كيف الجمع بين قوله تعالى:" إذا الشمس كورت " وبين حديث أن الشمس تدنو من الخلائق يوم القيامة؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خيرا سائل يقول : كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى : (( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ )) وحديث : ( تدنو الشمس من الخلائق يوم القيامة ) ؟
الشيخ : ورد في يوم القيامة أشياء متغايرة ولكننا نسأل كم يوم القيامة من يوم كم ؟ خمسين ألف سنة، تتغير الأمور تدنو الشمس من الخلائق وتكور بعد ذلك وكذلك أيضا تلقى في النار إهانة لعابديها ويوم القيامة ليس يوما أو شهرا أو سنة وانظر إلى قول الله تبارك وتعالى : (( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ )) وقوله : (( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً )) اختلاف بين الزرقة والسواد وانظر أيضا.
السؤال الأخير الذي أجبنا عليه؟
السائل : (( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ )) الجمع بين الآية.
الشيخ : ذكرنا أن يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم ذكرنا أن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة وأن الأحوال فيه تتبدل وتتغير وذكرنا أن الله تعالى قال عن يوم القيامة : (( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ )) وقال : (( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً )) كذلك أيضا أخبر عن المشركين أنهم يقولون : (( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )) وفي آية أخرى قال : (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً )) فهم في الأول قالوا : (( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )) في الآية الأولى وفي الثانية قال : (( لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً )) لأن الأحوال تتغير مرة يقرون ومرة لا يقرون فكل ما أتاك من اختلافات في اليوم الآخر فإنما ذلك لطول إيش ؟ لطول مدته وتغير الأحوال فيه.