ثبات أبي بكر الصديق في صلح الحديبية وما وقع فيها من فوائد وحوادث حفظ
الشيخ : ولأمثلة يسيرة في الخليفة الأول على هذه الأمة بعد نبيها وهو أبو بكر رضي الله عنه أبو بكر رضي الله عنه له مقامات عظيمة في الشدة لم يقمها أحد من الصحابة. في صلح الحديبية تعرفون أن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم إلى مكة معتمرا ومع الهدي إبل أهداها للحرم ولكن حمية قريش الحمية الجاهلية أوجبت أن يمنعوا رسول الله عليه الصلاة والسلام من دخول مكة. شوف والعياذ بالله. ومن أحق الناس ببيت الله؟ من؟ الرسول وأصحابه (( وما كانوا أولياءه )) يعني قريش قريشا (( إن أولياؤه إلا المتقون )). المهم منعت قريش رسول الله عليه الصلاة والسلام من أين يدخل مكة وقالوا ما يمكن لا يمكن أن تدخل مكة هذا العام إطلاقا لأن العرب سيقولون إن قريشا أخذوا ضغطة يعني غصبا. جرى الصلح بينهم أتدرون ماذا جرى الصلح ؟ لما بعد بعد المراجعات والمناقشات اتفقوا على كتاب صلح فقال النبي عليه الصلاة والسلام للكاتب : ( اكتب بسم الله الرحمان الرحيم اكتب بسم الله الرحمان الرحيم )كما هي عادة الرسل في كتابة الرسائل سليمان كتب إلى بلقيس كتابا : (( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمان الرحيم )). قال : ( اكتب بسم الله الرحمان الرحيم ) قال مندوب قريش ما نكتب الرحمان ما نعرف الرحمان يعني ما كنا نعهد أن يكتب باسم الله الرحمان الرحيم اكتب بسمك اللهم. شوف الحمية والعياذ بالله اكتب بسمك اللهم قال طيب. اكتب بسمك اللهم. هذا تنازل أو لا؟ تنازل لكنه تنازل لمصلحة أعظم وهي الصلح الذي احتقنت به الدماء وحصل به الخير الكثير وسماه الله تعالى فتحا.
طيب ( اكتب هذا ما قضى عليه محمد رسول الله سهيلً بن عمرو )إلى آخره. قال ما ما تكتب محمد رسول الله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك. لكن لست برسول لكن اكتب محمد بن عبد الله.
- ويش في؟ في أحد يلعب؟ ها؟ ايه -
لا تكتب محمد رسول الله اكتب هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله. هذا فيه قال : ( اكتب محمد بن عبد الله والله إني رسول الله وإن كذبتموني ). أقسم وهو البار الصادق بلا قسم أنه رسول الله وقال وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله ما يضر إذا أنكروا أن يكون رسول الله هل لا يكون؟ نعم؟ لا يكون رسول الله ولو أنكروه كتب.
هذا أيضا تنازل وإلا غير تنازل؟ تنازل. كم تنازل؟ اثنين. طيب. تأتي الشروط. الشروط أن لا يدخل مكة الآن في هذه السنة وإذا دخل في العام القادم يدخل بغير سلاح وإذا دخل في العام القادم لا يبقى إلا ثلاثة أيام شروط ثقيلة. يأتي شرط أثقل وأن من جاء من المسلمين إلى الكفار لا يردونه إلى المسلمين ومن جاء من الكفار إلى المسلمين ردوه إلى الكفار ولو جاءهم مسلما.
شوف يا إخواني هذا شرط ثقيل وإلا خفيف؟ ثقيل جدا ثقيل وربما لو يأتي مثل هذا الشرط في زماننا هذا لثار الشبان ما نقبل ما نقبل ايش هذا؟ نعطي الدنية في ديننا ما يصير.
طيب. كتبت الشروط فجاء عمر رضي الله عنه وكان عمر هو أحب أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام إليه بعهد أبي بكر وكان هو الخليفة الثاني كما هو معروف وكان شديدا في دين الله. فجاء يراجع النبي عليه الصلاة والسلام كيف نعطي هذا الشرط؟ أولا قال له إنك صالحتهم على أن ترجع هذا العام قد قلت لنا إننا سنأتي البيت ونطوف به وكيف نرجع ما طفنا. فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أقلت لك إنك آتيه هذا العام حتى تورد علي هذا الإشكال؟ ) قال لا قال إني آتيه ومطوف به. الله أكبر ! لأن الرسول وعدهم لكن ما قال هذه السنة قال إنك آتيه ومطوف به. طيب قال يا رسول الله ! كيف نرد من جاء منهم مسلما إليهم ولا يردون من ذهب منا إليهم؟
ألسنا أعطينا الدنية في ديننا؟ قال : ( إني رسول الله ولم أعصيه وهو ناصري ) شوف الثبات ثبات عظيم. وقال : (أما من جاء منهم إلينا مسلما ورددناه إليه فسيجعل الله له فرجا ومخرجا وأما من ذهب منا إليهم يعني فلا رده الله ) لأنه ارتد. طيب.
عمر رضي الله عنه ما صبر ذهب إلى أبي بكر وهو يعلم أن أحب الرجال إلى الرسول من؟ أبو بكر وأنه لو كان متخذا خليلا لاتخذ أبا بكر.
وذهب إلى أبي بكر يراجعه في الموضوع لعله يكون معه في مراجعة الرسول عليه الصلاة والسلام. أتدرون ماذا كان جواب أبي بكر؟ كان جواب أبي بكر كجواب الرسول عليه الصلاة والسلام سواء بسواء كأنما سمع الرسول عليه الصلاة والسلام. وهذا من كرامات الله عز وجل لأبي بكر أن يوفق في هذا المأزق الحرج الضنك للصواب الذي أجاب به الرسول عليه الصلاة والسلام. ولكنه ختم ما قال لعمر بقوله : (استمسك بغرزه فإنه على الحق ). خاف على عمر قال : ( استسمك بغرزه فإنه على الحق ). فتجدون أن أبا بكر ثبت في هذا المقام الضنك العظيم الذي لا يستطيع الإنسان أن يتحمله لولا طاعة الله ورسوله.
النتيجة والعاقبة لمن كانت؟ للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه.
صار في هذا الصلح فتح عظيم بدأ المشركون يأتون للمدينة والمسلمون أيضا يذهبون إلى مكة ولا في شيء يعني تداخل الناس فيما بينهم وعرض الإسلام على الكفار من أفراد الناس وأمن الناس بعضهم من بعض وحصل بهذا خير كثير خير كثير حتى سماه الله تعالى فتحا في قوله : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل )) والمراد بالفتح صلح الحديبية (( أولئك الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )) نعم (( أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )). صار العاقبة أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قضى العمرة في السنة الثانية صارت العاقبة أيضا حميدة أن الني عليه الصلاة والسلام رد من جاء منهم مسلما إليهم وكان العاقبة أن أسقطوا الشرط هم أعني الكفار أسقطوا الشرط.
قدم أبو بصير رضي الله عنه إلى المدينة مسلما فرد واحد - انتبه يا أخ - قدم إلى المدينة مسلما هل كفار قريش تغاضوا عن هذا وقالوا واحد لا يضر خلي يروح؟ لا أرسلوا بطلبه أرسلوا بطلبه رجلين أرسلوا في طلبه رجلين حتى وصل الرجلان على المدينة وقال هذا أبو بصير وسلمه الرسول إليهم سلم مسلما إلى الكفار وفاء بايش؟ وفاء بالشرط والعهد الذي جرى لأن الوفاء بالعهد من سمات المؤمنين وهو واجب حتى مع الكفار يجب إذا كان بيننا وبينهم عهد أن نفي لهم بعهدهم ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ). نسأل الله العافية.
طيب. قد أبا بصير قال للرجل هذا الرجل أخذاه وذهبا به إلى أين؟ إلى مكة. في أثناء الطريق وهم نازلون أخذ سيف أحدهم أخذه أبو بصير واستله من جرابه وقال : ما أحسن هذا السيف ! وصار يمدح في السيف فقال صاحب السيف نعم وكم من رأس قطعناه به أو كلمة نحوها يفتخر أيضا. فقام أبو بصير وجب رأسه رأس صاحب السيف هرب الثاني إلى أين؟ إلى المدينة. رجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال إن صاحبك قتل صاحبي. ولو وقف الثاني والله أعلم لقتله نعم فجاء أبو بصير والرجل المشرك فقال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يريد أن يسلمه مرة ثانية قال : ( ويل أمه ) يعني أبا بصير ( مسعر حرب لو يجد من ينصره ). لما قال الكلمة هذه وقعت في أبي بصير موقعا عظيما عرف أنه سوف يسلمه مرة ثانية فهرب أبو بصير و صار على سيف البحر سيف البحر قريب من المدينة لكنه على طريق التجار من الشام إلى مكة وصار كل ماجاءت عير لقريش ايش؟ هجم عليها وأخذها فسمعه المسلمون الذين في مكة فخرجوا إليه واجتمعوا وصاروا عصابة كلما جاءت عير لقريش أخذوها فأرسلت قريش إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقالوا يا محمد كف عنا هؤلاء والشرط الذي بيننا وبينك قد ألغيناه. الله أكبر ! سبحان الله ! صار هؤلاء الذين اشترطوا على أنفسهم ما اشترطوا هم الذين ايش؟ ألغوا الشرط إذن الله ينصر من يشاء. ثم إن العهد الذي بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام هم الذين نقضوه العهد أن يوضع الحرب بينهم وبين الرسول عشر سنوات. وكان هذا الصلح في السنة الأخ. قم ما بعد جاءك النوم قم متى كان صلح الحديبية؟ السادسة استرح. في السنة السادسة من الهجرة. لم يمض سنتان على هذا العهد إلا وقد نقضت قريش هذا العهد حيث ساعدت حلفاءها على حلفاء النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا نقض للعهد. فغزاهم النبي عليه الصلاة والسلام غزوة الفتح في رمضان وفتح مكة والحمد لله دخلها في رمضان بعد ثمان سنوات من هجرته منها ظافرا منصورا حكم قريش تحت يده والحمد لله رب العالمين دخلها في عشرين من شهر رمضان يوم الجمعة و قال للناس : ( من دخل بيته فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان ) ثم كما جاء في التاريخ صعد على باب الكعبة وقريش تحته ينظرون ماذا يقول ؟ فقال : ( يا قريش يا معشر قريش ما تروني أني فاعل بكم ؟ ) قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم. تفعل بنا خيرا فقال : ( لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا فأنتم الطلقاء ) فعفا عنهم مع قدرته على أن ينتقم منهم. لكن عفا عنهم عليه الصلاة والسلام إذن صارت العاقبة الحميدة لمن؟ للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه كما كانت العاقبة الحميدة لموسى وأصحابه وهكذا كل من قام لله وبالله وفي الله كانت العاقبة له. الأخ بين لي ما هي هذه الجملة كل من قام لله - اصبر - وبالله وفي الله فالعاقبة له.
الطالب : لله ...
الشيخ : نعم
الطالب : وبالله ...
الشيخ : تمام
الطالب : وفي الله أي ... .
الشيخ : لا. استرح هو فهم شئين كل من قام لله يعني الإخلاص وبالله يعني الاستعانة والتوكل وفي الله نعم
الطالب : في سبيل الله.
الشيخ : أي في شرع الله. تمام أي في شرع الله لم يتعد حدود الله لأن الإنسان قد يكون مؤمنا قد يكون مستعينا متوكلا مخلصا لكن على غير الشريعة ما تقبل لا بد أن يكون في شريعة الله كمل من قام على هذه الأمور الثلاثة لله وبالله وفي الله فالعاقبة له إما في الدنيا وإما في الآخرة والعاقبة ليس معناها أن الإنسان شخصيا ينتصر المهم أن يكون المبدأ الذي بنى عليه دعوته يكون أساسا لغيره. ولهذا نقول من لم يأخذ الإنسان بقوله وينتفع بكتبه إلا بعد موته فقد نصره الله. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم ينتفع الناس بكتبه إلا بعد أزمنة متطاولة من موته يعني كثر انتفاع الناس به حتى يومنا الآن إلى يومنا هذا. إذا رأيت المناقشة بين طلاب العلم يقول القائل منهم : قال شيخ الإسلام ابن تيمية كذا وكذا فصار قوله رحمه الله قولا معتبرا في أوساط المسلمين.
طيب ( اكتب هذا ما قضى عليه محمد رسول الله سهيلً بن عمرو )إلى آخره. قال ما ما تكتب محمد رسول الله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك. لكن لست برسول لكن اكتب محمد بن عبد الله.
- ويش في؟ في أحد يلعب؟ ها؟ ايه -
لا تكتب محمد رسول الله اكتب هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله. هذا فيه قال : ( اكتب محمد بن عبد الله والله إني رسول الله وإن كذبتموني ). أقسم وهو البار الصادق بلا قسم أنه رسول الله وقال وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله ما يضر إذا أنكروا أن يكون رسول الله هل لا يكون؟ نعم؟ لا يكون رسول الله ولو أنكروه كتب.
هذا أيضا تنازل وإلا غير تنازل؟ تنازل. كم تنازل؟ اثنين. طيب. تأتي الشروط. الشروط أن لا يدخل مكة الآن في هذه السنة وإذا دخل في العام القادم يدخل بغير سلاح وإذا دخل في العام القادم لا يبقى إلا ثلاثة أيام شروط ثقيلة. يأتي شرط أثقل وأن من جاء من المسلمين إلى الكفار لا يردونه إلى المسلمين ومن جاء من الكفار إلى المسلمين ردوه إلى الكفار ولو جاءهم مسلما.
شوف يا إخواني هذا شرط ثقيل وإلا خفيف؟ ثقيل جدا ثقيل وربما لو يأتي مثل هذا الشرط في زماننا هذا لثار الشبان ما نقبل ما نقبل ايش هذا؟ نعطي الدنية في ديننا ما يصير.
طيب. كتبت الشروط فجاء عمر رضي الله عنه وكان عمر هو أحب أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام إليه بعهد أبي بكر وكان هو الخليفة الثاني كما هو معروف وكان شديدا في دين الله. فجاء يراجع النبي عليه الصلاة والسلام كيف نعطي هذا الشرط؟ أولا قال له إنك صالحتهم على أن ترجع هذا العام قد قلت لنا إننا سنأتي البيت ونطوف به وكيف نرجع ما طفنا. فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أقلت لك إنك آتيه هذا العام حتى تورد علي هذا الإشكال؟ ) قال لا قال إني آتيه ومطوف به. الله أكبر ! لأن الرسول وعدهم لكن ما قال هذه السنة قال إنك آتيه ومطوف به. طيب قال يا رسول الله ! كيف نرد من جاء منهم مسلما إليهم ولا يردون من ذهب منا إليهم؟
ألسنا أعطينا الدنية في ديننا؟ قال : ( إني رسول الله ولم أعصيه وهو ناصري ) شوف الثبات ثبات عظيم. وقال : (أما من جاء منهم إلينا مسلما ورددناه إليه فسيجعل الله له فرجا ومخرجا وأما من ذهب منا إليهم يعني فلا رده الله ) لأنه ارتد. طيب.
عمر رضي الله عنه ما صبر ذهب إلى أبي بكر وهو يعلم أن أحب الرجال إلى الرسول من؟ أبو بكر وأنه لو كان متخذا خليلا لاتخذ أبا بكر.
وذهب إلى أبي بكر يراجعه في الموضوع لعله يكون معه في مراجعة الرسول عليه الصلاة والسلام. أتدرون ماذا كان جواب أبي بكر؟ كان جواب أبي بكر كجواب الرسول عليه الصلاة والسلام سواء بسواء كأنما سمع الرسول عليه الصلاة والسلام. وهذا من كرامات الله عز وجل لأبي بكر أن يوفق في هذا المأزق الحرج الضنك للصواب الذي أجاب به الرسول عليه الصلاة والسلام. ولكنه ختم ما قال لعمر بقوله : (استمسك بغرزه فإنه على الحق ). خاف على عمر قال : ( استسمك بغرزه فإنه على الحق ). فتجدون أن أبا بكر ثبت في هذا المقام الضنك العظيم الذي لا يستطيع الإنسان أن يتحمله لولا طاعة الله ورسوله.
النتيجة والعاقبة لمن كانت؟ للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه.
صار في هذا الصلح فتح عظيم بدأ المشركون يأتون للمدينة والمسلمون أيضا يذهبون إلى مكة ولا في شيء يعني تداخل الناس فيما بينهم وعرض الإسلام على الكفار من أفراد الناس وأمن الناس بعضهم من بعض وحصل بهذا خير كثير خير كثير حتى سماه الله تعالى فتحا في قوله : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل )) والمراد بالفتح صلح الحديبية (( أولئك الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )) نعم (( أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )). صار العاقبة أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قضى العمرة في السنة الثانية صارت العاقبة أيضا حميدة أن الني عليه الصلاة والسلام رد من جاء منهم مسلما إليهم وكان العاقبة أن أسقطوا الشرط هم أعني الكفار أسقطوا الشرط.
قدم أبو بصير رضي الله عنه إلى المدينة مسلما فرد واحد - انتبه يا أخ - قدم إلى المدينة مسلما هل كفار قريش تغاضوا عن هذا وقالوا واحد لا يضر خلي يروح؟ لا أرسلوا بطلبه أرسلوا بطلبه رجلين أرسلوا في طلبه رجلين حتى وصل الرجلان على المدينة وقال هذا أبو بصير وسلمه الرسول إليهم سلم مسلما إلى الكفار وفاء بايش؟ وفاء بالشرط والعهد الذي جرى لأن الوفاء بالعهد من سمات المؤمنين وهو واجب حتى مع الكفار يجب إذا كان بيننا وبينهم عهد أن نفي لهم بعهدهم ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ). نسأل الله العافية.
