قاعدة مهمة في التفسير . حفظ
الشيخ : أما إذا كانت تحتمل معنيين لكن لا يمكن أن يجتمعا فإنه يجب طلب الترجيح أي الاحتمالين أرجح فيؤخذ به ويترك الثاني هذا المعنى الذي أشرنا إليه الأخير وهو أن المراد بالكتاب المكنون الصحف التي في أيدي الملائكة هل ينافي أن يكون المراد به اللوح المحفوظ لا، لإمكان الجمع فالقرآن في اللوح المحفوظ والقرآن أيضا في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة وأما من قال من أهل العلم إن الضمير في قوله لا يمسه يعود على القرآن وأن المراد بالمطهرون الإنسان المتطهر من الحدث فهذا القول لا يسعفه اللفظ ولا يساعده المعنى أما كونه لا يسعفه اللفظ فلأن القاعدة المقررة في اللغة العربية أن الضمائر وأسماء الإشارة تعود إلى أقرب مذكور وأما كونه لا يساعده المعنى فلأن الله يقول : (( المطهرون )) والمطهرون اسم مفعول ولو كان المراد بها المتطهرين لقال المطّهِرون بكسر الهاء ومعنى المطهِرون أي المطّهِرون المتطهرون قال الله تعالى : (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) وعلى هذا فلا يكون مرجع الضمير القرآن ولا يكون المراد بالمطهرون الناس الذين تطهروا من الأحداث.