ما تعليقكم على من قال إن المداومة على القنوت في رمضان ليس بسنة، وأن هناك إفراطا في استعمال أدعية غير مأثورة، وأن صلاة عشرين ركعة في رمضان كل الأحاديث الواردة فيها ضعيفة مع أنها عبادة مبناها على الوقف؟ حفظ
السائل : بهذا المقال الذي يقول فيه صاحبه : أن المداومة على القنوت في رمضان ليس من السنة، وأن هناك استعمال وإفراط في استعمال أدعية غير مأثورة، وأن صلاة عشرين ركعة في رمضان كل الأحاديث الواردة فيها أسانيدها ضعيفة هذه عبادة ومبناها على التوقيف. فما هو تعليقك سماحتكم؟
الشيخ : أن ايش؟
السائل : أن هذه كلها عبادات ومبناها على التوقيف ولا ينبغي أن يكون هذا من المسلمين.
الشيخ : ولا ينبغي.
السائل : نعم يعني ملخص المقال أنه لا ينبغي أن تصلى عشرين ركعة وأن كل أحاديثها ضعيفة.
الشيخ : طيب نبدأ بها واحدة واحدة. المسألة الأولى.
السائل : المسألة الأولى.
الشيخ : مسألة القنوت.
السائل : المداومة على القنوت.
الشيخ : المداومة على القنوت يقول إنها لم ترد به السنة. ونحن نقول معه كذلك. إنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يداوم عليه وإنما كان يعلم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن يقول في دعاء القنوت : ( اللهم اهدني فيمن هديت ) ومن المعلوم أن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام قوله وفعله وإقراره. فإذا علم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن يقول في قنوت الوتر كذا وكذا. ولم يقل له لا تداوم عليه علم أن المداومة عليه لا بأس بها لأنه لا يمكن أن يوجد غير مشروع يتوهمه الإنسان من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ثم لا يبينه الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الله قال له : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك )). ويقول : (( إنما عليك البلاغ )). والله بصير بالعباد فالمداومة على القنوت في الوتر لا بأس بها نحن لا نستطيع أن نقول إن الرسول كان يداوم على ذلك. لكن أيضا لا نستطيع أن نقول أن الرسول نهى عن ذلك.
وإذا كان هكذا ولا فإن المداومة عليه في ما أرى لا بأس بها ولا سيما في أيام رمضان حين اجتماع المسلمين على كلمة واحدة وراء إمام واحد يدعون دعاء واحدا ويؤمنون عليه فإن هذا من أحرى ما يكون بالإجابة.
وأما قوله من جهة الأدعية التي ترد من بعض الأئمة فهذا صحيح يوجد من بعض الأئمة أدعية لم ترد ويمكن أن يكون في معناها بعض النظر أيضا ثم إن من الأئمة من يطيل بالناس والإطالة بالناس ليست مشروعة بل إن الإطالة الخارجة عن السنة من الأمور المنكرة لأن رجلا جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله إني لأتخلف عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا يعني الإمام فغضب للنبي عليه الصلاة والسلام غضبا ما غضب في مثله قط وقال : ( أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليخفف ). ولا شك أن إطالة القنوت وإتعاب الناس حتى أنك لترى الشاب يراوح بين قميه من طول القيام لا شك أنه غير مشروع ولو اقتصر الإنسان على الكلمات الواردة أو زاد شيئا يسيرا حتى ينصرف الناس ويقولون ليته أطال لكن أحسن. أما أن يأتي بعض الناس ويكون من شدة تلذذه بالدعاء وشدة إلحاحه على الله عز وجل يظن أن الناس كلهم على حد سواء فهذا لا ينبغي والإمام يصلي ليس لنفسه فقط بل لنفسه ولمن وراءه.
ولهذا نقول أيضا إن بعض الأئمة ولا سيما في صلاة التراويح يعجل ويسرع سرعة تمنع الإنسان فعل الواجب حتى إن بعض المأموين لا يتمكن من أداء الركن وهو الطمأنينة وهذا أيضا حرام عليه أن يسرع سرعة تمنع الناس فعل ما يجب. بل الواجب أن يتأني حتى يتمكن الناس من أداء الأركان بطمأنينة ويتمكن أيضا من الدعاء.
