شخص نذر صيام الإثنين والخميس دائما فهل يجب عليه الوفاء به وإذا أفطر فهل عليه قضاء أو كفارة؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خيرا هذا سائل يقول : شخص نذر أن يصوم الاثنين والخميس إلى الأبد هل يجب عليه الوفاء بالنذر وإذا أفطر فهل عليه قضاء أو كفارة ؟
الشيخ : أولا أخبركم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر ) وهذا النهي عند بعض العلماء للكراهة وعند آخرين للتحريم ومن علم المشقة والحرج الذي يلحق الناذر يرجح أن النهي للتحريم وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( نهى عن النذر وقال :إنه لا يأتي بخير ) انتبه لكلام الرسول ( لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) البخيل هو الذي يقول لله علي نذر أن أتصدق بكذا ولولا النذر لم يتصدق يعني يحمله النذر على الصدقة وكذلك أخبر أنه لا يرد قضاء والناذر يعلق نذره أحيانا على الشفاء من المرض بنفسه أو بمن يحب هذا أيضا لا يرد قضاء إذا كان الله تعالى أراد لهذا المريض أن يبقى على مرضه أو يموت فإن النذر لا يرد القضاء إذن لا فائدة من النذر وإنما هو الحرج والمشقة ولهذا كان شيخ الإسلام رحمه الله ابن تيمية يميل إلى تحريم النذر وقد يفرق بين النذر الشديد والنذر الخفيف فيقال النذر الخفيف مكروه والثقيل محرم هذا حكم النذر ولذلك أحذر إخواني من النذر وأقول إن النذر شديد وأنت في عافية فلماذا تلزم نفسك بما لم يلزمك الله به مع أن هذا النذر لا يأتي بخير ولا يرد قضاء وكم من إنسان نذر ثم ذهب إلى أبواب العلماء يطرقها من كل وجه ليتخلص من النذر ولكن أنى له ذلك إذا كان النذر طاعة فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) هذا الآن نأتي إلى جواب السائل السائل يقول : إنه نذر أن يصوم الاثنين والخميس هذا النذر معصية أو طاعة ؟ طاعة إذن يلزمه الوفاء يلزمه أن يصوم كل اثنين وخميس إلا أن يصيبه مرض فإنه معذور وأما مع الصحة فيلزمه ان يصوم الاثنين والخميس حتى ولو كان مسافرا لأنه لم يستثن فإن لم يفعل فهو آثم وعلى خطر عظيم واستمع إلى خطر الذين لا يوفون بالنذر قال الله عز وجل : (( ومنهم من عاهد الله )) والنذر عهد النذر عهد بينك وبين الله (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) إذن العقوبة ما هي ؟ عقوبة عظيمة أعقبهم نفاقا في قلوبهم لا يرتفع عن قلوبهم أبدا إلى يوم يلقونه يعني إلى الموت نسأل الله العافية والسلامة فعليك يا أخي أن تتجنب النذر وإذا كنت مريضا فاسأل الله الشفاء وإذا كنت بخيلا فاسأل الله أن يجعلك من الكرماء وإذا كان لك غائب فاسأل الله أن يرده عليك وهلم جرا وأما ان تلزم نفسك بشيء لم يلزمك الله به فهذا خطأ وجناية على نفسك نعم.