هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بتسع ركعات ومتى يتشهد؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خيرا. سائل يقول : هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الوتر تسع ركعات بتسليمة واحدة ؟
الشيخ : نعم
السائل : وإن كان بنعم فهل كان يجلس للتشهد بعد كل ركعتين أو بعد كل أربع ركعات؟
الشيخ : نعم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بتسع ركعات لكنه جلس في الثامنة فتشهد ولم يسلم ثم قام في التاسعة وسلم. فثبت عنه ذلك ولا إشكال فيه. لكن بعض الإخوة الذين يحبون أن يطبقوا السنة فعلوا ذلك في قيامهم في الناس يعني إمام كبر بعد أن صلى العشاء الآخرة كبر وسرد تسع ركعات وجلس في الثامنة حبس الناس وآذاهم و أيضا شوش عليهم لأن الناس إذا انتهوا من صلاة العشاء وقام الإمام يصلي ماذا ينون الوتر وإلا قيام الليل؟ ينون قيام الليل لأن الوتر جرت عادة الناس أنه في آخر القيام فتجده نوى قيام الليل والإمام الآن يوتر. فماذا يصنع الناس؟ وهذا من عدم الفقه في دين الله لأن العلم ليس القراءة والاطلاع العلم فقه ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : " كيف بكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم ؟ " هذا التطويل في الناس تسع ركعات سردا دون أن يشعروا بأنه وتر فهو غلط. هل إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قام بأصحابه ثلاث ليال هل قام بهم بهذا الوتر؟ أبدا ما قام بهذا الوتر ومن كان عنده علم بذلك فليتفضل بإعطائنا إياه. لكن الإمام يصلي لغيره ليس لنفسه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء الله وإذا صلى للناس فليخفف ). ولا شك أن هذا يؤذي المصلين ويوقعهم في الشك وفي لبس. فنقول للأخ إذا قال أنا أريد بهذا نشر السنة نقول أولا نطالبك هل فعل الرسول هذا الفعل وهم إمام في الناس أو لا؟ إن قلنا نعم قلنا ايش؟ هات الدليل. إن قال : لا. قلنا إذن لماذا تفعله؟ تمام الاتباع أن تفعل ما فعله في انفراده وفي إمامته وإن قال لا أدري قلنا إذن عملت بلا علم. فصار له كم حالة؟ ثلاث حالات.
إما أن يدعي أن الرسول قام بالناس بهذا العدد فنقول : تفضل أعطنا إياه هات الدليل. وعلى العين والرأس ونحن أول من يدعو لهذا الفعل وإن قال لم يفعله ماذا نقول؟ قلنا إذن لم فعلت لم تتأس بالرسول صلى الله عليه وسلم وإن قال لا أدري قلنا له فعلت هذا بلا علم. والمهم أن شيئا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم تفعله أنت تعلمه الناس علم الناس بالقول. قل إن الرسول أوتر بتسع جلس في الثامنة وتشهد ولم يسلم ثم جلس صلى التاسعة وتشهد وسلم.
كذلك أيضا سئلت عائشة كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت : ( كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصليها أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا ). بعض الإخوان قال : إذن يسن أن نصلي بالناس أربع ركعات بتسيلمة واحدة وأربع ركعات بتسليمة واحدة وثلاث ركعات بتسليمة واحدة. وهذا نقص في العلم. لكن هذا أهون من الأول هذا نقص في العلم ليش؟ لأن الذي حكته عائشة جاء بلفظ آخر : ( يسلم من كل ركعتين ) فمجمل كلامها يحمل على المفصل ويزول الإشكال ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الليل مثنى مثنى ). وإذا قلنا أن هذا الفعل الذي حكته عائشة يحتمل أن يكون مثنى مثنى أو أربعا أربعا قلنا هذا الاحتمال يحمل على ايش؟ على ما لا احتمال فيه. وهو قوله : ( صلاة الليل مثنى مثنى ). فأنا أدعو إخواني طلبة العلم أن لا ينظروا إلى الأدلة من وجه واحد بل يجمعوا الأدلة ويقارنوا بينها ويخصصوا عمومها بالمخصص ومجملها بالمبين نعم.