ما الذي يقدم عند تعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وكيف يعرف أن الفعل خاص به؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خيراً سائل يقول : فضيلة الشيخ إذا تعارض القول والفعل ما الذي يقدم وكيف نعرف أن الفعل الفلاني مثلاً خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : نعم يقول : إذا تعارض قول الرسول عليه الصلاة والسلام وفعله فأيهما يقدم ؟ نقول : أولاً التعارض بين القول والفعل ليس بالأمر الهين قد يعتقد بعض العلماء أن القول والفعل متعارضان وليس بينهما تعارض انتبه يا أخي لكن إذا تعارضا من كل وجه ولا يمكن الجمع فمن المعلوم أن القول مقدم على الفعل وإلا فالأصل أن كلاً منهما حجة واسمع قال الله تعالى : (( فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها )) زيد من هو ؟ زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي قد تبناه بالأول وكانوا يعتقدون أن المتبنى كالولد الحقيقي لا يتزوج إنسان من فارقها من تبناهُ يرون هذا من المنكر فقال الله تعالى : (( فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها )) التعليل (( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعياءهم )) فتأمل الحكم بالأول لمن ؟ فلما قضى زيد منها وطراً الحكم لمن ؟
الطالب : زيد
الشيخ : يا شيخ (( فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها )) للنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : (( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم )) فدل ذلك على أن ما ثبت للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثبت أجيبوا يا جماعة
الطالب : للمؤمنين
الشيخ : للمؤمنين ولما أراد الله تخصيص الحكم بالرسول نص على التخصيص فقال : (( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي )) يعني أحللنا لك المرأة تهب نفسها لك (( إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين )) فالأصل أن قول الرسول سنة وأن فعله سنة لكن إن تعارضا من كل وجه قدِم القول لماذا ؟ لأن القول ظاهر الدلالة والفعل يحتمل أنه خاص بالرسول أو أن الرسول فعله نسيانا أو ما أشبه ذلك من الاحتمالات وأضرب لكم مثلاً لينظر فيه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ) هذا إيش قول ولا فعل؟
الطالب : قوله
الشيخ : لا إله إلا الله هذا قول ولا فعل ؟
الطالب : قول
الشيخ : ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها )
الطالب : قول
الشيخ : قول ؟ اختلفتم على قولين قول وبلا خلاف طيب هذا قول وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ( رقيت يوماً على بيت حفصة وهي أخته فرأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة ) فكيف استدبر الكعبة وهو يقول لا تستدبروها ؟ هل نقول إن هذا تعارض بين القول والفعل ؟ قال الشوكاني رحمه الله وناهيك به حافظاً وعالماً قال : " إنه تعارض وأن المقدم القول وأن استدبار الكعبة لا يجوز كاستقبالها وقال فعل الرسول عليه الصلاة والسلام لا يخصص العموم " لاحتمال أنه نسي احتمال أن هذا خاص به احتمال أنه مضطر لذلك فنأخذ بالعموم وقال أكثر أهل العلم الجمع ممكن فيجوز استدبارها في البنيان ولا يجوز في الفضاء، استقبالها لا يجوز لا في البنيان ولا في الفضاء وهذا هو الصحيح وبناءً على هذا أنبه إخواننا المسلمين الذين بنوا مراحيضهم لاتجاه الكعبة يعني القبلة أن يغيروها إلى اتجاه آخر قد يقول صاحب البيت والله أنا الآن بنيت المرحاض ولا أستطيع يبي كلافة يبي خمس مئة ريال أو ألف ريال وأنا إن شاء الله إذا جلست عليه سوف أنحرف نقول هذا ممكن لكن هل الإنسان سيبقى أبد الآبدين لهذا المرحاض يمكن يبيع البيت يمكن يموت ويرث بعده ويأتي من بعده من يستقبل القبلة لذلك أنصح إخواني الذين بنوا مراحيضهم متجهة إلى الكعبة أن يغيروها يصرفوها إما أن تكون ... عن اليمين أو الشمال أو الخلف طيب إذن صار القول الراجح في هذه المسألة ما هو القول الراجح في المسألة ؟
الطالب : الجمع
الشيخ : الجمع بينهما نقول في الفضاء لا تستقبل ولا تستدبر في البنيان استدبر ولا تستقبل نعم.