معنى قوله " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" حفظ
الشيخ : (( وجاءت سكرة الموت بالحق )) جاءت سكرة الموت بالحق إنها سكرة ليست سكرة شراب ولا سكرة هوى ولا سكرة عشق ولا سكرة مال ولا سكرة جاه ولا سكرة رئاسة ولكنها سكرة فراق سكرة فراق الدنيا التي يشعر الإنسان بها أنه فارق الدنيا فارق دار العمل ليس في هذه الحال يسكر لأنه فارق أمه وأباه أو زوجته وأولاده ولكنه يسكر لأنه فارق دار العمل (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) لا يقول ارجعون لعلي أرجع إلى زوجتي أو إلى أمي أو إلى أبي أو إلى ولدي أو إلى صديقي ولكن يقول ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت يقول الله عز وجل : (( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون )) يا أخي أقول لنفسي وأسأل الله تعالى أن يليّن قلبي وقلوبكم أقول تذكر هذه الآية (( وجاءت سكرة الموت بالحق )) هذه السكرة التي لا تدري متى تنزل بك لا تدري أتنزل بك صباحا أم مساء لا تدري أتنزل بك عن قريب أم عن بعيد لا تدري أتنزل بك وأنت على فراشك لا تدري أتنزل بك وأنت على كرسي مكتبك لا تدري أتنزل بك وأنت على سيارتك تقصد عملك ولكن يحال بينك وبينه أيها الأخ أيها المسلم أيها المؤمن أيها الموقن إنه لا يمكنك أن تنكر الموت لأن الموت مشاهد محسوس ولكن يأخذك التسويف والتفريط والإهمال حتى تستبعد وقوع الموت وماهو ببعيد إنما توعدون لآت أيها الإخوة إني أدعو نفسي وإياكم أن نتذكر دائما هذه السكرة (( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )) ما إما أن تكون اسما موصولا أي ذلك الذي كنت تحيد منه وتفر عنه ولكن قل (( إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )) أو تكون ما نافية أي ذلك الذي لا محيد لك عنه وكلنا يعلم أن هذا هو غاية كل إنسان.