقد لا يقول، وإذا قال: استووا فكأنما يقولها على أنها بمنزلة العادة أو شريط مسجّل، قد يقول استووا ويجد الصف مائلا تماما ولا يقول تقدّم أو تأخّر، إذن ما الفائدة من هذه الكلمة؟! هل فيها فائدة الآن؟ أبدا، ولهذا نجد بعض الأئمة جزاهم الله خيرا إذا وجدوا الصف لم يكن مستويا وقف واستقبل الصف بوجهه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، وقال استووا، تقدّم يا فلان، تأخر يا فلان حتى يبقى الصف مستويا تماما، لكن الصنف الأول من الأئمة لا يفعل مثل هذا الفعل ولا يقل مثل هذا القول، لماذا؟ لأنه أيش؟ يخشى من اعتراض بعض الجهّال عليه، وفي الحققة أنه لا ينبغي له هذا الشيء، أولا: أنه إمام، والإمام متبوع، وثانيا: ينبغي لكل إمام من أئمة المساجد أن ينظر هدي النبي صلى الله عليه وسلم كيف يؤم الناس وكيف يفعل حتى يهتدي بهديه ويتبع لسنته.
مثال آخر، ونحن نضرب الأمثلة لعل الله أن ينفع بها.