ما حكم الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب على أنها ليلة الإسراء والمعراج؟ حفظ
السائل : السؤال الأول يقول أسئلة العقيدة، يقول فضيلة الشيخ ..
الشيخ : أيش أيش؟
السائل : أسئلة العقيدة.
الشيخ : نعم.
السائل : يحتفل البعض في هذه الأيام في السابع والعشرين من رجب وما يسمى بالرجبية، ويدّعون أنها ليلة الإسراء والمعراج ما هي شبههم، وكيف نرد عليهم؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، جوابنا على هذا السؤال يتضمّنه قوله تعالى (( ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء ))، وقوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))، (( أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))، ويتضمّنها أيضا قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ )، وفي رواية: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ )، والأمر الذي أشار إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلم هو الشّرع، لقوله تعالى: (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )) أي: من شرعنا (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )). فبهذه الآيات والحديث النبوي الشريف نسأل: هل في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يحتفل المسلمون في هذا الشهر بما يذكر أنه ليلة المعراج؟ نسأل، ابحثوا في كتاب الله، ابحثوا في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا وجدتم ذلك فنحن بحول الله أول من ينقاد لهذا، وأول من يدعو إليه، وأول من يشجّع عليه وإذا لم نجد لا في كتاب الله ولا في سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يسعنا ما في كتاب ربنا وسنّة نبينا، ما تقولون في هذا الجواب؟
الطالب : ...
الشيخ : ما تقولون في هذا الجواب؟ هل هذا الجواب جواب عدل أو جواب جور؟
الطالب : عدل.
الشيخ : عدل، الشرع يتلقى من مصدرين أساسين فقط، من الكتاب والسّنّة، ودليل ذلك قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرّسول )) (( إلى الله )) إلى كتابه (( والرّسول )) إليه شخصيّا في حياته، وإلى سنّته بعد وفاته، ونحن نمدّ أيدينا ونصغي بآذاننا ونؤمّل في أفكارنا، إذا وجد أحد في كتاب الله أو سنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الإحتفال بليلة المعراج في هذا الشّهر مشروع فليمنّ علينا بالإرشاد إليه، فنحن إن شاء الله له منقادون ومتبعون، أمّا إذا لم يجد فإنّ أي إنسان يبتدع في دين الله ما ليس منه فإنّه على خلاف قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم )) كيف يكمل الله الدين ثم تأتي أنت بقرون، وتقول هذا من الدين؟ أين الكمال أين الكمال في الدين وأنت تحدث شيئا تقول أنه من الدين؟ إن إحداث أي شيء يتعبد به الإنسان لله ولم يكن في كتاب الله ولا في سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فمضمونه ردّ قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم ))، هل نسي الله عزّ وجلّ أن يبين لعباده هذه الشريعة؟ أبدا، (( لا يضل ربي ولا ينسى )) هل نسي الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبلغ أمّته هذه الشريعة؟ لا، هل كتم؟ لا، هل جهل وعلمها من بعده؟ لا، كل ذلك لم يكن، إذن ما بالنا يا إخوتنا المسلمين نتعب أنفسنا بشيء ليس في كتاب الله ولا سنّة رسوله، بل ولا عمل الخلفاء الراشدين، هاتوا لنا أحدا من الصّحابة احتفل بليلة المعراج في هذا الشّهر؟ لن تجدوا ذلك، لأنّ الصحابة أعقل وأدين وأتبع لرسول الله عليه الصلاة والسلام من أن يحدثوا في دينه ما ليس منه.
ثم إنه من الناحية التاريخية من يقول إن المعراج كان ليلة السابع والعشرين؟ من يقول بهذا؟
الطالب : ...
الشيخ : قد قيل، لكن لابد من سند، هذا خبر، إذا قلنا إن ليلة سبع وعشرين من رجب هي ليلة المعراج هذا خبر، الخبر لابد له من سند، السند لابد أن نبحث فيه، في رجاله هل تمّت فيهم شروط العدالة والضّبط أو لا؟ ثم هل تمّ في هذا السّند الاتصال أم لا؟ كل هذا لم يكن، أين الرجال الذين أسندوا أنّ النّبي عليه الصلاة والسّلام عرج به ليلة سبع وعشرين من رجب؟ أين الرّجال الذين أسندوا الحديث؟ بيننا وبين معراج الرسول عليه الصلاة والسلام كم؟
الطالب : ...
الشيخ : أكثر، 1412 من الهجرة، والمعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات، 1415 أين السند؟
لهذا من هنا، من هذا المكان أنصح إخواني المسلمين أن لا يبتدعوا في دين الله ما ليس منه وأن لا يتعبوا أنفسهم في أمر كان لهم عنه غنى، بل لا يتعبوا أنفسهم في أمر لا يزيدهم من الله إلا بعدا.
أقول ذلك لا من عندي، ولكن من كلام يعلنه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في كل جمعة كان يقول في خطبته: ( أما بعد: فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة ) ( كل بدعة ضلالة ) والضّلالة خلاف الحق، الضّلالة خلاف الحقّ، والدّليل على أنّ الضّلالة خلاف الحقّ قوله تعالى (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) هل المؤمن يرضى لنفسه أن يعمل عملا يكون فيه ضالاّ؟
الطالب : لا والله.
الشيخ : لا والله، هل يليق بالمؤمن أن يعمل عملا يمكن أن يقال له إنّك قد خالفت قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم )) لا والله، هل يمكن لمؤمن من آخر هذه الأمّة أن يعمل عملا يتعبّد به لله لم يتعبّده الصحابة ولا التابعون له بإحسان؟ أبدا، إذن أرجوكم يا إخوان، والله ما أقول لكم إلا نصيحة، أرجوكم أن لا تتعبّدوا لله إلاّ بشيء شرعه الله، إمّا في الكتاب أو في السّنّة أو إجماع الصحابة، ليس الدّين بالهوى، الدّين بالهدى وليس بالهوى (( لو اتّبع الحقّ أهواءهم )) هاه الآية كمّل! (( لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم )) أين ذكرنا؟ كتاب الله وسنة رسوله.
وأنا أقول من هذا المكان أيّ إنسان يجد دليلا على هذه البدعة أي بدعة الاحتفال بليلة سبع وعشرين بعيد المولد فليس مني في حلّ إلا أن يبلّغني إياها، وإذا بلّغني إياها على وجه تقوم به الحجّة فله عليّ أن أعلنها على الملأ حتى لا أكتم ما شرعه الله، أنا أقول هذا وخذوها شهادة عليّ، وليس أحد من المسلمين في حل إذا وجد دليلا من كتاب الله أو سنّة رسوله أو أقوال الصحابة على الاحتفال بهذه الليلة ليس مني في حل إلا أن يبلّغني وإذا قامت عليّ الحجّة لابد أن أبلّغ، وإلا فليجتنب هذا الشيء فليجتنبه إذا لم يكن دليل، نحن عبيد لله والعبد يأتمر بأمر من؟ بأمر سيّده، نحن عبيد لله والله ربّنا، فليس لنا أن نتعبّد له بشيء لم يشرعه، نحن لو خالفنا طريقا معبّدا طريقا حسيّا يمشي من هنا من المدينة إلى مكّة، وخالفنا هذا الطريق وقلنا نريد أن نصل إلى مكّة، ولكن ذهبنا مع طريق آخر، هل يوصلنا إلى مكّة؟ أبدا، لا يوصلنا وإذا أوصلنا فعلى تعثّر، والله عزّ وجلّ يقول: (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون )).
مرّة ثانية أو ثالثة أكرّر رجائي من إخواني المسلمين أن لا يتعبوا أنفسهم في الاحتفال أو التعبّد لله بشيء لم ينزل به سلطانا لأن ذلك لا يزيدهم من الله إلا بعدا ومخالفة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وكما قلت لكم إنه لم يثبت من الناحية التاريخية أن المعراج كان في ليلة سبع وعشرين من رجب، لأنّ هذا خبر والخبر لابد له من سند، والسّند لابد أن يكون رجاله ثقاتا، مشهورين بالعدالة والضّبط، ولابد أن يكون متّصلا أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : كل الذين يقرؤون مصطلح الحديث يعرفون أنه لا يمكن أن يثبت الحديث إلا بأمرين لابد منهما: عدالة الراوي وضبطه، وهذا وصف للراوي، والثاني اتّصال السند، ولابد من شرط آخر غير معلّل ولا شاذ، وهو معروف، نعم.
