السائل : جزاكم الله خيرا هذا سائل يقول : فضيلة الشيخ هل لله جل جلاله وعظم سلطانه صفة الملل في حديث : ( أن الله لا يمل حتى لا تملوا ) والظل في حديث ( سبعة يظلهم الله في ظله ) ؟
الشيخ : أما الأول فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتشددون على أنفسهم بالعبادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ) فهل مثل هذه الصيغة تدل على ثبوت الملل لله إن كانت تدل على ذلك فيجب أن نعلم أن الملل الذي ثبت لله بمقتضى هذا الحديث ليس كمللنا نحن ، نحن إذا مللنا ضجرنا تعبنا وضعفت النفوس لكن ملل الله عز وجل ليس كذلك لأن هذا نقص والله تعالى منزه عن كل نقص أرأيتم الغضب الغضب بالنسبة لنا قد يحدث من الغاضب أشياء كثيرة قد يطلق زوجته ويضرب أولاده ويكسر أوانيه إذا غضب بعض الناس يعني مرة هل غضب الله عز وجل كهذا ؟ لا إذن إن صحت دلالة هذا الحديث على ثبوت الملل لله فيجب أن نعتقد بأنه إيش؟ ملل مغاير لملل المخلوقين لقول الله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) الفقرة الثانية.
السائل : قال صفة الظل.
الشيخ : أما قوله تعالى : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) فالمراد أنه إذا كان يوم القيامة فإن الله تعالى يجعل الأرض كالأديم كالجلد الممدود ما فيها جدار ولا فيها جبل ولا فيها شجر ولا فيها ظل إلا من أظله الله عز وجل بما يخلق له من الظل وهذا كقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ) وليس المراد ظل الباري جل وعلا لأن الله تعالى نور وحجابه النور وهو عال فوق كل شيء ولا يمكن أن يتصور إنسان أن المراد ظل الله نفسه لماذا ؟ لأنه يلزم إذا قلنا إنه ظل الله نفسه أن تكون الشمس فوق الله وهذا شيء مستحيل فلذلك نقول يوم لا ظل إلا ظله مثل البيت بيت الله لأنه في ذلك الوقت ما فيه بنائين يبنون لك ظلال وإنما الله عز وجل يخلق لك من الظل ما يقتضيه عملك نعم.