نرجو توجيه نصيحة للشباب حول بيان فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز على تفرق الدعاة حول مسألة اجتهادية. حفظ
السائل : السؤال الأخير يقول يا شيخ إنّي أحبّكم في الله، ونرجو منكم يا شيخ توجيه نصيحة للشباب حول بيان فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله
الشيخ : حول أيش؟
السائل : بيان فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله لأننا سمعنا كل فريق يؤوّله لصالحه وينشر الأشرطة لذلك وجزاكم الله خيرا.
الشيخ : سبحان الله! يقول أريد بيانا لبيان الشيخ، إذا كان بيانا لا يحتاج إلى بيان، البيان لا يحتاج إلى بيان، فإن كان في هذا البيان إجمال فليسأل الشيخ حتى يبيّن، واضح يا جماعة؟ البيان لا يحتاج إلى بيان، والإجمال يبيّنه من أجمله، صاحب الكلام.
الطالب : يقول الشيخ هو بيَّن كلامه
الشيخ : الحمد لله، إذن انقل لهم العبارة التي قال.
أما أنا فأقول إن ما قاله الشيخ صحيح، ولا شكّ أن اختلاف الإخوان طلبة العلم لا شكّ أنه لا يخدم الإسلام، بل هو ضرر على الإسلام، ولا شكّ أنه يخدم أعداء الإسلام، لأن أعداء الإسلام يحبون أن يتفرّق حملة الشرع، يحبون أن يتفرّقوا بأقوالهم وأفعالهم، وإذا تأمّل الإنسان طريق الصحابة والسلف الصالح وجد أنهم يختلفون في الأقوال، لكن لا تختلف قلوبهم، لا يسب بعضهم بعضا، ولا يتّهم بعضهم بعضا، وكل إنسان معرّض للخطأ، وإذا كنت تقدّر أن صاحبك قد أخطأ فإن صاحبك يقدّر أنّك أيضا أخطأت، إذن لا حجّة لأحد على أحد بقوله، الحجّة فيما قاله الله ورسوله.
وكون الإخوان يتفرّقون من أجل اختلاف وجهة النظر في أمر لا يمس الدين أو العقيدة هو في الحقيقة والله من نزغات الشيطان ومن خدمة أهل الباطل، أهل الباطل لما رأوا إقبال الناس والحمد لله على الإسلام ولا سيما الشباب، أتظنّون أنهم يسكتون، والله لن يسكتوا لأن هذا يغيظهم سيدبّرون بكل حيلة للقضاء على هذه الصحوة والنهضة، لكنّهم يدبّرون بصمت وإحكام، أما نحن لسلامة قلوبنا فنحن إذا دبرنا بنينا من الحبّة قبّة، كبّرنا المسائل وجعلنا الناس يختلفون ويتفرّقون فيحصل الشّرّ والبلاء، ولهذا يجب أن نمشي أولا بهدي الشرع، وثانيا بحكمة العقل، لأننا إذا غلّبنا العاطفة يا جماعة صارت عاصفة، عصفت بنا وأفسدت بيننا، وأهل الشر يحبون أن يكون الواقع هكذا، يحبون يقوم فلان يسب فلانا ويضلل فلانا فنصيحتي لإخواني الذين صار منهم بعض الشيء أن يراجعوا الأمر وأن يحلل بعضهم بعضا وأن يصدر منهم كلمة موقّعة من الجميع بأننا متّفقون في الأساسيات والأهداف وإن اختلفت وجهات النظر فإن هذا قد سبقنا سلفنا الذين هم خير منا، اختلف الصحابة في أمر من أركان الإسلام اختلاف اجتهاد ولم يعنّف بعضهم على بعض ولم يضلّل بعضهم بعضا، في قصة خروجهم لبني قريظة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة الأحزاب جاءه جبريل وأمره أن يخرج إلى بني قريظة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ( لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ) فخرجوا من المدينة لبني قريظة، أدركتهم صلاة العصر فقال بعضهم " لا نصلي العصر إلا في بني قريظة ولو بعد المغرب" وأخروا الصلاة إلا ما بعد المغرب وصلوها في بني قريظة، بناء على أيش؟ على ظاهر اللفظ ( لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ) وقال آخرون: بل نصلي العصر في وقتها، لأن من فاتته صلاة العصر حبط عمله ولأن غرض النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الكلام المبادرة بالخروج والوصول إلى بني قريظة، اختلفوا هذا الاختلاف الذي هو في ركن من أركان الإسلام، ومع ذلك لم يعنّف بعضهم بعضا، والنبي عليه الصلاة والسلام لما بلغه الخبر لم يعنّف واحدا منهم، وإن كنا نرى أن المصيب هم الذين صلوا في الوقت.
فالمهم أنا أريد أن نكون نحن على طريق السلف الصالح لا نكفّر ولا نضلّل ولا نبدّع، إنما إذا اختلفنا في أمر اجتهادي لا يعلم من المصيب عند الله، فإن الواجب أن نتّحد، ويا حبّذا لو أنه صدر بيان من الجميع يشرحون به أنهم متّفقون في الهدف الأساسي مختلفون في وجهات النظر في بعض الأمور، وهذا أمر قد سلف إليه من سبقنا، ولا يضرّنا شيء، لو حصل هذا لكان طيبا، وسيحصل إن شاء الله إما عاد يحصل فعلا أو يحصل بالقوة بالكف أن يكف بعضهم عن بعض وأن يكونوا إخوة ويعرف كل واحد منهم قدر مسؤوليّته في هذه الأمة، ونسأل الله لنا ولهم الهداية وأن يجمعنا جميعا على الهدى والتقى.
السائل : هم مختلفون في المنهج ... فما الرد عليهم؟
الشيخ : لا يضرّ لا يضرّ، الاختلاف في المنهج لا يضرّ ما دام لم يخرجوا عن حدود الشرع لا يضرّ، والله أعلم.