الحث على طلب الرزق الحلال حفظ
الشيخ : الحب متبادل إذا كنت تحب شخصا فهو يحبك لكن تحبه حبا شديدا وهو يبغضك بغضا شديدا هذا شيء عجب لهذا قال : ( ألا تعجبون من ؟ ).
الطالب : ... .
الشيخ : (حب مغيث لبريرة وبغض بريرة لمغيث ) وهذه محبة طبيعة ما هي إيمانية كلهم مؤمنون متحابون في ذات الله لكن هذه محبة طبيعية والإنسان لا يلام على المحبة الطبيعية أو البغض الطبيعي طيب أنا قصدي بهذا أنه ينبغي للإنسان إذا سمع أمر الله ورسوله ألا يقول هل هذا للوجوب أو للاستحباب يقول سمعنا وأطعنا ويفرح أن الله أمره بالشيء حتى يتقرب به إلى ربه عز وجل أما يقول هذا واجب ولا مستحب هذا نعم إذا وقع الإنسان في المخالفة حينئذ لا بأس أن يسأل يقول إن كان واجيا فهذا يجب عليه التوبة منه وإن كان مستحبا فالأمر فيه أهون أما قبل فأنا أرى ألا يسأل الإنسان يقول سمعنا وأطعنا هذه والله حقيقة العبودية طيب .
كم باقي على الوقت لأن بعد الصلاة ما في أسئلة كم ؟ ثلث ساعة نخليها للأسئلة ولا نمشي طيب .
إذا الذي أريد أن اكرر فيه هو أن الإنسان مأمور بأن يعمل وإذا عمل وعلم الله من نيته أنه صادق مخلص لله متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله سوف ييسره لليسرى وأقول أبشر يا أخي إذا رأيت الله يسر لك العمل الصالح وسهله عليك واطمأنت نفسك له فأبشر بالخير أن الله قد يسرك لليسرى وإن رأيت الأمر بالعكس فما الخلاص ؟ عالج نفسك فالخلاص لكل داء دواء عالج نفسك أقبل على الله أكثر من ذكر الله أكثر من قراءة القرآن أكثر من الصلاة صاحب الأخيار وما أشبه ذلك وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن الرزق مكتوب أيضا كتب رزقك من أين بيع شراء هبات ميراث من أين ؟ هو مكتوب ولكن هنا أمر يجب أن نتفطن له كل مؤمن إذا كان الرزق مكتوبا فاعمل لهذا الرزق اكتسب لا تبقى على فراشك نائما تقول والله إذا كان رزقي بيجيني هذا غير صحيح اعمل اكتسب ولكن كيف تكتسب ؟ تلتمس قدر الله بشريعة الله انتبه تلتمس قدر الله الذي هو الرزق بماذا ؟ بشريعة الله ما هو تكتسب المال على ما تحب بالربا بالغش بالخديعة بالحيلة لا اكتسب الرزق بشريعة الله لا تطلب رزق الله بمعاصيه فإن الله يقول : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) .
فإن قال قائل : نجد أناسا عندهم تقوى لله فيما يبدو لنا والعلم عند الله القلوب علمها عند الله ومع ذلك قد ضيق عليه الرزق والله يقول : (( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) فنقول له : لا تظن الرزق هو رزق البدن رزق البدن يزول والإنسان سيموت وماله سيتلف الرزق رزق القلب من جعل الله غناه في قلبه فهذا هو المرزوق ولهذا اذكر قول الله تعالى : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى )) أكملوا الآية (( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ما قال فلنعطينه مالا كثيرا نحيينه حياة طيبة يكون مسرور القلب مرتاح البال مطمئن النفس ولو كان لا يأكل في اليوم والليلة إلا مرة واحدة فهو مسرور مبتهج هذه الحياة، حياة طيبة هذا هو الذي آمن وعمل صالحا يوفقه الله تعالى للحياة الطيبة وينشرح صدره ولا يرى أن أحدا في نعيم أعلى من النعيم الذي هو فيه ولهذا قال بعض السلف واستمع إليها قال بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " .
سبحان الله هم فقراء يقول : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " قاتلونا مقاتلة يريدون أن يصلوا إلى ما وصلنا إليه يريدون أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه لكن أنى لهم ذلك .
كم من إنسان عنده من الأموال الشيء الكثير ولكن قلبه في حسرة والعياذ بالله وهم وغم حاله أسواء حالا من أفقر عباد الله لأن المدار على سرور القلب طمأنينة النفس الرضا بالله عز وجل القناعة بما أعطى الله هذا هو الغنى فنسأل الله تعالى أن يغيننا وإياكم من فضله عما سواه وأن يملأ قلوبنا قناعة بما أعطانا وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب .
ونسأل الله تعالى ألا يجعل ما علمنا علينا وبالا وأن يرزقنا العمل بما علمناه إنه جواد كريم وإلى الأسئلة لأني اعتذر منكم بعد الصلاة أنه لن يتيسر لي البقاء هنا اللهم إلا كان دقيقة أو دقيقتان الله أعلم نعم.
السائل : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه.
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه.
السائل : نيابة عن أهل طيبة الطيبة وعن طلاب العلم فيها نرحب بكم فضيلة الشيخ سائلين المولى عز وجل ألا يحرمنا وإياكم الأجر والمثوبة وأن يجمعنا بكم في دار كرامته وفي مستقر رحمته.
الشيخ : آمين.
السائل : في الحقيقة يا شيخ هنالك أسئلة من النساء وهناك أسئلة من الرجال فهل نقسمها تقسيم شرعي ؟
الشيخ : إي نعم (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) وقد قال تعالى : (( للذكر مثل حظ الأنثيين )).