قصة الثلاثة أعمى وأبرص وأقرع في شكر النعمة أو كفرها حفظ
الشيخ : وذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال. قصة ثلاثة رجال أحدهم شكر الله فأبقى عليه النعمة. والثاني والثالث لم يشكرا الله فلم تدم النعمة. من هؤلاء الثلاثة؟
الطالب : أقرع والأعمى والأبرص.
الشيخ : أبرص وأقرع وأعمى. كلهم فيهم عيب في أجسامهم. كلهم فقراء. بعث الله إليهم ملكا على شكل إنسان. وسأل الأبرص أي شيء أحب إليك؟ قال : أحب إليّ لون حسن وجلد حسن حتى يذهب عني هذا المرض الذي يقذرني الناس فيه. فمسحه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. إذن ذهبت العاهة في بدنه. قال له : أي المال أحب إليك؟ قال : البقر. الإبل. قال : الإبل أعطي ناقة عشراء فولدت وأنتجت وصار له واد من الإبل. ثم أتى الأقرع. والأقرع هو الذي ليس على رأسه شعر. قال له : أي شيء أحب إليك؟ قال : شعر حسن ويعني يذهب عني ما قذر الناس به. فمسحه فأعطي شعرا حسنا. ثم قال له : أي المال أحب إليك؟ قال :البقر . فأعطي بقرة حاملا فأنتجت وصار له واد من البقر . سبحان الله ! أتى الأعمى قال له : أي شيء أحب إليك؟ فقال : أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس. شف الفرق بين سؤاله وسؤال هذاك . هؤلاء الاثنان السابقان طلبا شيئا حسنا لا أن يرد الله حالهما إلى الحال الأولى لا. شيئا حسنا ، شعرا حسنا ، جلدا حسنا ، لونا حسنا. هذا ما طلب إلا مقدار الحاجة. الأعمى كيف ما طلب إلا مقدار الحاجة؟ قال :أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس. بس ما يريد إلا هذا. ما قال يعطيني عينا حسنة وأهدابا حسنة وحاجبا حسنة. لا . قال : أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس. مما يدل على إيش؟ على قناعة الرجل. فقال له : أي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. لا ذهب للإبل ولا للبقر قال الغنم. رجل يريد الكفاف. فأعطي شاة فبارك الله فيها وأنتجت وكان له واد من الغنم. الآن كل واحد من هؤلاء أعطي النعمة التي تمناها أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : الأبرص ماذا أعطي؟ لونا حسنا وجلدا حسنا ومالا. الأقرع كذلك. الأعمى كذلك. أراد الله عز وجل أن يبتليهم مرة أخرى. أرسل إليهم الملك بصورة إنسان فقير وعابر سبيل. فقال فأتى أولا الأبرص. وقال له : إني رجل فقير وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري يعني الأسباب فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي أعطاك الجلد الحسن واللون الحسن والمال أسألك بعيرا أتمتع به في سفري. ولكنه أنكر هذا أنكر النعمة. وقال إني ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال له الملك إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. ثم أتى الرجل الثاني من هو؟ الأقرع. وقال له مثل ما قال للأول. فرد عليه مثل ما رد عليه الأول. فقال له الملك : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. ثم أتى إلى الثالث القنوع الهادئ. قال له : إني فقير وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك. وكنت أعرفك أعمى فرد الله إليك بصرك ، فقيرا فأغناك الله. قال : نعم كنت أعمى فرد الله عليّ بصري وكنت فقيرا فأعطاني الله المال. اعترف بالنعمة أو أنكر؟ اعترف بالنعمة. ثم قال له : هذا الغنم بين يديك. خذ ما شئت ودع ما شئت. فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله يعني ما أشق عليك لا بمنة ولا بأذى في شيء أخذته لله عز وجل. فقال له الملك : أمسك عليك مالك ما نبي شيء. أمسك عليك مالك. فلقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك. الله أكبر ! فانظر يا أخي كيف كانت نتيجة شكر النعمة وكفر النعمة.