تفسير قوله تعالى:" بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " وهذه أساليب الدعوة إلى الله وأنها على الترتيب وذكر كيفية دعوة الذي يستغيث بأصحاب القبور حفظ
الشيخ : يقول الله عز وجل : (( بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) هذه ثلاثة أوصاف للدعوة هل هي أوصاف مقترنة ؟ أو أوصاف مترتبة ؟ يعني بعضها في حال وبعضها في حال أو هي مقترنة يعني تدعو بحكمة وموعظة ومجادلة ؟
الجواب : الحال يقتضي أن تكون مرتبة أولا : بالحكمة ببيان الحق ودليله من الكتاب والسنة واعلم أنني أحب لكل داعية أن يقرن دعوته بالدليل أولا : لبراءة الذمة وثانيا : ليطمئن المدعو لأن المدعو إذا قيل له هذا حرام أو هذا واجب لقوله تعالى أو لقول الرسول صلى الله عليه وسلم يطمئن بلا شك ويكون له حجة عند الله عز وجل فإذا أمكنك أن تذكر الدليل للمدعو كان هذا خيرا لما فيه من إبراء الذمة وثانيا : اطمئنان المدعو هذا الرجل رجل ليس عنده رد للدعوة وليس عنده مجادلة يكفي أن تدعوه بالحكمة واعلم أن الحكمة كما قال الله عز وجل : (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً )) .
لو رأيت رجلا يستغيث بصاحب قبر يا سيدي يا مولاي يا ولي الله أغثني مثلا أو ما أشبه ذلك يستغيث بصاحب القبر نحن نعلم أن الاستغاثة بصاحب القبر إيش ؟ شرك أكبر مخرج عن الملة فهذا الذي يستغيث بصاحب القبر نقول : لو مت على هذا لكنت من أصحاب النار أصحاب النار المخلدين فيها لقول الله تعالى : (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )) .
رأيت رجلا يستغيث بالقبر هل تأتي على طول وتقول : أنت كافر أنت مشرك قد حرم الله عليك الجنة ؟ لا، ولا يجوز أن تقول هذا وإن كان واقع الحال هو ما ذكرت لكن لا يجوز هذا تنفير اذكر له الحق والحق مطابق تماما للفطرة، قل : يا أخي أو لا تقل يا أخي هذه مشكلة الآن هل تقول لهذا الذي يستغيث بالقبر : يا أخي تعال هذا يستغيث بالله أو لا تقول : يا أخي؟
الطالب : ... .
الشيخ : من باب الدعوة هو على كل حال هذا الرجل الذي يستغيث بالقبر لا تظن أنه يستغيث به وهو يعتقد أنه شرك مخرج عن الإسلام أبدا هذا إذا كان ينتسب إلى الإسلام فإذا يصح أن تقول : يا أخي باعتبار أنه يرى نفسه مسلما وإن شئت فقل : يا أخي باعتبار آخر وهو أنه إيش ؟ باعتبار ما يكون وإن شئت فقل : يا رجل وتسلم من هذا الإشكال استغث بالله عز وجل كما قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام وأصحابه : (( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ )) الاستجابة مرتبة على الاستغاثة والفاء تدل على الترتيب والتعقيب استغث بالله حتى يستجيب لك وربك على كل شيء قدير وهذا المخلوق الذي أنت الآن تستغيث به هو ميت هامد ربما تكون الأرض أكلته ولم يبق من جسده إلا عجب الذنب ولا ينفعك طيب ثم ترغبه في التوحيد أترون أن هذا يقبل، أو لو قيل له : أنت مشرك وهذا شرك ومن أشرك بالله حرم الله عليه الجنة أو الثاني هو الذي يبل يعني الذي وبخته وأنكرت عليه بشدة هذا لا يقبل في الغالب لكن من أتيته بلطف وموعظة حسنة قبل والموعظة الحسنة هل هي بالصيغة أو بالكيفية ؟ بمعنى هل أنت تسوق له الأدلة من الكتاب والسنة على وجه يقنع أو حتى بالكيفية ؟
الجواب : بالأمرين جميعا بكيفية السياق وبأقرب ما يمكن أن يقتنع به حتى لو ضربت له الأمثال افعل ألم يكن الله عز وجل يضرب الأمثال للذين يدعون من دون الله؟ (( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ )) (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ )) الذي يريد أن يشرب من النهر ويقول كذا بيديه باسطا يديه يبقى شيء من الماء ولا لا ؟ قال هكذا في النهر ويداه مبسوطتان أيبقى شيء ؟ لا إذا هؤلاء الذين يدعون من دون الله لا يستجيبون لهم إطلاقا لأن هذا الذي يريد أن يشرب وقد بسط كفيه لا يمكن أن ينال ماء.
المرتبة الثالثة : إذا دعوناه بالحكمة ولم يفعل، بالموعظة الحسنة ولم يفعل، نأتي إلى المجادلة لأن الذي لا يقبل بالموعظة سوف يجادل فنجادله لكن بالتي هي أحسن أقرب طريق يوصل إلى الحق اتبعه.
الجواب : الحال يقتضي أن تكون مرتبة أولا : بالحكمة ببيان الحق ودليله من الكتاب والسنة واعلم أنني أحب لكل داعية أن يقرن دعوته بالدليل أولا : لبراءة الذمة وثانيا : ليطمئن المدعو لأن المدعو إذا قيل له هذا حرام أو هذا واجب لقوله تعالى أو لقول الرسول صلى الله عليه وسلم يطمئن بلا شك ويكون له حجة عند الله عز وجل فإذا أمكنك أن تذكر الدليل للمدعو كان هذا خيرا لما فيه من إبراء الذمة وثانيا : اطمئنان المدعو هذا الرجل رجل ليس عنده رد للدعوة وليس عنده مجادلة يكفي أن تدعوه بالحكمة واعلم أن الحكمة كما قال الله عز وجل : (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً )) .
لو رأيت رجلا يستغيث بصاحب قبر يا سيدي يا مولاي يا ولي الله أغثني مثلا أو ما أشبه ذلك يستغيث بصاحب القبر نحن نعلم أن الاستغاثة بصاحب القبر إيش ؟ شرك أكبر مخرج عن الملة فهذا الذي يستغيث بصاحب القبر نقول : لو مت على هذا لكنت من أصحاب النار أصحاب النار المخلدين فيها لقول الله تعالى : (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )) .
رأيت رجلا يستغيث بالقبر هل تأتي على طول وتقول : أنت كافر أنت مشرك قد حرم الله عليك الجنة ؟ لا، ولا يجوز أن تقول هذا وإن كان واقع الحال هو ما ذكرت لكن لا يجوز هذا تنفير اذكر له الحق والحق مطابق تماما للفطرة، قل : يا أخي أو لا تقل يا أخي هذه مشكلة الآن هل تقول لهذا الذي يستغيث بالقبر : يا أخي تعال هذا يستغيث بالله أو لا تقول : يا أخي؟
الطالب : ... .
الشيخ : من باب الدعوة هو على كل حال هذا الرجل الذي يستغيث بالقبر لا تظن أنه يستغيث به وهو يعتقد أنه شرك مخرج عن الإسلام أبدا هذا إذا كان ينتسب إلى الإسلام فإذا يصح أن تقول : يا أخي باعتبار أنه يرى نفسه مسلما وإن شئت فقل : يا أخي باعتبار آخر وهو أنه إيش ؟ باعتبار ما يكون وإن شئت فقل : يا رجل وتسلم من هذا الإشكال استغث بالله عز وجل كما قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام وأصحابه : (( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ )) الاستجابة مرتبة على الاستغاثة والفاء تدل على الترتيب والتعقيب استغث بالله حتى يستجيب لك وربك على كل شيء قدير وهذا المخلوق الذي أنت الآن تستغيث به هو ميت هامد ربما تكون الأرض أكلته ولم يبق من جسده إلا عجب الذنب ولا ينفعك طيب ثم ترغبه في التوحيد أترون أن هذا يقبل، أو لو قيل له : أنت مشرك وهذا شرك ومن أشرك بالله حرم الله عليه الجنة أو الثاني هو الذي يبل يعني الذي وبخته وأنكرت عليه بشدة هذا لا يقبل في الغالب لكن من أتيته بلطف وموعظة حسنة قبل والموعظة الحسنة هل هي بالصيغة أو بالكيفية ؟ بمعنى هل أنت تسوق له الأدلة من الكتاب والسنة على وجه يقنع أو حتى بالكيفية ؟
الجواب : بالأمرين جميعا بكيفية السياق وبأقرب ما يمكن أن يقتنع به حتى لو ضربت له الأمثال افعل ألم يكن الله عز وجل يضرب الأمثال للذين يدعون من دون الله؟ (( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ )) (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ )) الذي يريد أن يشرب من النهر ويقول كذا بيديه باسطا يديه يبقى شيء من الماء ولا لا ؟ قال هكذا في النهر ويداه مبسوطتان أيبقى شيء ؟ لا إذا هؤلاء الذين يدعون من دون الله لا يستجيبون لهم إطلاقا لأن هذا الذي يريد أن يشرب وقد بسط كفيه لا يمكن أن ينال ماء.
المرتبة الثالثة : إذا دعوناه بالحكمة ولم يفعل، بالموعظة الحسنة ولم يفعل، نأتي إلى المجادلة لأن الذي لا يقبل بالموعظة سوف يجادل فنجادله لكن بالتي هي أحسن أقرب طريق يوصل إلى الحق اتبعه.