تفسير قوله تعالى:" ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ". حفظ
الشيخ : المرأة الثانية مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها. وهي من الصديقات كما قال الله تعالى (( وأمه صديقة )). وإنما قال : (( التي أحصنت فرجها )) ردا لقول اليهود عليهم لعنة الله إلى يوم الدين الذين قالوا إن مريم بغي والعياذ بالله. ولهذا لما جاءت تحمل ابنها عيسى عليه الصلاة والسلام قالوا لها : (( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا )). يعرضون بأنها كانت بغيا وزانية. ولهذا كان عيسى عند اليهود ابن زانية والعياذ بالله. فهنا قال الله تعالى : (( التي أحصنت فرجها )). فوصفها بكمال العفة وأنها بريئة مما رماها به أعداء الله وأعداء رسله وهم اليهود. (( فنخفنا فيه من روحنا )) أي في الفرج نفخ فيه جبريل ولقحت بإذن الله بابنها عيسى. ووضعت وأرضعته. وجاءت به إلى قومها تحمله حمل الطفل. ولما قالوا لها : (( ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا )). أشارت إليه يعني كلموه. (( قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله )). فتكلم بهذا الكلام الفصيح العجيب (( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا )). فعلموا أن الأمر أن الأمر بيد الله عز وجل. وأن عيسى آية من آيات الله خلقه الله تعالى بلا أب وتكلم في المهد أنطقه الذي أنطق كل شيء. قال الله عز وجل : (( وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين )).