معنى قوله "فاصبر على ما يقولون" حفظ
الشيخ : (( فاصبر على ما يقولون )) والخطاب لمن ؟ للرسول صلى الله عليه وسلم اصبر على مايقولون من إنكار البعث وغيره من تكذيبك لا تتضجر فإنك مثاب على ذلك والعاقبة لك وهكذا نقول لكل من دعا إلى الله عز وجل اصبر على ما يقال لك وتحمل فإن العاقبة للمتقين (( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )) إنك سوف تلاقي من يرد دعوتك ومن يسخر بك ومن يستهزء ولكن هذا كله يذهب جفاء إذا قابلته بالصبر والاحتساب وأنت إذا قتلت أو إذا أوذيت في ذلك فإنما هو في سبيل الله عز وجل لما أدميت أصبع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل أنت إلا إصبع دميتي وفي سبيل الله ما لقيتي ) فكل ما يلقاه الإنسان في الدعوة إلى الله عز والجل والعمل من الأذى النفسي أو الجسمي أو المالي أو الأهلي فإنما ذلك في سبيل الله فليصبر وليحتسب ولينتظر الفرج من الله عز وجل فإن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا وإن الفرج مع الكرب فاصبر على ما يقولون ولو أننا رجعنا إلى سورة المطففين لوجدنا لمن تكون العاقبة يقول الله عز وجل : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) متى في الدنيا (( وإذا مروا بهم يتغامزون )) استهزاء وسخرية (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) ونحن في عصرنا هذا لا يقال للدعاة إنكم ضالون ولكن يقال إنكم رجعيون كل من تمسك بالدين فإنه يقال له عند هؤلاء هو رجعي والكلمة وإن اختلفت في اللفظ فالمعنى واحد (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين )) ماهي العاقبة استمع إليها (( فاليوم الذين آمنوا )) اليوم يعني يوم القيامة (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون )) وهذا هو الضحك الذي لا بكاء بعده أما ضحك أولئك المجرمين فإن بعده البكاء الذي لا يرقأ دمعه نسأل الله العافية والسلامة قال الله لنبيه (( فاصبر على ما يقولون )).
السائل : ... .
الشيخ : نعم (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )).
السائل : ... .
الشيخ : نعم (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )).