بيان أن الدعوة إلى الله تعالى تكون بالعلم الشرعي حفظ
الشيخ : وقوله جل وعلا : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )) يتبين أنه لا بد من العلم لماذا ؟ لابد أن تعلم ما تدع إليه أنه من شرع الله فتعلم أولا ثم ادعو ثانيا أما أن تدعو إلى سبيل الله وأنت لا تعلم سبيل الله فكيف يمكن هذا ؟! ولهذا قال الله تعالى في آية أخرى : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ )) على علم فلا بد أن يكون الإنسان عالماً بما يدع إليه وأنه حق ومن شريعة الله. أما مجرد أن ينقدح في ذهنه أن هذا حق بدون دليل شرعي فإنه لا يجوز أن يتكلم لأن الله يقول : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) ويقول الله جل وعلا : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) اتل الآية.
الطالب : ... .
الشيخ : أنت حافظ القرآن ولا لا ؟ (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ )).
الطالب : ... .
الشيخ : ما هو الشاهد من هذه الآية على تحريم الدعوة إلى الله بدون علم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك. لا بد أن يكون الإنسان عالما بالشرع فلو رأيت إنسانا يصلي ولكنه لا يطمئن في صلاته يقول : سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم على طول يسجد بدون أن يطمئن هل يصح أن تقول له : إن صلاتك باطلة بدون علم ؟ أجيبوا ؟ لا يصح كيف تدعو إلى شيء لا تدري عنه ؟ لكن إذا كنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للذي كان يصلي ولكنه لا يطمئن قال : ( ارجع فصلِ فإنك لم تصلِ ) حينئذ يكون عندك دليل ويمكن أن تدعو إلى الله.