تفسير قوله تعالى:" فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم " وبيان الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم له ولأمته إلا ما استثني حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمّد خاتم النبيين وإمام المتقّين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فقد قال الله تعالى لنبيه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم )). هذا الأمر الموجّه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم موجّه له وللأمّة أيضا، لأن الخطاب الموجّه لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم له ولأمّته، إما عن طريق التبعية، لأن الأمّة تبع له، وإما عن طريق التأسّي.
فالأول إذا قلنا عن طريق التبعية فالخطاب في المعنى له وللأمة، لكن خوطب به إمامها، لأنهم تبع له.
وأمّا على الوجه الثاني فيكون الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام أولا وآخرا، وتكون الأمة في امتثال المأمور به متأسية برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا أردت أن تعرف هذه القاعدة فاقرأ قوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن )) فخاطب بالنداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط (( يا أيها النبي ))، ثم جعل الحكم للعموم، فقال: (( إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )).
إلا إذا قام الدليل على أن الخطاب خاص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الخطاب يكون خاصا به.
مثاله: قوله تعالى (( ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عن وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك )) هذا الخطاب خاص بمن؟ بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم.