قصة نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون وقومه حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
أما بعد: فإننا في هذه الليلة ليلة الثلثاء السابع عشر من شهر رمضان عام 1416
نكمل لقاءاتنا مع إخواننا في المسجد النبوي وسيكون هذا اللقاء مشتملا على الكلام على بعض الآيات التي استمعناها في صلاة القيام وعلى ما يتعلق بالعشر الأواخر.
أما مايتعلق بالآيات فإننا استمعنا إلى قصة موسى مع فرعون وما كان عاقبة موسى وعاقبة فرعون. عاقبة موسى وقومه أن الله تعالى أورثهم ديار آل فرعون وعاقبة آل فرعون أن الله أخرجهم من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين وأغرقهم عن آخرهم وبهذا نعرف أن جند الله تعالى هم المنصورون وأنه لا بد أن تكون العاقبة لهم مهما نالهم من الأذى ومهما نالهم من الظلم فإن العاقبة لهم لأولياء الله عز وجل.
قال الله تعالى : (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار )).
نهاية فرعون الذي كان متكبرا على بني إسرائيل والذي كان يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم والذي قال لقومه : (( أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين )). والذي قال لهم : (( يا قوم إن لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )) هذا الرجل المعاند المستكبر الجبار كان عاقبة أمره أن قال : (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) وصل إلى هذا الذل لم يقل آمنت بالله قال آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل )) ومن هو الذي آمنت به بنو إسرئيل؟ الله لكنه أعلن بهذه الصيغة أنه تبع لبني إسرائيل.
آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل إذن فهو الآن ايش؟ تبع لبني إسرائيل وهذا غاية الذل بينما كان يقتلهم يذبح أبناءهم ويستحيي نسائهم على كلمة الإخلاص والتوحيد صار الآن تابعا لهم ولكنه قيل له : (( آالآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) آالآن يعني آالآن تؤمن أنه لا إله الذي آمنت بنو اسرائيل (( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) فلم ينفعه الإيمان لأنه لم يؤمن إلا حين حضره أجله.