ما هو أول ما يبدؤ به طالب العلم المبتدئ؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خيرا يقول السائل : ما نصيحة فضيلتكم لمن بدأ بطلب العلم بِم يبدأ من الأهم فالأهم ؟
الشيخ : أنا عندي أن أهم شيء في طلب العلم أن يتعلم الإنسان تفسير كلام الله عز وجل لأن كلام الله هو العلم كله قال الله تعالى : (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ )) وكان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعا هذا أهم شيء عندي وعلى هذا يبدأ الشاب ولا سيما الصغار من الشباب بحفظ القرآن، والآن حفظ القرآن ولله الحمد متيسر في المساجد حلقات يحفظون القرآن وعليهم أمناء من القراء يحفظونهم القرآن ثم إنه بهذه المناسبة أود من إخواني الأغنياء أن يولوا أهتماما في هذه الحلقات في تشجيعهم ماديا ومعنويا وليعلموا أنهم إذا أعانوا في تعليم القرآن فإن لهم مثل أجر المعلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من جهز غازيا فقد غزا ) ولأن الله قال : (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )) ولم يأمرنا بالتعاون إلا لننال أجرا لذلك أحث إخواني الأغنياء على دعم هذه الحلقات بالمال سواء كان مالا يعني نقدا أو كان عقارات توقف لهذه الحلقات تنفعه بعد موته .
وأحث أيضا القائمين على حلقات القرآن أحثهم على أن يهتموا بإنشاء ما يدر على هذه الحلقات في المستقبل لأن التبرع المقطوع ينتهي لكن إذا حرصوا على أن يؤسسوا منشأة من عمارات يؤجرونها أو دكاكين أو ما أشبه ذلك كان هذا حماية لهذه الحلقات من التوقف في المستقبل نعم .
دقيقة بعد ذلك السنة النبوية لأنها أي السنة هي مصدر التشريع الثاني لا أقول الثاني بالترتيب المعنوي ولكن بالترتيب الذكري، وإلا فما ثبت في السنة كالذي ثبت في القرآن سواء بسواء لأن الله يقول : (( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )) فليحفظ السنة.
ومن الكتب المختصرة في السنة * عمدة الأحكام * مختصرة وهي أيضا موثوقة لأن جامعها رحمه الله جمع فيها ما اتفق البخاري ومسلم على إخراجه ولم يشذ عن هذا القيد الذي تقيد به رحمه الله إلا أحاديث يسيرة وإذا ترقى الإنسان شيئا ما فليحفظ * بلوغ المرام * بلوغ المرام من أحسن ما ألف في الحديث لأنه يذكر الحديث ويذكر مرتبته فيعطي الإنسان قوة وقدرة على معرفة مرتبة الحديث وذلك لأن الحديث ليس كالقرآن الكريم القرآن الكريم لا نحتاج إلى البحث في سنده لماذا يا أخ ؟ نعم أنت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا القرآن الكريم لا يحتاج إلى ابحث في سنده ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لأنه ثابت ما فيه إشكال استرح متواتر أما السنة فلا يتم الاستدلال بها إلا بأمرين :
الأول : صحة الحديث.
والثاني : دلالة الحديث على الحكم المطلوب.
ولهذا إذا قال لك إنسان : هذا حرام الدليل قال: لقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا تستسلم ولا تقول أثبت الدليل ؟ نعم أطالبك بصحة النقل هات دليل على أن هذا ثابت عن الرسول لأنه فيه أحاديث ضعيفة وفيه أحاديث مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام ( حب الوطن من الإيمان ) هذا حديث مشهور عند العامة والخاصة ويقولون : هذا حديث صحيح ( حب الوطن من الإيمان ) وليس بصحيح هذا موضوع، ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام.
( خير الأسماء ما حمد وعبد ) يقول هذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم سم ابنك حمد ولا محمد ولا حمود ولا محمود نعم سم عبد الله عبد الرحمن عبد العزيز عبد الوهاب يقول هذا الكلام ثم يقول ما الدليل ؟ يقول : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الأسماء ما حمد وعبد ) وهذا ليس بحديث ولا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا يجوز أن ينسب للرسول لكن الثابت : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ) المهم أن السنة يحتاج المستدل بها إلى أمرين الأمر الأول الأخ وين أنت ؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أنا أردت هذا إذا تنازل فلا بأس طيب تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك تمام استرح
الأول : نطالب المستدل بصحة الحديث.
ثانيا : هل هذا الحديث الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على الحكم أو لا ؟
في القرآن نطالب المستدل بالآية على إثباتها الأخ كيف ؟ لأن القرآن ثابت بالنقل المتواتر استرح تواترا لفظيا يأخذه الصغير عن الكبير.
بعد ذلك ذكرنا أولا : نعتني بالقرآن حفظا وتفسيرا. ثانيا : بالسنة ولكن السنة لا بد أن نتثبت من صحة الحديث إلا أنني أرشدتكم إلى كتابين أحدهما * عمدة الأحكام * والثاني : * بلوغ المرام * .
بعد ذلك في الفقه الفقه استشر فيه المعلم المباشر لأنك قد تتفقه على المذهب الشافعي مثلا فهنا نأخذ بما ألفه الشافعية تتفقه على مذهب الحنابلة فخذ بما كتبه الحنابلة وقد تتفقه على مذهب أبي حنيفة وعلى مذهب مالك خذ من الكتب في هذه المذاهب ما يرشده إليك المعلم المباشر ولكن لاحظوا أنك إذا تفقهت على مذهب من المذاهب فلا تتعصب لهذا المذهب وتأخذ برخصه وعزائمه سواء وافقت الدليل أم خالفته هذا حرام لا يجوز لأن من أوجب الأخذ بقول أحد غير الرسول عليه الصلاة والسلام فقد ضاد الرسول إنما لا حرج أن يتفقه الإنسان على مذهب معين ولكن تتفجر الينابيع أمامه فإذا ارتفع في العلم يأخذ بما دل عليه الدليل ولا يتعصب لمذهبه.
السائل : جزاكم الله خيرا سائل يقول : قال النبي .
الشيخ : بقي علينا في النحو الذي يستطيع أن يحفظ * ألفية ابن مالك * فليحفظها لأنها خلاصة كما قال رحمه الله في آخرها : " أحصى من الكافية الخلاصة " خلاصة النحو ومن لم يستطع فما دون ذلك.
أما العقيدة فهناك كتب كثيرة في العقيدة أحسن ما رأيت من المتون المختصرة في العقيدة * العقيدة الواسطية * لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أولها كله في إثبات الصفات بالآيات ما هو بكلام فلان وفلان، ثم في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ثم ذكر كلاما كثيرا في مسائل كثيرة في العقيدة في كتاب التوحيد كتب التوحيد كثيرة ولله الحمد لكن من أحسنها كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فإنه من أحسن ما كتب في هذا الموضوع.