هل يجوز التبرك بمس الحجرة النبوية بحجة محبة النبي صلى الله عليه وسلم؟ حفظ
الشيخ : بعد صلاة الفجر إن شاء الله فيه درس.
الطالب : إن شاء الله تعالى.
الشيخ : نعم سم الله.
السائل : بسم الله والحمد لله. سائل يقول فضيلة الشيخ هل يجوز التبرك بمس الحجرة النبوية؟
الشيخ : نعم؟
السائل : يقول السائل : هل يجوز التبرك بمس الحجرة النبوية علما بأنني لا أشرك بساكنها عليه الصلاة والسلام؟
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه.
السائل : ولكن من باب حب الديار شغفن قلبي ولكن حبهن سكن الديار.
الشيخ : أولا : يجب أن نعلم أن التمسح بالجمادات بدعة إلا شيئين : هما الحجر الأسود والركن اليماني. وما عدا ذلك فإن التمسح به بدعة. هذا واحد هذه قاعدة عامة.
أما الحجرة النبوية. فالحجرة النبوية لا وجه للتبرك بها إطلاقا لأنها ما بنيت في عهد الصحابة. وطبعا ولا بنيت في عهد الرسول على هذا الشكل لأنها كانت حجرة لعائشة رضي الله عنها لا تسع إلا ثلاثا. لذلك نقول : إن التمسح بالحجرة التي بنيت على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليس مشروعا. بل ينهى عنه الإنسان. ويقال يا أخي إذا كان قلبك مملوءا بمحبة الرسول عليه الصلاة والسلام فزادك الله من ذلك. لكن إذا كان حبك إياه صادقا فإن علامة الصدق اتباعك الرسول عليه الصلاة والسلام. وألا تحدث في دينه ما ليس منه. أرأيت لو قلت لشخص أنا والله أحبك من كل قلبي قال طيب اتبعني. فمشى ولكنك انحرفت يمينا أو شمالا. أتكون دعواك للحب صادقة؟ أبدا. ما هي صادقة ، لأن المعروف أن الحبيب يتبع حبيبه. وأما أن يحدث شيئا ويخالف به الحبيب فهذا يدل على أنه ليس بصادق في محبته ، لأن الصادق في محبته عليه الصلاة والسلام هو الذي يتمشى على هديه وسنته. قال الله تبارك وتعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني )). إن قوما ادعوا أنهم يحبون الله فجاءت الآية ميزانا. إن كنت تحب الله فاتبع الرسول عليه الصلاة والسلام. كذلك نقول إن كنت تحب الرسول فاتبع الرسول صلى الله عليه وسلم. لا تتمسح بأي شيء من الجمادات لا باالصخرة ولا بالحجرة ولا بالمنبر ولا بغيره إلا بشيئين فقط هما : إيش؟ الحجر الأسود والركن اليماني. ولولا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعل ذلك لكنا لا نفعله. ولهذا لما وقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقبل الحجر. قال : ( إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ). ولهذا نقول أيضا : من الخطأ ما نشاهده من بعض العمار والحجاج أنهم إذا مسحوا الركن اليماني ومعهم أطفال مسحوا يدهم بالركن ثم مسحوا فيها وجه الطفل وبدنه. هذا غلط. المقصود من مسح الركن اليماني والحجر الأسود هو التعبد لله عز وجل فقط. وإلا فهي كما قال أمير المؤمنين عمر أحجار لا تضر ولا تنفع. ولما رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. وكان الخليفة رآه يطوف فيستلم أركان البيت الأربعة. قال له : ( لم تستلم الأركان الأربعة وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الركنين اليمانين ) يعني الحجر الأسود والركن اليماني. قال له معاوية رضي الله عنه : ( إنه ليس شيء من البيت مهجورا ). فقال له ابن عباس رضي الله عنهما : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ). فهل النبي صلى الله عليه وسلم مسح الركنين الآخرين؟لا. إذن تأس به. فقال معاوية : ( صدقت ). وأذعن للحق. نعم .
السائل : جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.