الشيخ : أيش أيش؟
السائل : أسئلة العقيدة.
الشيخ : نعم.
السائل : يحتفل البعض في هذه الأيام في السابع والعشرين من رجب وما يسمى بالرجبية، ويدّعون أنها ليلة الإسراء والمعراج ما هي شبههم، وكيف نرد عليهم؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، جوابنا على هذا السؤال يتضمّنه قوله تعالى (( ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء ))، وقوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))، (( أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))، ويتضمّنها أيضا قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ )، وفي رواية: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ )، والأمر الذي أشار إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلم هو الشّرع، لقوله تعالى: (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )) أي: من شرعنا (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )). فبهذه الآيات والحديث النبوي الشريف نسأل: هل في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يحتفل المسلمون في هذا الشهر بما يذكر أنه ليلة المعراج؟ نسأل، ابحثوا في كتاب الله، ابحثوا في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا وجدتم ذلك فنحن بحول الله أول من ينقاد لهذا، وأول من يدعو إليه، وأول من يشجّع عليه وإذا لم نجد لا في كتاب الله ولا في سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يسعنا ما في كتاب ربنا وسنّة نبينا، ما تقولون في هذا الجواب؟
الطالب : ...
الشيخ : ما تقولون في هذا الجواب؟ هل هذا الجواب جواب عدل أو جواب جور؟
الطالب : عدل.
الشيخ : عدل، الشرع يتلقى من مصدرين أساسين فقط، من الكتاب والسّنّة، ودليل ذلك قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرّسول )) (( إلى الله )) إلى كتابه (( والرّسول )) إليه شخصيّا في حياته، وإلى سنّته بعد وفاته، ونحن نمدّ أيدينا ونصغي بآذاننا ونؤمّل في أفكارنا، إذا وجد أحد في كتاب الله أو سنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الإحتفال بليلة المعراج في هذا الشّهر مشروع فليمنّ علينا بالإرشاد إليه، فنحن إن شاء الله له منقادون ومتبعون، أمّا إذا لم يجد فإنّ أي إنسان يبتدع في دين الله ما ليس منه فإنّه على خلاف قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم )) كيف يكمل الله الدين ثم تأتي أنت بقرون، وتقول هذا من الدين؟ أين الكمال أين الكمال في الدين وأنت تحدث شيئا تقول أنه من الدين؟ إن إحداث أي شيء يتعبد به الإنسان لله ولم يكن في كتاب الله ولا في سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فمضمونه ردّ قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم ))، هل نسي الله عزّ وجلّ أن يبين لعباده هذه الشريعة؟ أبدا، (( لا يضل ربي ولا ينسى )) هل نسي الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبلغ أمّته هذه الشريعة؟ لا، هل كتم؟ لا، هل جهل وعلمها من بعده؟ لا، كل ذلك لم يكن، إذن ما بالنا يا إخوتنا المسلمين نتعب أنفسنا بشيء ليس في كتاب الله ولا سنّة رسوله، بل ولا عمل الخلفاء الراشدين، هاتوا لنا أحدا من الصّحابة احتفل بليلة المعراج في هذا الشّهر؟ لن تجدوا ذلك، لأنّ الصحابة أعقل وأدين وأتبع لرسول الله عليه الصلاة والسلام من أن يحدثوا في دينه ما ليس منه.
ثم إنه من الناحية التاريخية من يقول إن المعراج كان ليلة السابع والعشرين؟ من يقول بهذا؟
الطالب : ...
الشيخ : قد قيل، لكن لابد من سند، هذا خبر، إذا قلنا إن ليلة سبع وعشرين من رجب هي ليلة المعراج هذا خبر، الخبر لابد له من سند، السند لابد أن نبحث فيه، في رجاله هل تمّت فيهم شروط العدالة والضّبط أو لا؟ ثم هل تمّ في هذا السّند الاتصال أم لا؟ كل هذا لم يكن، أين الرجال الذين أسندوا أنّ النّبي عليه الصلاة والسّلام عرج به ليلة سبع وعشرين من رجب؟ أين الرّجال الذين أسندوا الحديث؟ بيننا وبين معراج الرسول عليه الصلاة والسلام كم؟
الطالب : ...
