تفسير قوله تعالى:" قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم " وبيان كفارة التحريم هي كفارة اليمين حفظ
الشيخ : ثم قال عز وجل : (( قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) يعني شرع لكم تحلة الأيمان. أي أن يتحلل الإنسان منها بالكفارة (( والله مولاكم وهو العليم الحكيم )). يستفاد من هذه الآية : أن الإنسان لا ينبغي له أن يحرم ما أحل الله له لأي سبب يكون. لا تقل هذا الطعام علي حرام أو كلامي لزيد حرام أو ذهابي للبلد الفلاني حرام لا تقل هكذا لأن الله قال للنبي عليه الصلاة والسلام وهو أكرم الخلق عند الله قال : (( لم تحرم ما أحل الله لك )). وقال الله تعالى لعموم المؤمنين : (( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )). فإن قال قائل : وإذا حرم الرجل شيئا حلالا فكيف التخلص؟ نقول :التخلص بما ذكر الله عز وجل (( قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )). أن يكفر كفارة اليمين. وحينئذ تحل يمينه تنحل يمينه وكأنه لم يحلف. وظاهر الآية الكريمة (( لم تحرم ما أحل الله لك )) ظاهرها الشمول والعموم. فيشمل تحريم الطعام ، تحريم اللباس ، تحريم مكالمة فلان أو فلان ، تحريم الزوجة. فلو قال لرجل لزوجته أنت عليّ حرام قلنا هذا منهي عنه (( لم تحرم ما أحل الله لك )). فإذا قال : ما الطريق الآن إلى الخلاص؟ قلنا : الطريق سهل. ما هو؟ كفارة اليمين يكفر كفارة اليمين وتعود امرأته حلالا عليه. رجل حرم ألا يكلم فلانا. قال : عليّ حرام أن أكلم فلانا. فماذا يصنع إذا أراد أن يكلمه؟ يكفر كفارة يمين. رجل قال : حرام عليّ أن ألبس هذا الثوب. نقول الثوب لا يكون حراما. وعليك كفارة يمين.