بيان نباهة وذكاء بعض الأعراب حفظ
الشيخ : هنا قصة يقول إن رجلا كان يقرأ (( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )). فسمعه أعرابي فقال : " والله إن وراء هذه القبور لحياة " ، لأن الزائر ليس بمقيم. شف فهم الأعرابي. الأعراب أحيانا يأتون بفهم يغيب عن كثير من الناس. الزائر ينزل عند صاحبه مدة ثم يرجع إلى بلده. أليس كذلك؟ وهنا سمى الله تعالى الدفن سماه زيارة. فقال : (( حتى زرتم المقابر )). إذن المقابر مقر أو محل زيارة؟ محل زيارة. لابد من بعث. والأعراب أحيانا يأتون بأشياء يدل على سلامة فهم الرجل العربي. هناك قصة أيضا ثانية سمع أعرابي رجلا يقرأ قول الله تعالى : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم )) والله غفور رحيم. فقال الأعرابي أعد الآية فأعادها وهو يقرأ بغير مصحف أعادها. فقال : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم )). قال أعدها. ما قبل الأعرابي بفطرته ما قبل أن يقول الله عز وجل اقطعوا أيديهما ثم يقول والله غفور رحيم لأن المغفرة والرحمة تقتضي رفع العقوبة عنهما. فقرأها الرجل المرة الثالثة وقال : (( السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )). فقال : الآن أصبت عزّ وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع. سبحان الله! نستفيد من هذا أن ختام الآيات يكون مناسبا لما ذكر قبلها.