معنى قوله تعالى:" ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " وبيان اتخاذ الأسباب التي تدفع العداوة والشحناء بين المؤمنين حفظ
الشيخ : (( ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا )) غلا أي حقدا وبغضا للذين آمنوا ، أي ممن سبقوا أو ممن سبقوا ولحقوا؟ إخواننا. ممن سبقوا ولحقوا يعني لا تجعلنا نبغض الذين سبقونا بالإيمان من المهاجرين والأنصار. ولا نبغض الذين كانوا في عصرنا من المؤمنين. ولا نحمل لهم حقدا ولا غلا. وهذا الدعاء هو دعاء سؤال الله عز وجل. لكن يجب على الإنسان إذا دعا الله بشيء أن يفعل الأسباب الموصلة إليه. انتبه لهذه النقطة الإنسان يسأل الله عز وجل حاجاته الدينية والدنيوية. لكن إذا سأل الله فلا بد أن يفعل الأسباب الموصلة إليه. أرأيتم لو أن رجلا قال اللهم ارزقني ولدا صالحا ولكنه لم يتزوج. هل هذا لائق أو غير لائق؟
الطالب : غير لائق.
الشيخ : والله ما أدري يمكن جئت علشان يريد هذا. غير لائق كيف يريد أولاد بدون نكاح؟! هذا لا يمكن. كذلك إذا سألت الله أن يهديك ليس معناه أن تسأل الله أن يهديك وتبقى مستلقيا على ظهرك على فراشك. لابد أن تعمل افعل أسباب الهداية. فهنا (( لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا )). أنت تسأل الله أن لا يجعل في قلبك غلا إذن لا تتبع عورات إخوانك المؤمنين. لا تتبع عورات إخوانك المؤمنين ، لأنك إن تتبعت عوراتهم فلابد أن يقع في قلبك شيء. ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع عورات المؤمنين فقال : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف أمه ). إذن ما دمت تسأل الله أن لا يجعل في قلبك غلا فلا تفعل ما يكون سببا للغل. لا تنهر أخاك ، لا تؤذه ، لا تبع على بيعه ، لا تشتر على شرائه ، لا تخطب على خطبته حتى يزول عنك ما في قلبك من الحقد وحتى يمتنع الحقد والغل في قلبك.