الفقرة الثالية
السائل : عدد الركعات.
الشيخ : أما عدد الركعات فصدق أن العبادات توقيفية ونحن معه في ذلك وأي إنسان يأتي بعبادة لم يشرعها الله ورسوله فإنه يعتبر مبتدعا ينكر عليه (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن )) ولكن نقول له من أي لك أن العدد توقيفي لا يستطيع أحد إطلاقا أن يثبت بأن عدد التراويح أو بأن عدد قيام الليل توقيفي أبدا. ونحن من هنا من هذا المكان نطلب من إخواننا الذين عندهم علم في ذلك أن يبينوه لنا وإنني أعتقد بل أجزم أنه ليس عندهم علم في هذا غاية ما في ذلك أن عائشة رضي الله عنها سئلت كيف كانت صلاة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان؟ قالت : ( كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ). وبينتها. وكذلك ثبت عنها ( أن الرسول كان يصلي بثلاثة عشرة ركعة ). وثبت عن ابن عباس كذلك ( أن الرسول كان يصلي بثلاثة عشرة ركعة ). ولكن هل قال للناس في مقام التبليغ والإجابة لا تزيدوا على ذلك؟ أبدا. ما قال هذا. ففي الصحيحين عن ابن عمر ضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله كيف صلاة الليل قال : ( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى ). هذا المقام مقام تبيين وتبليغ لأنه إجابة عن سؤال والرجل لا يعرف كيف يصلي فضلا عن عدد الركعات ولهذا قال : ( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما صلى ). فهل قال الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا المقام مقام التبليغ والإجابة هل قال لا تزيد على إحدى عشرة ركعة؟
الجواب : لا. وأي إنسان يثبت عنده أنه قال لا تزد فليأتنا به فنحن بحول الله مناقدون له متبعون له. والذي يحصر صلاة الليل بثلاثة عشرة وإحدى عشرة ويقول لا تجوز الزيادة على ذلك هذا قال قولا بلا علم بل قال قولا العلم على خلافه لأن مقام البيان والتبليغ لا بد أن يبين فيه الكمية والكيفية ولما بين الرسول الكيفية وسكت عن الكمية علم أن الكمية أمرها واسع وأنها لا تنحصر بإحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة لكن لو سئلنا أيما أفضل؟ إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة أو ثلاث وعشرون أوتسع وثلاثون؟
لقلنا : الأفضل إحدى عشرة. هذا هو الأفضل أما أن نقول لا يجوز فنستغفر الله ونتوب إليه ونسأل الله أن يعفو عمن قاله لا نقول هذا. بل نقول الأمر في هذا واسع. هذا من جهة حكم المسألة من حيث هي.
أما ما يفعله بعض المجتهدين من الذين يصلون خلف الأئمة الذين يزيدون على إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة فتجده إذا صلى عشر ركعات جلس وترك المسلمين يصلون فوق رأسه وهو يشاهدهم يصلون ويشذ عنهم. فهذا هو المنكر حقيقة هذا هو المنكر بعينه. والعجب أن بعضهم يجلس وعنده ايش؟ عنده القهوة والشاي وتجده يتقهوى شاي وقهوة وصقع الفناجين والمسلمون يصلون ويعبدون الله. هذا هو الشذوذ في الواقع والشذوذ عن جماعة المسلمين وهو خلاف هدي الصحابة رضي الله عنهم. إن الصحابة رضي الله عنهم لما أتم عثمان في منى لما كان عثمان في منى الظهر أربع أو العصر أربعا والعشاء أربعا في منى أيام الحج أنكروا عليه ذلك. قالوا كيف الرسول يصلي ركعتين وأبو بكر ركعتين وعمر ركعتين وأنت في أول خلافتك ركعتين ثم في آحر الخلافة تصلي أربعا أنكروا عليه هذا حتى ابن مسعود رضي الله عنه لما بلغه قال : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).استرجع ورأى أن هذا مصيبة أن يتم الإنسان في مكان يقصر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ونحن نشهد بالله أن عثمان رصي الله عنه لم يتم مخالفة لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام وخليفتيه أبدا لكنه تأول والإنسان المتأول قد يصيب وقد يخطئ. والخطأ عن اجتهاد لا يلام عليه الإنسان إذا كان في مكان يسوغ فيه الاختلاف. ومع ذلك استمع مع ذلك كانوا يصلون خلفه أربعا وهم ينكرونها عليه. والمسألة ما هي مسألة زيادة عدد صلاة نافلة المسألة زيادة ركعات في صلاة واحدة ومثل هذا يبطل الصلاة. إذا قلنا بالوجوب وجوب القصر ومع ذلك كان الصحابة يصلون خلف عثمان أربعا فيزيدون على العدد المشروع في صلاة واحدة فسئل ابن مسعود لماذا يا أبا عبد الرحمان؟ كيف تصلي أربعا مع عثمان وأنت تنكر عليه قال : ( الخلاف شر ). الله أكبر! كلمة تكتب بماء الذهب الخلاف شر يعني مخالفة المسلمين شر ولهذا ما أحسن الاتفاق!
