تتمة شرح أثر الإمام مالك في الإستواء حفظ
الشيخ : ... الله، من؟
الطالب : الصحابة.
الشيخ : الصحابة، الصحابة رضي الله عنهم، هل لما نزلت الآية (( الرحمن على العرش استوى )) قالوا يا رسول الله كيف استوى؟ أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، إذن كل سؤال يتعلق بصفات الله، هذه قاعدة مهمّة، " كل سؤال يتعلق بصفات الله لم يسأل عنه الصحابة فالسؤال عنه بدعة ".
( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) كيف ينزل؟ ماذا تقولون في هذا الكلام؟ بدعة ولا سنة؟
الطالب : بدعة.
الشيخ : بدعة؟ ليش؟ لأن الصحابة ما سألوا عنه.
يأتي للقضاء بين عباده (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) كيف يجي؟ واحد يسأل يقول كيف يجي؟ وش تقولون؟ السؤال عنه بدعة، ما سأل عنه السابقون الصّحابة رضي الله عنهم وهم أحرص منا على العلم وأتقى منّا لله، هذه واحدة، السؤال عنه بدعة.
أيضا السؤال عنه بدعة، لأنه ديدن أهل البدع، ديدن أهل البدع، أهل البدع دائما يسألون عن كيفية الصفات من أجل أن يحرجوا أهل السّنّة الذين يثبتونها.
فصار قوله بدعة له وجهان، الوجه الأول: أنه مبتدع لم يسأل عنه الصحابة، والثاني: أنه ديدن أهل البدع، هم الذين يسألون عن كيفية صفات الله.
ولهذا قال بعض السّلف من علماء هذه الأمة: إذا قال لك الجهمي، والجهمية معطّلة ينكرون الصفات، إذا قال لك الجهمي إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، فكيف ينزل؟ فقل له: كيف هو بذاته؟ كيف هو بذاته؟ الجهمي ما يستطيع يكيّف، سيقول لا علم لي بكيفية ذاته، قل له أنا لا علم لي بكيفية صفاته لأن العلم بكيفية الصفات فرع عن العلم بأيش؟ بكيفية الذات، فإذا كنا لا نعلم كيفية ذاته فلا يمكن أن نعلم كيفية صفاته.
وقال آخر من علماء أهل السّنّة، علماء السلف: إذا قال لك الجهمي إن الله ينزل إلى السماء، فكيف ينزل؟ فقل له: إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أنّه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل.
كلمات يسيرة من السلف فيها خير وبركة، الأول استدل عليه استدلالا عقليا، والثاني استدلالا سمعيا، تعرفون الفرق بين السمع والعقل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، الأول الذي قال اسأله كيف هو بذاته استدل إيش؟ على نفي العلم بالكيفية استدلالا عقليا، قال: الذي لا تعلم كيفية ذاته، لا يمكن أن تعلم كيفية صفاته عقلا.
الثاني استدل أيش؟ استدلالا سمعيا بالنص، قال: أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل، فعدم إخباره بكيفية النزول يعني أنّه غير معلوم غير معقول لنا، " السؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا فأمر به فأخرج ".