الشيخ : أكثر، 1412 من الهجرة، والمعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات، 1415 أين السند؟
لهذا من هنا، من هذا المكان أنصح إخواني المسلمين أن لا يبتدعوا في دين الله ما ليس منه وأن لا يتعبوا أنفسهم في أمر كان لهم عنه غنى، بل لا يتعبوا أنفسهم في أمر لا يزيدهم من الله إلا بعدا.
أقول ذلك لا من عندي، ولكن من كلام يعلنه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في كل جمعة كان يقول في خطبته: ( أما بعد: فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة ) ( كل بدعة ضلالة ) والضّلالة خلاف الحق، الضّلالة خلاف الحقّ، والدّليل على أنّ الضّلالة خلاف الحقّ قوله تعالى (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) هل المؤمن يرضى لنفسه أن يعمل عملا يكون فيه ضالاّ؟
الطالب : لا والله.
الشيخ : لا والله، هل يليق بالمؤمن أن يعمل عملا يمكن أن يقال له إنّك قد خالفت قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم )) لا والله، هل يمكن لمؤمن من آخر هذه الأمّة أن يعمل عملا يتعبّد به لله لم يتعبّده الصحابة ولا التابعون له بإحسان؟ أبدا، إذن أرجوكم يا إخوان، والله ما أقول لكم إلا نصيحة، أرجوكم أن لا تتعبّدوا لله إلاّ بشيء شرعه الله، إمّا في الكتاب أو في السّنّة أو إجماع الصحابة، ليس الدّين بالهوى، الدّين بالهدى وليس بالهوى (( لو اتّبع الحقّ أهواءهم )) هاه الآية كمّل! (( لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم )) أين ذكرنا؟ كتاب الله وسنة رسوله.
وأنا أقول من هذا المكان أيّ إنسان يجد دليلا على هذه البدعة أي بدعة الاحتفال بليلة سبع وعشرين بعيد المولد فليس مني في حلّ إلا أن يبلّغني إياها، وإذا بلّغني إياها على وجه تقوم به الحجّة فله عليّ أن أعلنها على الملأ حتى لا أكتم ما شرعه الله، أنا أقول هذا وخذوها شهادة عليّ، وليس أحد من المسلمين في حل إذا وجد دليلا من كتاب الله أو سنّة رسوله أو أقوال الصحابة على الاحتفال بهذه الليلة ليس مني في حل إلا أن يبلّغني وإذا قامت عليّ الحجّة لابد أن أبلّغ، وإلا فليجتنب هذا الشيء فليجتنبه إذا لم يكن دليل، نحن عبيد لله والعبد يأتمر بأمر من؟ بأمر سيّده، نحن عبيد لله والله ربّنا، فليس لنا أن نتعبّد له بشيء لم يشرعه، نحن لو خالفنا طريقا معبّدا طريقا حسيّا يمشي من هنا من المدينة إلى مكّة، وخالفنا هذا الطريق وقلنا نريد أن نصل إلى مكّة، ولكن ذهبنا مع طريق آخر، هل يوصلنا إلى مكّة؟ أبدا، لا يوصلنا وإذا أوصلنا فعلى تعثّر، والله عزّ وجلّ يقول: (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون )).
مرّة ثانية أو ثالثة أكرّر رجائي من إخواني المسلمين أن لا يتعبوا أنفسهم في الاحتفال أو التعبّد لله بشيء لم ينزل به سلطانا لأن ذلك لا يزيدهم من الله إلا بعدا ومخالفة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وكما قلت لكم إنه لم يثبت من الناحية التاريخية أن المعراج كان في ليلة سبع وعشرين من رجب، لأنّ هذا خبر والخبر لابد له من سند، والسّند لابد أن يكون رجاله ثقاتا، مشهورين بالعدالة والضّبط، ولابد أن يكون متّصلا أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : كل الذين يقرؤون مصطلح الحديث يعرفون أنه لا يمكن أن يثبت الحديث إلا بأمرين لابد منهما: عدالة الراوي وضبطه، وهذا وصف للراوي، والثاني اتّصال السند، ولابد من شرط آخر غير معلّل ولا شاذ، وهو معروف، نعم.