الشيخ : بعد هذا يبعث إليه الملك ملك موكل بالأرحام فينفخ فيه الروح والملك الآن ينفذ إلى الجنين في رحم أمه لأن الملائكة ليسوا كاجسام بني آدم أجساما كثيفة وهم أيضا يتقلبون في الخلقة كما يأمرهم الله عز وجل جبريل رآه الرسول عليه الصلاة والسلام مرة في الأرض وله ستمئة جناح قد سد الأفق كل الأفق مغطى بأجنحة جبريل عليه السلام ورآه كذلك مرة ثانية عند سدرة المنتهى في المعراج ورآه مرة على صورة رجل كثير سواد الشعر شديد بياض الثياب نعم لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد ورآه مرة على صورة دحية الكلبي يتقلبون في الخلقة كما يشاء الله هذا الملك الموكل بالرحم يصل إلى الجنين فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه هذه واحد وأجله اثنين وعمله ثلاثة وشقي أو سعيد هذه واحدة من اثنين أليس كذلك ؟ لأنه إما شقي وإما سعيد لا يمكن يجتمعان يجتمع الاثنان ولهذا قال بأربع كلمات :
يكتب هذا الرزق مكتوب قدره وكيف يحصله الإنسان من طريق حلال من طريق حرام بكلفة بسهولة كثير قليل مكتوب تماما حتى اللقمة التي يرفعها إلى فمه مكتوبة يكتب رزقه كله .
ثانيا : أجله يعني مدة بقائه في الدنيا مدة البقاء في الدنيا قد تكون طويلة وقد تكون قصيرة وقد يموت الابن قبل الأب وقد يموت الابن قبل الجد لأن الآجال كتبت بتقدير من ؟ بتقدير الله عز وجل ما للإنسان فيها مدخل كم من رجلين يصابان بحادث واحد الجرح واحد والموضع موضع الجرح واحد ثم أحدهما يموت والثاني ينجو لأن الأول تمت مدته والثاني لم تتم الأجل مكتوب محدد تماما بالساعة ولا باليوم ؟ باللحظة التي هي أقل من الثانية مكتوب لا يمكن يتجاوز .
وعمله وهذه النقطة المهمة العمل مكتوب صالح سيء خلط صالح وسيء مكتوب كثير قليل مكتوب العمل .
الرابع : شقي أو سعيد نسأل الله أن يجعلني وإياكم من السعداء بمنه وكرمه شقي أو سعيد إن كان عمله صالحا فهو سعيد وإن كان عمله سيئا فهو شقي يكتب هذا كله.