هل يجوز الاشتراط في الصلاة على الجنازة لمن شك في إسلامه حفظ
الشيخ : وهنا نقطة يقول بعض الناس يقول تقدم جنائز نشك في إسلام الميت لأننا نعلم أنه لا يصلي مثلا فنشك فهل يجب علينا أن ننصرف ولا نصلي عليه لأن الذي يموت وهو لا يصلي لا يصلى عليه أو يصلي عليه ؟ والله يقول في المنافقين : (( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ )).
والجواب أن يقال : إذا قدم للصلاة عليه من تشك في إسلامه أو من تشك في ردته فاستثن كيف أستثني ؟ قل اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه وإذا قلت هذا برئت ذمتك لأنك أنت لا تعلم والله تعالى يعلم اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه.
وأنا أقول لكم قصة في هذا يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه * إعلام الموقعين * يقول : " إن شيخ الإسلام ابن تيمية أشكلت عليه مسائل في العلم، وإن الله تعالى قيض له أن يرى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام فسأله عنها فكان من جملتها أنه يقدم أناس من أهل البدع الذي يشك في كون بدعتهم مكفرة أو مفسقة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام : عليك بالشرط يا أحمد " من أحمد هذا ؟ ابن تيمية : عليك بالشرط الشرط أن تقول إيش ؟ اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له فإن قال قائل وهل يجوز الشرط في الدعاء ؟
الجواب: نعم يجوز الشرط في الدعاء أليس الله تعالى قال في آية اللعان : (( أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ )) وهي تقول : (( أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ )) وفي الاستخارة : ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا خيرٌ لي فاقدره لي ويسره ) وإلى هنا ينتهي الكلام وبعد الأذان إن شاء الله نكمل.
آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) وذكرنا مسألة تشكل على بعض الناس وهي أن الجنائز تقدم ويشك الإنسان في إسلامها وذكرنا لكم الرؤيا التي رآها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى إيش ؟ إلى الشرط وذكرنا هل لهذه الرؤيا شاهد من القرآن والسنة ؟ فقلنا نعم آية اللعان يقول الزوج الذي رمى زوجته بالزنا ثم لم يقم البينة على ذلك ولم تقر الزوجة بذلك يقام اللعان بينهما فيقول في الشهادة الخامسة (( أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ )) هذا دعاء معلق بشرط وهي تقول في الخامسة ردا على زوجها (( وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ )) وذكرنا من السنة دعاء الاستخارة : ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله فاقدره لي ) وهذا دعاء معلق بل إن التعليق جائز حتى في العبادات ضباعة بنت الزبير جاءت تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام تقول : إنها أرادت الحج وهي شاكية قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ( حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني فإن لك على ربكِ ما استثنيتي ).