فهدي السلف الموافقة في الأمور الاجتهادية والإمام أحمد رحمه الله أحمد بن حنبل كان يرى أن القنوت في صلاة الفجر بدعة غير مشروع وقوله صواب بلا شك. ومع هذا يقول :" إذا ائتممت بإمام يقنت في صلاة الفجر فتابعه وأمن على دعائه ". ليش وهو يرى أنه بدعة؟ أجيبوا يا جماعة. نعم الخلاف شر لأن لا يخالف الإنسان جماعة المسلمين فنحن نقول لأخينا السائل إن الأمر في عدد ركعات التراويح واسع فلا تضيق ما وسع الله على عباده واسكت عما سكت عنه الرسول عليه الصلاة والسلام لأن هذا هو حقيقة الاتباع والتأسي أن ما سكت عنه الله ورسوله فعلينا أن نسكت عنه. وما شرعه الله ورسوله فعلينا أن نتبعه. ومن شرع الرسول أن العدد في صلاة الليل أمر واسع لأنه لم يحدده عليه الصلاة والسلام والله تعالى يقول : (( وماكان ربك نسيا )). ويقول الله عز وجلا : (( ونزلنا علينا الكتاب تبيانا لكل شيء )). نعم. انتهى السؤال؟ نعم سؤال آخر.
السائل : جزاكم الله خيرا. نتعرض لأسئلة الزكاة يا شيخ.
الشيخ : أن ايش؟
السائل : أن هذه كلها عبادات ومبناها على التوقيف ولا ينبغي أن يكون هذا من المسلمين.
الشيخ : ولا ينبغي.
السائل : نعم يعني ملخص المقال أنه لا ينبغي أن تصلى عشرين ركعة وأن كل أحاديثها ضعيفة.
الشيخ : طيب نبدأ بها واحدة واحدة. المسألة الأولى.
السائل : المسألة الأولى.
الشيخ : مسألة القنوت.
السائل : المداومة على القنوت.
الشيخ : المداومة على القنوت يقول إنها لم ترد به السنة. ونحن نقول معه كذلك. إنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يداوم عليه وإنما كان يعلم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن يقول في دعاء القنوت : ( اللهم اهدني فيمن هديت ) ومن المعلوم أن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام قوله وفعله وإقراره. فإذا علم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن يقول في قنوت الوتر كذا وكذا. ولم يقل له لا تداوم عليه علم أن المداومة عليه لا بأس بها لأنه لا يمكن أن يوجد غير مشروع يتوهمه الإنسان من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ثم لا يبينه الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الله قال له : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك )). ويقول : (( إنما عليك البلاغ )). والله بصير بالعباد فالمداومة على القنوت في الوتر لا بأس بها نحن لا نستطيع أن نقول إن الرسول كان يداوم على ذلك. لكن أيضا لا نستطيع أن نقول أن الرسول نهى عن ذلك.
وإذا كان هكذا ولا فإن المداومة عليه في ما أرى لا بأس بها ولا سيما في أيام رمضان حين اجتماع المسلمين على كلمة واحدة وراء إمام واحد يدعون دعاء واحدا ويؤمنون عليه فإن هذا من أحرى ما يكون بالإجابة.
