هل الدهر من أسماء الله وكيف توجيه الحديث:" يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر "؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ سائل يقول جاء في الحديث القدسي : ( لا تسبوا الدهر فإني أنا االدهر ) يقول السائل : هل الدهر من أسماء الله؟ وما معنى هذا الحديث؟
الشيخ : الحديث : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) وهذا واقع من بني آدم إذا حصل عليهم شدة أو ضيق جعلوا يسبون الدهر هذه سنة فيها كذا وهذه سنة فيها كذا أو ربما والعياذ بالله يشتمون السنة لعن الله هذه السنة ما رأينا خير ولا رأينا مطر ولا رأينا ربيعا وما أشبه ذلك.
هذا إيذاء لله يؤذيني ابن آدم
وعند هذه النقطة نسأل : هل الله يتأذى بمعصية الإنسان؟ إن قلنا نعم صار إشكال وكيف يصح أن نقول نعم والله عز وجل يقول في الحديث القدسي: ( يا عبادي إنكم لا تبلغوا ضري فتضروني ). ويقول عز وجل : (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) وما أشبه ذلك من النصوص القطعية الدالة على أنه لا يتضرر.
والجواب : أن الأذي غير الضرر قد يحصل الأذى بدون ضرر. أرأيت لو جلس إلى جنبك رجل رائحته كريهة تتأذى أولا؟ تتأذى هل تتضرر؟ لا. فلا يلزم من الأذية الضرر. قال الله تعالى : (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة )) فأثبت الأذية لكن الضرر شيء والأذية شيء آخر.
في الحديث القدسي : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر ) يعني يقول إن ما يحصل للدهر فهو بيدي أنا ، وليس الله هو الدهر ، لأننا كلنا نعلم أن الدهر ليل وايش؟ ونهار. فهل الله هو الليل والنهار؟ أبدا لكن المعنى أنا المدبر للدهر ولهذا قال : ( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ).
والحديث لا يدل أن الدهر من أسماء الله ثم إن القاعدة في أسماء الله ذكرها الله عز وجل في قوله : (( ولله الأسماء الحسنى )) الحسنى يعني التي بلغت أكمل الحسن وأتمه و أبلغه الدهر ليس فيه معنى من المعاني حتى يقال إنه حسن. الدهر اسم جامد غير مشتق وأسماء الله كلها مشتقة وتدل على معاني عظيمة.
فليس الدهر من أسماء الله وإنما معنى قوله تبارك وتعالى في هذا الحديث القدسي : ( أنا الدهر ) يعني أن الدهر بيدي.
بعد الصلاة إن شاء الله قليلا.