تفسير الآيات الأخيرة من سورة النحل قال تعالى:" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " وبيان الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم مع الأمثلة حفظ
الشيخ : أما آخر سورة النحل وهي موضوع درسنا الآن فهي قول الله تعالى : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) الخطاب في قوله : (( ادع )) لمن ؟ للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقيل : إن الخطاب لكل من يصح أن يتوجه إليه الخطاب النبي عليه الصلاة والسلام وغيره لأن القرآن نزل للأمة جميعا فإذا قال الله : (( ادع )) فالخطاب لكل مؤمن أن يدعو إلى الله واعلم أن الخطاب الموجه بمثل هذه الصيغة ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : أن يكون في السياق ما يدل على العموم.
والقسم الثاني : أن يكون هناك دليل على الخصوص.
والقسم الثالث : ألا يكون فيه دليل لهذا ولا لهذا. الأقسام كم ؟ الأخ .
الطالب : ثلاثة الأول : ... .
الشيخ : العموم نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : بارك الله فيك تمام مثال الأول : قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ )) فهنا وجه الخطاب أولاً إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال : (( إذا طلقتم )) والخطاب هنا للعموم بدليل الجمع وعلى هذا فيكون الخطاب موجه للرسول عليه الصلاة والسلام له وللأمة بالنص: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ )) .
الثاني : أن يكون هناك دليل على الخصوص فهنا يختص الحكم بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثاله يا أخ ؟ إي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ )) ومثل قوله تعالى : (( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ )) إلى آخر السورة فهذا يختص بالرسول عليه الصلاة والسلام.
القسم الثالث : ما يكون لا دليل فيه لهذا ولا لهذا مثل هذه الآية الكريمة: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )) هل هو موجه الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام وحده أو لكل من يصح خطابه ؟ على قولين واعلم أن الخلاف شبيه باللفظي في هذه المسألة لأن الذين يقولون : إنه خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام يقولون : إن أمته يشملها الحكم باعتبار الأسوة لقول الله تعالى : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )) .
فإذا قال قائل : ما الأصل الخصوصية أم العموم ؟ من يعرف ؟ الأصل العموم ولهذا لما أراد الله عز وجل الخصوصية نص عليها فقال : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا )) فما هو الدليل على الخصوص يا أخ ؟ ويش الدليل ؟ (( إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا )) يعني أباح الله له أن يتزوج بالهبة أكمل أكمل الآية عشان نعرف ؟ (( إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ )) بارك الله فيك .
إذا هذا يدل على أنه إذا لم يدل دليل على أن الحكم خاص بالرسول وجب التعميم وخذها قاعدة : " كل حكمٍ ثبت للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو ثابت للأمة إلا بدليل " طيب .
وعلى هذا فنقول : إن قوله تعالى : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )) يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره.