قصة إبراهيم عليه السلام لما أمره الله بذبح إسماعيل عليه السلام حفظ
الشيخ : قتل النفس قتل النفس من أعظم الذنوب ومن الموبقات ومع ذلك صار يوما من الدهر قتل النفس من عبادة الله. في ايش؟ إبراهيم عليه الصلاة والسلام رزقه الله تعالى بكرا بكره الأول بعد أن بلغ من الكبر عتيا رزقه الله إسماعيل وهو أبو العرب إسحخاق أبو بني إسرائيل فالعرب وبنو إسرائيل أبناء عم. رزقه الله إسماعيل وهو بكره لما بلغ معه السعي يعني كبر وصار يسعى مع أبيه ليس بالطفل الذي لا يأبه له ولا بالكبير الذي انفصل وأشد ما تتعلق النفس بالولد متى؟ إذا كان بين الطفولة وبين الكبر تتعلق به النفس لأنه صغير يسعى مع أبيه ويمشي مع أبيه. وأبوه يحبه ويأتي في المجالس وفي ذلك لما بلغ معه السعي قال : (( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك )) أراه الله في المنام أنه يذبح إسماعيل ولده الذي ليس له ولد سواه. وقد آتاه على كبر. استشعروا هذا الأمر إنسان بلغ الكبر وأتاه الله ولدا ليس له ولد سواه ما يكون ماذا تكون محبة هذا الولد؟ ايش؟ عظيمة شديدة لا سيما وأنه بلغ منه السعي فأراه الله تعالى في المنام أنه يذبحه ورؤيا الأنبياء وحي عرض الأمر على إسماعيل قال : (( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى )) فكان جواب هذا الإبن جواب الرشيد العاقل المؤمن : (( قال يا أبت افعل ما تؤمر ))) سبحان الله يعني اذبحني لا تتكلم. افعل ما تؤمر يعني اذبحني و عرض إبراهيم هذا الأمر على ابنه ليس استشارة له ليس يستشيره ولا يمكن لإبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يستشير ابنه في أمر أمره الله به أبدا ولكن ليختبر الإبن ماذا موقفه؟ فكان موقفه أسد المواقف (( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) الله أكبر. (( قال ستجدني من الصابرين )) ومع ذلك لم يعتمد على قوته إسماعيل لم يعتمد على قوته ماذا قال : (( ستجدني إن شاء الله إن شاء الله من الصابرين )) لم يقل ستجدني من الصابرين لأنه يؤمن بأن المشيئة بأن الأمر بايش؟ بمشيئة الله عز وجل قال : (( ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) تم الأمر الآن. قال الله عز وجل : (( فلما أسلما )) الفاعل اثنان من هما ؟ إبراهيم وإسماعيل (( وتله للجبين )) تله إبراهيم بقوة للجبين حتى وقع على الأرض وقع جبينه على الأرض وإنما فعل ذلك لئلا يشاهد وجهه حين ذبحه وأن لا يشاهد الابن السكين وأبوه يهوي بها إلى رقبته. (( تله للجبين )) حينئذ جاء الفرج من الرب عز وجل (( إن مع العسر يسرا فإن مع العسر يسرا )) جاء الفرج من الله. وقد قال نبينا وإمامنا وأسوتنا محمد رسول الله قال : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ).
لما صدق في عبادة الله قال الله تعالى : (( وناديناه أن يا إبراهيم )) الواو هذه ليست زائدة كما قالها بعض المعربين بل الواو عاطفة على شيء مقدر ؟ أي فلما فلما تبين صدقهما وتمام انقيادهما لله وناديناه من ناداه؟ الله عز وجل (( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين )) بلوى عظيمة هذه. هذا الأمر أمر بقتل نفس بقتل نفس وأيضا نفس ليست بعيدة من الأقارب الإبن بضعة من أبيه فهو من أقرب الأقربين إليه فاجتمع في ذلك قتل نفس وقطيعة رحم. أنتم معي وإلا رايح؟ قتل نفس وقطيعة رحم هذه القطيعة وهذا القتل لما كان بأمر الله صار ايش؟ صار عبادة قربة صار عبادة وقربة إبراهيم عليه الصلاة والسلام تبين بذلك أنه محب لله عز وجل وأن أمر الله تعالى عنده فوق كل أمر فوق هوى النفس ولذلك جوزي بماذا؟ أن جعله الله خليلا. قال الله تعالى : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) وكان نبينا محمد رسول الله خليلا أيضا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ).