معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، مع تتمة الكلام على التوحيد وضده الذي هو الشرك حفظ
الشيخ : وإني أريد أن أسأل سؤالا بسيطا الأخ، أنت طالب علم ولا؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب تفضّل، في كلّ صلاة تقول اللهم صل على محمّد، وش معنى اللهم صل على محمّد؟
الطالب : ... الدعاء.
الشيخ : يعني معنى اللهم صل على محمّد اللهم صل على محمّد! الدعاء بأيش؟
الطالب : بالرحمة.
الشيخ : لا، استرح، اللهم صل على محمّد يعني؟
الطالب : ...
الشيخ : أثن عليه في الملأ الأعلى، أحسنت، شوف هذه كلمة كلنا نقرأها وكثير من الناس لا يعرفها، اللهم صل على محمّد يعني أثن على عبدك واذكره بالخير في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، إذا قلت هكذا أثنى الله عليك أنت في الملأ الأعلى كم؟ عشر مرات، يا لها من نعمة ولهذا ينبغي لنا أن نكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما في يوم الجمعة.
المهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك لغيره نفعا ولا ضرّا ولما أنزل الله (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) جمع عشيرته الأقربين وقال فيما قال: ( يا صفيّة عمّة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، يا فاطمة بنت محمّد لا أغني عنك من الله شيئا ) وفي رواية أنه قال: ( سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا ) وإذا كان لا يغني شيئا عن عمّته صفية بنت عبد المطلب ولا عن بنته فاطمة بنت محمّد، فمن سواهما من باب أولى.
والشيء الذي أدعو إليه إخواني في هذا المسجد المبارك أن يكون التجاؤهم ودعاؤهم لله عزّ وجلّ وحده وأن تكون إنابتهم لله وحده وأن لا يتعلقوا بأحد سواه لا برسول الله صلوات الله عليه، ولا بغيره من البشر، ولا بغيره من المشايخ، ولا بغيره من الملائكة، ولا بغيره من سائر الناس، إنما يكون رجاؤهم وتعلّقهم ودعاؤهم بالله وحده، فبذلك تقضى حاجاتهم وتيسّر أمورهم.
إذن يا إخواني باب التوحيد مهمّ، مهمّ جدّا وإذا بنى الإنسان عبادته على غير التوحيد فإن الله سبحانه وتعالى لا يقبلها، قال الله تعالى: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه أنه تعالى قال: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) فالله الله أيها الإخوة لتحقيق التوحيد، فإن بتحقيق التوحيد تصلح الأعمال وتطيب الأحوال ويزول السوء وبالخلاف في التوحيد تفسد الأعمال والأحوال، المهم أن باب التوحيد أعظم أبواب العلم، ويجب على طلبة العلم أن يعتنوا به وأن يحذروا من مخالفة التوحيد من الشرك بالله صغيره وكبيره، وباب الشرك باب واسع، وقد قسّمه العلماء إلى شرك أصغر وشرك أكبر، وشرك جلي وشرك خفي، وهذا معلوم في كتب أهل العلم.