طيب. قد أبا بصير قال للرجل هذا الرجل أخذاه وذهبا به إلى أين؟ إلى مكة. في أثناء الطريق وهم نازلون أخذ سيف أحدهم أخذه أبو بصير واستله من جرابه وقال : ما أحسن هذا السيف ! وصار يمدح في السيف فقال صاحب السيف نعم وكم من رأس قطعناه به أو كلمة نحوها يفتخر أيضا. فقام أبو بصير وجب رأسه رأس صاحب السيف هرب الثاني إلى أين؟ إلى المدينة. رجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال إن صاحبك قتل صاحبي. ولو وقف الثاني والله أعلم لقتله نعم فجاء أبو بصير والرجل المشرك فقال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يريد أن يسلمه مرة ثانية قال : ( ويل أمه ) يعني أبا بصير ( مسعر حرب لو يجد من ينصره ). لما قال الكلمة هذه وقعت في أبي بصير موقعا عظيما عرف أنه سوف يسلمه مرة ثانية فهرب أبو بصير و صار على سيف البحر سيف البحر قريب من المدينة لكنه على طريق التجار من الشام إلى مكة وصار كل ماجاءت عير لقريش ايش؟ هجم عليها وأخذها فسمعه المسلمون الذين في مكة فخرجوا إليه واجتمعوا وصاروا عصابة كلما جاءت عير لقريش أخذوها فأرسلت قريش إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقالوا يا محمد كف عنا هؤلاء والشرط الذي بيننا وبينك قد ألغيناه. الله أكبر ! سبحان الله ! صار هؤلاء الذين اشترطوا على أنفسهم ما اشترطوا هم الذين ايش؟ ألغوا الشرط إذن الله ينصر من يشاء. ثم إن العهد الذي بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام هم الذين نقضوه العهد أن يوضع الحرب بينهم وبين الرسول عشر سنوات. وكان هذا الصلح في السنة الأخ. قم ما بعد جاءك النوم قم متى كان صلح الحديبية؟ السادسة استرح. في السنة السادسة من الهجرة. لم يمض سنتان على هذا العهد إلا وقد نقضت قريش هذا العهد حيث ساعدت حلفاءها على حلفاء النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا نقض للعهد. فغزاهم النبي عليه الصلاة والسلام غزوة الفتح في رمضان وفتح مكة والحمد لله دخلها في رمضان بعد ثمان سنوات من هجرته منها ظافرا منصورا حكم قريش تحت يده والحمد لله رب العالمين دخلها في عشرين من شهر رمضان يوم الجمعة و قال للناس : ( من دخل بيته فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان ) ثم كما جاء في التاريخ صعد على باب الكعبة وقريش تحته ينظرون ماذا يقول ؟ فقال : ( يا قريش يا معشر قريش ما تروني أني فاعل بكم ؟ ) قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم. تفعل بنا خيرا فقال : ( لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا فأنتم الطلقاء ) فعفا عنهم مع قدرته على أن ينتقم منهم. لكن عفا عنهم عليه الصلاة والسلام إذن صارت العاقبة الحميدة لمن؟ للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه كما كانت العاقبة الحميدة لموسى وأصحابه وهكذا كل من قام لله وبالله وفي الله كانت العاقبة له. الأخ بين لي ما هي هذه الجملة كل من قام لله - اصبر - وبالله وفي الله فالعاقبة له.
الطالب : لله ...
الشيخ : نعم
الطالب : وبالله ...
الشيخ : تمام
الطالب : وفي الله أي ... .
الشيخ : لا. استرح هو فهم شئين كل من قام لله يعني الإخلاص وبالله يعني الاستعانة والتوكل وفي الله نعم
الطالب : في سبيل الله.
الشيخ : أي في شرع الله. تمام أي في شرع الله لم يتعد حدود الله لأن الإنسان قد يكون مؤمنا قد يكون مستعينا متوكلا مخلصا لكن على غير الشريعة ما تقبل لا بد أن يكون في شريعة الله كمل من قام على هذه الأمور الثلاثة لله وبالله وفي الله فالعاقبة له إما في الدنيا وإما في الآخرة والعاقبة ليس معناها أن الإنسان شخصيا ينتصر المهم أن يكون المبدأ الذي بنى عليه دعوته يكون أساسا لغيره. ولهذا نقول من لم يأخذ الإنسان بقوله وينتفع بكتبه إلا بعد موته فقد نصره الله. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم ينتفع الناس بكتبه إلا بعد أزمنة متطاولة من موته يعني كثر انتفاع الناس به حتى يومنا الآن إلى يومنا هذا. إذا رأيت المناقشة بين طلاب العلم يقول القائل منهم : قال شيخ الإسلام ابن تيمية كذا وكذا فصار قوله رحمه الله قولا معتبرا في أوساط المسلمين.