ماهو إختبار داود عليه ولماذا إستغفر داود ربه وخر راكعا وأناب وبيان كذب الإسرائليات المنسوبة في ذلك. حفظ
الشيخ : أقول ما هو الاختبار في هذه القصة ما هو الاختبار في هذه القصة حتى نعرف لماذا استغفر داود وخر راكعا وأناب إلى الله ?
السائل : أنه استمع من أحد الخصمين دون الآخر.
الشيخ : يقول الاختبار أن دواد عليه الصلاة والسلام حكم بدعوى الخصم بدون أن يسأل الخصم الآخر وكأنه عليه الصلاة والسلام فعل ذلك ليعود إلى عبادته الخاصة لأنه هو ما أغلق الباب على نفسه وخلا بمحرابه إلا ليتعبد عبادة خاصة وداود عليه الصلاة والسلام له وظيفة عظيمة وهي الحكم بين الناس (( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس )) فهو خلا بعبادته الخاصة وترك أمر الناس فاختبره الله في هذه القصة هو عليه الصلاة والسلام حكم لأحد خصمين دون أن يسأل الخصم الآخر وهل هذا جائز ؟ لا لازم تسمع من الخصم ولهذا كثيرا ما نسأل يأتي رجل يقول فعل فيّ فلان كذا وكذا لاسيما ما يقع بين الزوجين تأتي المرأة وتشكو زوجها حتى تقول إن هذا الزوج قد جار عليها جورا عظيما ثم عندما تسأل الزوج تجد الأمر بخلاف ذلك أو بالعكس يأتي الزوج ويشكو زوجته حتى تقول هذه الزوجة أضاعت حق الله وحق زوجها وعند السؤال يكون الأمر بالعكس فلا بد من إيش أن نسأل الخصم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء قوم وأموالهم ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ) هذا وجه وجه آخر.
السائل : أنه تسرع.
الشيخ : الوجه الثاني أن داود عليه الصلاة والسلام خلا في عبادة خاصة وأغلق المحراب على نفسه والدليل على أنه أغلقه أنهم تسوروا المحراب ما دخلوا مع الباب والإنسان المكلف بالحكم بين الناس يجب أن يكون مفرغا نفسه للحكم بين الناس هذا أيضا فيه شيء من الإخلال باستقبال أحكام الناس لهذا رآه داود ذنبا استغفر ربه وخر راكعا وأناب في شيء ثالث قال بعض الناس إن فيه شيئا ثالثا وهو فزع داود منهم لماذا يفزع ؟ أليس هذا ينافي التوكل ولكن هذا ليس بصواب لأن الفزع في مثل هذه الصورة من طبيعة من، من طبيعة البشر ولا يلام هذا موسى عليه الصلاة والسلام مع قوته وشدته في ذات الله خرج من مصر خائفا يترقب وهذا أمر لا يلام عليه الإنسان لأنه من طبيعته فإذا نظرنا إلى هذه القصة وجدنا أنها واضحة في القرآن لكن مع ذلك يوجد في كتب المفسرين التي تعنى بنقل الإسرائليات أن داود عليه الصلاة و السلام كان له رجل مع الجيش مع الجند ولهذا الرجل زوجة حسناء جميلة وعند داود تسع وتسعين امرأة ففكر داود عليه الصلاة والسلام كيف يصل إلى هذه المرأة الجميلة فدبر حيلة وكيدا ما هي الحيلة والكيد ؟ أنه بعث هذا الرجل في جيش لقتال الأعداء ليقتل هذا الرجل ثم يتزوج داود زوجته فبالله عليكم هل يمكن أن ينسب مثل هذا إلى نبي من أنبياء الله لا والله هذا لا يمكن لأي عاقل ولو لم يكن مؤمنا أن يتصرف هذا التصرف كل إنسان يرى أن هذا التصرف من أشد الأمور نكرا وخداعا ولا يمكن أن يقع من نبي من أنبياء الله ولكن اليهود عليهم لعائن الله إلى يوم القيامة يستطيعون أن يدبروا مثل هذه الأمور وأن يقدحوا في الأنبياء بمثل هذه الأمور وقد علم من حالهم أنهم يقتلون الأنبياء بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وليس بغريب عليهم أن يدبروا هذه القصة الكذب على داود ولهذا يسمى عندهم حتى الآن يسمون داود إيش ملك يرون أنه ملك وليس بنبي حتى عندهم نجمة يسمونها إيش نجمة الملك داود ما يقولون بأنه نبي عليه الصلاة والسلام فإنه أطهر وأزكى وأحسن أخلاقا من أن يدبر هذه المكيدة العظيمة فعلينا أن نعرف للأنبياء حقهم وأن نقول إن داود عليه الصلاة والسلام اجتهد وهذا الاجتهاد الذي وقع منه على هذا النحو الذي سمعتموه والقصة واضحة ولله الحمد.