يقول السائل : نحن سبعة أشخاص نسكن في عمارة بعيدة عن المسجد في مكة فهل نصلي في العمارة أم ماذا نفعل وهل الأجر في مساجد مكة كأجر الحرم يضاعف .؟ حفظ
السائل : نحن سبعة أشخاص نسكن في عمارة بعيدة عن المسجد في مكة، فهل نصلي في العمارة أم ماذا نفعل ؟ وهل الأجر في مساجد مكة كأجر الحرم يضاعف؟
الشيخ : الواجب على هؤلاء الجماعة الذين هم في المسكن، الواجب عليهم أن يصلوا في المساجد.
بل كل إنسان حوله مسجد يجب عليه أن يصلي في المسجد، ولايجوز لأحد أو لجماعة أن يصلوا في بيت والمسجد قريب منهم.
أما إذا كان المسجد بعيدا، فلا حرج عليهم أن يصلوا جماعة في البيت.
وتهاون بعض الناس في هذه المسألة مبني على قول لبعض العلماء رحمهم الله: أن مقصود بصلاة الجماعة الجماعة فقط.
فإذا صلى الناس في جماعة ولو في بيوتهم فإنهم قد قاموا بالواجب.
لكن الصحيح أنه لابد أن تكون الجماعة في المساجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )، قال ( إلى قوم ) مع أن هؤلاء القوم قد يكونوا صلوا في أماكنهم، فيجب على هؤلاء أن يصلوا مع الجماعة إلا إذا كانوا بعيدين يشق عليهم.
فيه السؤال الثاني.
الطالب : هل أجر مساجد مكة كأجر المسجد الحرام؟
الشيخ : وأما قوله، أي قول السائل : هل مساجد مكة فيها من الأجر كما في المسجد الحرام؟
فجوابه : لا، ليست مساجد مكة كالمسجد الحرام في الأجر ، بل المضاعفة إنما تكون في المسجد الحرام نفسه الأصل والزيادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام ).
فكما أن الفضل خاص بمسجد الرسول عليه الصلاة والسلام فهو خاص بالمسجد الحرام أيضا.
ويدل لهذا أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ). ومعلوم أننا لو شددنا الرحال إلى مسجد من مساجد مكة غير المسجد الحرام لم يكن هذا مشروعاً بل كان منهياً عنه، فما يشد الرحل إليه هو الذي فيه المضاعفة.
نعم الصلاة في المساجد التي بمكة بل الصلاة في الحرم كله أفضل من الصلاة في الحل، ودليل ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم ( لما نزل الحديبية، والحديبية بعضها في الحل وبعضها في الحرم، كان يصلي في الحرم مع أنه نازل في الحل ).
وهذا يدل على أن الصلاة في الحرم أفضل، لكن لا يدل على خصوص التضعيف الذي هو مائة ألف صلاة.
عندنا الآن كم دليل؟
الطالب : دليلان.
الشيخ : دليلان.
الدليل الأول : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام ).
فكما أن الخصوصية في نفس مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فكذلك في المسجد الحرام.
الدليل الثاني : النهي عن شد الرحال إلا إلى المساجد الثلاثة.
طيب، بقي أن يقال : كيف تجيب عن قوله تعالى : (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )).
وقد أسري به من مكة من بيت أم هانئ ؟
فالجواب : أنه ثبت في صحيح البخاري أنه أسري به من الحِجْر، قال : ( بينا أنا نائم في الحِجْر أتاني آت ... ) إلخ الحديث ، وهو في صحيح البخاري.
والحِجْر أين مكانه؟
الطلاب : في المسجد الحرام.
الشيخ : في المسجد الحرام ، لأن الحجر هو هذا المحجر من الكعبة.
وعلى هذا فيكون الحديث الذي فيه أنه أسري به من بيت أم هاني - إن صحت الرواية - فيكون هذا ابتداء الإسراء، ونهايته من .