وأما قوله من جهة الأدعية التي ترد من بعض الأئمة فهذا صحيح يوجد من بعض الأئمة أدعية لم ترد ويمكن أن يكون في معناها بعض النظر أيضا ثم إن من الأئمة من يطيل بالناس والإطالة بالناس ليست مشروعة بل إن الإطالة الخارجة عن السنة من الأمور المنكرة لأن رجلا جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله إني لأتخلف عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا يعني الإمام فغضب للنبي عليه الصلاة والسلام غضبا ما غضب في مثله قط وقال : ( أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليخفف ). ولا شك أن إطالة القنوت وإتعاب الناس حتى أنك لترى الشاب يراوح بين قميه من طول القيام لا شك أنه غير مشروع ولو اقتصر الإنسان على الكلمات الواردة أو زاد شيئا يسيرا حتى ينصرف الناس ويقولون ليته أطال لكن أحسن. أما أن يأتي بعض الناس ويكون من شدة تلذذه بالدعاء وشدة إلحاحه على الله عز وجل يظن أن الناس كلهم على حد سواء فهذا لا ينبغي والإمام يصلي ليس لنفسه فقط بل لنفسه ولمن وراءه.
ولهذا نقول أيضا إن بعض الأئمة ولا سيما في صلاة التراويح يعجل ويسرع سرعة تمنع الإنسان فعل الواجب حتى إن بعض المأموين لا يتمكن من أداء الركن وهو الطمأنينة وهذا أيضا حرام عليه أن يسرع سرعة تمنع الناس فعل ما يجب. بل الواجب أن يتأني حتى يتمكن الناس من أداء الأركان بطمأنينة ويتمكن أيضا من الدعاء.
الفقرة الثالية
السائل : عدد الركعات.
الشيخ : أما عدد الركعات فصدق أن العبادات توقيفية ونحن معه في ذلك وأي إنسان يأتي بعبادة لم يشرعها الله ورسوله فإنه يعتبر مبتدعا ينكر عليه (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن )) ولكن نقول له من أي لك أن العدد توقيفي لا يستطيع أحد إطلاقا أن يثبت بأن عدد التراويح أو بأن عدد قيام الليل توقيفي أبدا. ونحن من هنا من هذا المكان نطلب من إخواننا الذين عندهم علم في ذلك أن يبينوه لنا وإنني أعتقد بل أجزم أنه ليس عندهم علم في هذا غاية ما في ذلك أن عائشة رضي الله عنها سئلت كيف كانت صلاة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان؟ قالت : ( كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ). وبينتها. وكذلك ثبت عنها ( أن الرسول كان يصلي بثلاثة عشرة ركعة ). وثبت عن ابن عباس كذلك ( أن الرسول كان يصلي بثلاثة عشرة ركعة ). ولكن هل قال للناس في مقام التبليغ والإجابة لا تزيدوا على ذلك؟ أبدا. ما قال هذا. ففي الصحيحين عن ابن عمر ضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله كيف صلاة الليل قال : ( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى ). هذا المقام مقام تبيين وتبليغ لأنه إجابة عن سؤال والرجل لا يعرف كيف يصلي فضلا عن عدد الركعات ولهذا قال : ( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما صلى ). فهل قال الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا المقام مقام التبليغ والإجابة هل قال لا تزيد على إحدى عشرة ركعة؟
الجواب : لا. وأي إنسان يثبت عنده أنه قال لا تزد فليأتنا به فنحن بحول الله مناقدون له متبعون له. والذي يحصر صلاة الليل بثلاثة عشرة وإحدى عشرة ويقول لا تجوز الزيادة على ذلك هذا قال قولا بلا علم بل قال قولا العلم على خلافه لأن مقام البيان والتبليغ لا بد أن يبين فيه الكمية والكيفية ولما بين الرسول الكيفية وسكت عن الكمية علم أن الكمية أمرها واسع وأنها لا تنحصر بإحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة لكن لو سئلنا أيما أفضل؟ إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة أو ثلاث وعشرون أوتسع وثلاثون؟
لقلنا : الأفضل إحدى عشرة. هذا هو الأفضل أما أن نقول لا يجوز فنستغفر الله ونتوب إليه ونسأل الله أن يعفو عمن قاله لا نقول هذا. بل نقول الأمر في هذا واسع. هذا من جهة حكم المسألة من حيث هي.
