ما تفسير قوله تعالى:" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "؟ حفظ
السائل : يقول سائل : قول الله سبحانه وتعالى : (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) كيف نفهم هذه الآية فضيلة الشيخ؟
الشيخ : نعم نفهمها كما أراد الله يمكرون ويمكر الله. والمكر هو الإيقاع بالخصم بأسباب خفية. أن توقع بخصمك بأسباب خفية لا يشعر بها. هذا المكر هؤلاء الماكرون مكروا بالرسل عليهم الصلاة والسلام. والله تعالى أشد مكرا وأعظم والمكر في المقابلة يعتبر قوة وصفة كاملة. ولهذا لا يجوز أن تقول إن الله ماكر. لكن يجوز أن تقول يمكرون ويمكر الله. ولأضرب لكم مثلا مكرت قريش بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فمكر الله بهم. اسمع : (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك )). ثلاثة آراء اجتمعت قريش ماذا يصنعون بهذا النبي؟ اجتمعوا وطرحوا ثلاثة آراء : الإثبات والقتل والإخراج. الإثبات يعني الحبس. ثبته بالقيد حتى لا يخرج. هذا الحبس. القتل معروف. الإخراج من البلد نفي. استقر رأيهم على أن يجمعوا من كل قبيلة من قبائل العرب شابا جلدا قويا ويعطى سيفا صارما ثم يضربون محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضربة رجل واحد. وحينئذ يتفرق دمه في القبائل فلا يستطيع بنو هاشم أن يقتلوا من كل قبيلة. يلجؤون بعد هذا إلى إيش؟ إذا لم يتمكنوا من القتل يرجعون إلى إيش؟ إلى الدية. وهذا ما تريده قريش لكن إن مكروا هذا المكر فمكر الله بهم. اجتمعوا عند باب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليقتلوه إذا خرج. ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يمكنهم من ذلك. خرج قبل هذا. وقيل إنه خرج وهم جلوس وجعل يذر على رؤوسهم التراب. ويقرأ : (( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشناهم فهم لا يبصرون )). إذن مكر الله عز وجل حق في مقابل إيش؟ أجيبوا يا إخوان. في مقابل مكر أعدائه. (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) (( قالوا إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم )). وأمثال هذا كثير صفات تدل على القوة في مقابلة الأعداء. أما المكر على سبيل الإطلاق بأن تقول إن الله ماكر فهذا حرام. هنا شيء : هل يوصف الله بالخداع؟ (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )). فهو كالمكر سواء. هل يوصف الله بالخيانة؟ لا. ولهذا قال الله عز وجل : (( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم )). ولم يقل فخانهم ، لأن الخيانة هي الغدر بالغير في موضع الائتمان. وهذا صفة نقص بخلاف المكر والخديعة فإنها في مكانها صفة كمال. ويذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أراد أن يبارز عمرو بن ود. وعلي رضي الله عنه معروف بالشجاعة والقوة فخرج إليه هذا الرجل ليبارزه. وهذا فن يستعمله المقاتلون يخرجون أقوى واحد منهم وأشجع واحد ليقابل نظيره في الطرف الآخر. فإذا قتل أحدهم الآخر ذل قومه أي قوم المقتول. لما خرج عمرو بن ود ليقتل علي بن أبي طالب صاح به علي صاح به. وقال ما خرجت لأبارز رجلين. إيش الخديعة؟ الرجل هذا التفت. ظن أن أحدا لحقه. لما التفت صار ضرب رقبته سهلا. فضرب علي رضي الله عنه رقبته وأماته. هذه الخديعة هل هي جائزة أو غير جائزة؟ جائزة لا شك ، لأن هذا الرجل مبارز خرج ليقتل علي رضي الله عنه. فأراد أن يبين علي رضي الله عنه أنه خير منه. على كل حال الرب عز وجل لا يوصف بالمكر والخديعة والاستهزاء إلا في مقام القوة. ولا يوصف بالخيانة أبدا. وبهذا نعلم أن قول العامة : " خان الله من يخون " حرام. ولا يجوز. نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا
الشيخ : نعم نفهمها كما أراد الله يمكرون ويمكر الله. والمكر هو الإيقاع بالخصم بأسباب خفية. أن توقع بخصمك بأسباب خفية لا يشعر بها. هذا المكر هؤلاء الماكرون مكروا بالرسل عليهم الصلاة والسلام. والله تعالى أشد مكرا وأعظم والمكر في المقابلة يعتبر قوة وصفة كاملة. ولهذا لا يجوز أن تقول إن الله ماكر. لكن يجوز أن تقول يمكرون ويمكر الله. ولأضرب لكم مثلا مكرت قريش بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فمكر الله بهم. اسمع : (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك )). ثلاثة آراء اجتمعت قريش ماذا يصنعون بهذا النبي؟ اجتمعوا وطرحوا ثلاثة آراء : الإثبات والقتل والإخراج. الإثبات يعني الحبس. ثبته بالقيد حتى لا يخرج. هذا الحبس. القتل معروف. الإخراج من البلد نفي. استقر رأيهم على أن يجمعوا من كل قبيلة من قبائل العرب شابا جلدا قويا ويعطى سيفا صارما ثم يضربون محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضربة رجل واحد. وحينئذ يتفرق دمه في القبائل فلا يستطيع بنو هاشم أن يقتلوا من كل قبيلة. يلجؤون بعد هذا إلى إيش؟ إذا لم يتمكنوا من القتل يرجعون إلى إيش؟ إلى الدية. وهذا ما تريده قريش لكن إن مكروا هذا المكر فمكر الله بهم. اجتمعوا عند باب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليقتلوه إذا خرج. ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يمكنهم من ذلك. خرج قبل هذا. وقيل إنه خرج وهم جلوس وجعل يذر على رؤوسهم التراب. ويقرأ : (( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشناهم فهم لا يبصرون )). إذن مكر الله عز وجل حق في مقابل إيش؟ أجيبوا يا إخوان. في مقابل مكر أعدائه. (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) (( قالوا إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم )). وأمثال هذا كثير صفات تدل على القوة في مقابلة الأعداء. أما المكر على سبيل الإطلاق بأن تقول إن الله ماكر فهذا حرام. هنا شيء : هل يوصف الله بالخداع؟ (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )). فهو كالمكر سواء. هل يوصف الله بالخيانة؟ لا. ولهذا قال الله عز وجل : (( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم )). ولم يقل فخانهم ، لأن الخيانة هي الغدر بالغير في موضع الائتمان. وهذا صفة نقص بخلاف المكر والخديعة فإنها في مكانها صفة كمال. ويذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أراد أن يبارز عمرو بن ود. وعلي رضي الله عنه معروف بالشجاعة والقوة فخرج إليه هذا الرجل ليبارزه. وهذا فن يستعمله المقاتلون يخرجون أقوى واحد منهم وأشجع واحد ليقابل نظيره في الطرف الآخر. فإذا قتل أحدهم الآخر ذل قومه أي قوم المقتول. لما خرج عمرو بن ود ليقتل علي بن أبي طالب صاح به علي صاح به. وقال ما خرجت لأبارز رجلين. إيش الخديعة؟ الرجل هذا التفت. ظن أن أحدا لحقه. لما التفت صار ضرب رقبته سهلا. فضرب علي رضي الله عنه رقبته وأماته. هذه الخديعة هل هي جائزة أو غير جائزة؟ جائزة لا شك ، لأن هذا الرجل مبارز خرج ليقتل علي رضي الله عنه. فأراد أن يبين علي رضي الله عنه أنه خير منه. على كل حال الرب عز وجل لا يوصف بالمكر والخديعة والاستهزاء إلا في مقام القوة. ولا يوصف بالخيانة أبدا. وبهذا نعلم أن قول العامة : " خان الله من يخون " حرام. ولا يجوز. نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا