حكم زيارة القبور وبيان ما يشرع فيها حفظ
الشيخ : ننتقل بعد هذا إلى شيء له صلة في هذا الموضوع وهو زيارة المقابر، زيارة المقابر لا شك أنها سنّة حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن الله أن يزور قبر أمه فأذن الله له، واستأذن منه أن يستغفر الله لها فلم يأذن له.
فزيارة القبور من سنن النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) وكان أول أمره نهاهم عن الزيارة لأنهم كانوا حديثي عهد بشرك، الإسلام طري جديد فنهاهم عن زيارة المقابر سدا للذريعة، ولما قوي الإيمان في قلوبهم أمرهم بذلك قال ( زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة ).
لو قال قائل من أهل الأصول أصول الفقه: إن قوله ( فزوروها ) أمر بعد نهي، والأمر بعد النهي يفيد الإباحة، فكيف تقولون أنها سنّة؟
نقول: نعم، يعيّن أنها سنّة التعليل الذي ذكره، وهو ( فإنها تذكر الآخرة ) ولا شك أن ما يذكّر الإنسان بالآخرة أمر مطلوب، حتى تزول الغفلة عن قلبه، وحتى يلين قلبه، ولذلك نحن إذا مررنا بالمقابر على الوجه المشروع في الزيارة، وتأملنا حال هؤلاء أنهم كانوا بالأمس على ظهر الأرض، يأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب ويتمتّعون بالدنيا كما نتمتّع، وهم الآن في جوف الأرض، مرتهنين بأعمالهم، فإن الإنسان يتذكر هذه الحال فيلين قلبه.
أما الزيارة التي تكون على سبيل تجديد الأحزان وتذكر الميت و أن يقول الإنسان: أمس هذا معنا ليته لم يمت وما أشبه ذلك، هذه لا تفيد، لا تذكر الآخرة، وإنما تجدد الأحزان فقط، الذي يذكر الآخرة أن يتصور الإنسان ويتفكر ويقول هؤلاء بالأمس كانوا على ظهر الأرض يتمتعون ويأكلون كما نأكل والآن أصبحوا مرتهنين بأعمالهم فحينئذ يتذكر ولهذا قال ( زوروا القبور فإنها تذكّر الآخرة ).
ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يقولوا إذا زاروا القبور ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنّا بعدهم واغفر لنا ولهم ) هكذا جاءت السّنّة قولية وفعلية بهذا الدعاء.
هل هذا دعاء لهم بمعنى أننا ندعوهم أو ندعو الله لهم؟ ندعو الله لهم.
السائل : ...
الشيخ : بعد الصلاة أسئلة، وبين الأذان والإقامة يعني إذا أمكن نتكلم بعض الشيء.
فزيارة القبور من سنن النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) وكان أول أمره نهاهم عن الزيارة لأنهم كانوا حديثي عهد بشرك، الإسلام طري جديد فنهاهم عن زيارة المقابر سدا للذريعة، ولما قوي الإيمان في قلوبهم أمرهم بذلك قال ( زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة ).
لو قال قائل من أهل الأصول أصول الفقه: إن قوله ( فزوروها ) أمر بعد نهي، والأمر بعد النهي يفيد الإباحة، فكيف تقولون أنها سنّة؟
نقول: نعم، يعيّن أنها سنّة التعليل الذي ذكره، وهو ( فإنها تذكر الآخرة ) ولا شك أن ما يذكّر الإنسان بالآخرة أمر مطلوب، حتى تزول الغفلة عن قلبه، وحتى يلين قلبه، ولذلك نحن إذا مررنا بالمقابر على الوجه المشروع في الزيارة، وتأملنا حال هؤلاء أنهم كانوا بالأمس على ظهر الأرض، يأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب ويتمتّعون بالدنيا كما نتمتّع، وهم الآن في جوف الأرض، مرتهنين بأعمالهم، فإن الإنسان يتذكر هذه الحال فيلين قلبه.
أما الزيارة التي تكون على سبيل تجديد الأحزان وتذكر الميت و أن يقول الإنسان: أمس هذا معنا ليته لم يمت وما أشبه ذلك، هذه لا تفيد، لا تذكر الآخرة، وإنما تجدد الأحزان فقط، الذي يذكر الآخرة أن يتصور الإنسان ويتفكر ويقول هؤلاء بالأمس كانوا على ظهر الأرض يتمتعون ويأكلون كما نأكل والآن أصبحوا مرتهنين بأعمالهم فحينئذ يتذكر ولهذا قال ( زوروا القبور فإنها تذكّر الآخرة ).
ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يقولوا إذا زاروا القبور ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنّا بعدهم واغفر لنا ولهم ) هكذا جاءت السّنّة قولية وفعلية بهذا الدعاء.
هل هذا دعاء لهم بمعنى أننا ندعوهم أو ندعو الله لهم؟ ندعو الله لهم.
السائل : ...
الشيخ : بعد الصلاة أسئلة، وبين الأذان والإقامة يعني إذا أمكن نتكلم بعض الشيء.