أما ما يفعله بعض المجتهدين من الذين يصلون خلف الأئمة الذين يزيدون على إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة فتجده إذا صلى عشر ركعات جلس وترك المسلمين يصلون فوق رأسه وهو يشاهدهم يصلون ويشذ عنهم. فهذا هو المنكر حقيقة هذا هو المنكر بعينه. والعجب أن بعضهم يجلس وعنده ايش؟ عنده القهوة والشاي وتجده يتقهوى شاي وقهوة وصقع الفناجين والمسلمون يصلون ويعبدون الله. هذا هو الشذوذ في الواقع والشذوذ عن جماعة المسلمين وهو خلاف هدي الصحابة رضي الله عنهم. إن الصحابة رضي الله عنهم لما أتم عثمان في منى لما كان عثمان في منى الظهر أربع أو العصر أربعا والعشاء أربعا في منى أيام الحج أنكروا عليه ذلك. قالوا كيف الرسول يصلي ركعتين وأبو بكر ركعتين وعمر ركعتين وأنت في أول خلافتك ركعتين ثم في آحر الخلافة تصلي أربعا أنكروا عليه هذا حتى ابن مسعود رضي الله عنه لما بلغه قال : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).استرجع ورأى أن هذا مصيبة أن يتم الإنسان في مكان يقصر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ونحن نشهد بالله أن عثمان رصي الله عنه لم يتم مخالفة لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام وخليفتيه أبدا لكنه تأول والإنسان المتأول قد يصيب وقد يخطئ. والخطأ عن اجتهاد لا يلام عليه الإنسان إذا كان في مكان يسوغ فيه الاختلاف. ومع ذلك استمع مع ذلك كانوا يصلون خلفه أربعا وهم ينكرونها عليه. والمسألة ما هي مسألة زيادة عدد صلاة نافلة المسألة زيادة ركعات في صلاة واحدة ومثل هذا يبطل الصلاة. إذا قلنا بالوجوب وجوب القصر ومع ذلك كان الصحابة يصلون خلف عثمان أربعا فيزيدون على العدد المشروع في صلاة واحدة فسئل ابن مسعود لماذا يا أبا عبد الرحمان؟ كيف تصلي أربعا مع عثمان وأنت تنكر عليه قال : ( الخلاف شر ). الله أكبر! كلمة تكتب بماء الذهب الخلاف شر يعني مخالفة المسلمين شر ولهذا ما أحسن الاتفاق!
فهدي السلف الموافقة في الأمور الاجتهادية والإمام أحمد رحمه الله أحمد بن حنبل كان يرى أن القنوت في صلاة الفجر بدعة غير مشروع وقوله صواب بلا شك. ومع هذا يقول :" إذا ائتممت بإمام يقنت في صلاة الفجر فتابعه وأمن على دعائه ". ليش وهو يرى أنه بدعة؟ أجيبوا يا جماعة. نعم الخلاف شر لأن لا يخالف الإنسان جماعة المسلمين فنحن نقول لأخينا السائل إن الأمر في عدد ركعات التراويح واسع فلا تضيق ما وسع الله على عباده واسكت عما سكت عنه الرسول عليه الصلاة والسلام لأن هذا هو حقيقة الاتباع والتأسي أن ما سكت عنه الله ورسوله فعلينا أن نسكت عنه. وما شرعه الله ورسوله فعلينا أن نتبعه. ومن شرع الرسول أن العدد في صلاة الليل أمر واسع لأنه لم يحدده عليه الصلاة والسلام والله تعالى يقول : (( وماكان ربك نسيا )). ويقول الله عز وجلا : (( ونزلنا علينا الكتاب تبيانا لكل شيء )). نعم. انتهى السؤال؟ نعم سؤال آخر.
السائل : جزاكم الله خيرا. نتعرض لأسئلة الزكاة يا شيخ.