خطأ بعض القا دمين للعمرة في شدة الحر وهم صائمون ولايريدون الفطر. حفظ
الشيخ : أيها الإخوة إن بعض الناس ولاسيما الذين يقدمون إلى مكة للعمرة تجده يقدم إلى مكة للعمرة في حرٍ شديد ومع ذلك يبقى صائما ولا يفطر يقول أنا أتحسس أن أفطر في مكة وفي شهر رمضان ولاسيما إذا كان في العشر الأواخر فلا أحب أن أفطر فنقول لهذا الرجل يا هذا إذا كان الصوم يشق عليك عند أداء العمرة فإن الفطر أفضل لك لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين أقبل على مكة قال لأصحابه : ( أفطروا إنكم ملاقوا العدو غدا فأفطروا فإن الفطر أقوى لكم ) فدل هذا على أنه إذا كان الفطر أقوى لأداء العمرة كان الفطر أولى وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلنا يعلم أنه صلى الله عليه وسلم أقوم الناس بعبادة الله وأنه أعلم الناس بما يرضي الله عز وجل فتح مكة في السنة الثانية من الهجرة صح ؟
السائل : لا.
الشيخ : في السنة التاسعة من الهجرة.
السائل : لا.
الشيخ : في السنة العاشرة من الهجرة.
السائل : الثامنة.
الشيخ : الثامنة من الهجرة فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة في رمضان والمشهور أنه فتحها في يوم الجمعة الموافق للعشرين من شهر رمضان وبقي صائما كما ثبت ذلك في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوما يقصر الصلاة ولم يصم بقية الشهر ) وبقية الشهر هي العشر الأواخر من رمضان والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة أفضل البقاع وأيام العشر أفضل أيام رمضان ومع ذلك لم يصم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم لأن الفطر أقوى له فكيف أنت تشق على نفسك وتكلف نفسك وتؤدي العمرة بمشقة شديدة ولا تفطر هذا في الواقع من الخطأ لأن العبادة هي موافقة الشرع كل ما كان الإنسان أوفق في عبادته لشرع الله كان ذلك أرضى لله عز وجل ليست العبادة موافقة الهوى بل موافقة الشرع وأنا أضرب لك مثلا في رجل يريد أن يصلي راتبة الفجر فقال أحب أن أطيل في هاتين الركعتين أقرأ نصف جزء وأسبح عشر مرات وأكثر الدعاء ورجل آخر خففها وقرأ بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ولم يطل الركوع ولا السجود أيهما أفضل الثاني أفضل مع أن الأول أطال العبادة وخشع فيها وأكثر من الدعاء وأكثر من القراءة لكن موافقة السنة أفضل ولهذا يقول الله عز وجل : (( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) ولم يقل أيكم أكثر عملا.