يقول السائل : هناك من الإخوة من يبيع الكتب الدينية والأشرطة أمام المساجد بحجة نفع المسلمين فهل يجوز الشراء منهم وهل يجوز لهم البيع وهل كسبهم حلال مع العلم أنه ممنوع وله عقوبات مؤكدة عليها منها السجن والغرامة وغير ذلك .؟ حفظ
السائل : هناك من الإخوة من يبيع كتب دينية وأشرطة دينية أمام المساجد بحجة نفع المسلمين،
فهل يجوز الشراء منهم؟ وهل يجوز لهم البيع؟
وهل كسبهم حلال؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
مع العلم أنه ممنوع، وله عقوبات مؤكدة على ذلك منها السجن والغرامة وغير ذلك ؟
الشيخ : لاشك أن بيع الكتب الدينية والأشرطة الدينية إذا قصد الإنسان به معونة إخوانه على العلم الشرعي المستفاد بسماع الأشرطة وقراءة الكتب.
أقول : لاشك أن بيع هذه الأشياء يؤجر عليه الإنسان سواء كان ذلك أمام المساجد أو في أماكن أخرى مخصوصة.
فإذا قال: إنه يفعل هذا لنفع إخوانه المسلمين، وعلم الله أن القول الصادر منه هو الواقع في قلبه فإنه يؤجر على ذلك.
ولكن إذا رأى أولياء الأمور أن يكون لبيع هذه الأشياء أماكن خاصة فإن الواجب على الرعية طاعة ولاة أمورهم إلا في معصية الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية ).
وكون بعض الناس إذا صدر الأمر من ولاة الأمور لايقبله إلا إذا كان الله قد أمر به ورسوله ، أقول : إن كون بعض الناس يسلك هذا المسلك دليل على قصر علمه بشريعة الله لأن الله يقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )).
فطاعة ولاة الأمور في غير المعصية من طاعة الله.
ونحن نتقرب إلى الله عز وجل بطاعة ولاة أمورنا في غير معصية الله.
لسنا نطيع ولاة الأمور إذا أمرونا بشيء وليس من معصية الله، لسنا نريد بذلك مجرد طاعتهم، ولكننا نريد التقرب إلى الله تعالى بطاعتهم،لماذا؟ لأن الله أمرنا بذلك، ونحن إنما أطعناهم لأن الله أمرنا بذلك، وإلا فهم بشر مثلنا، لكن جعل الله لهم الحق علينا بولاية أمرنا.
وتأمل الآية الكريمة : (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )).
لماذا لم يقل وأطيعوا أولي الأمر منكم ؟
لأن طاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، فإذا تضمنت طاعة ولي الأمر معصية الله ورسوله، فحينئذ لا يطاع ولي الأمر، لأنه لاطاعة لمخلووق في معصية الخالق.
فإذا رأى ولي الامر ألا تباع هذه الأشياء سواء كانت الكتب الدينية أو الأشرطة الدينية أو نوع العطور أو الثياب لا تباع في هذا المكان رأت أن من المصلحة أن لا تباع في هذا المكان، فإنها تطاع ويقال: سمعا وطاعة.
ثم إذا رئي أن من المصلحة أن تباع في هذا المكان لأنها أقرب تناولا للناس، فإنه من الممكن أن يراجع ولي الأمر ويبين له الفائدة حتى يحصل المقصود، أما المعاندة فهذا لايجوز شرعا.
ومن هذه النقطة أنتقل إلى أمر مهم يتعلق بالمسجد الحرام.
ولاة الأمور منعوا أن يدخل الطعام إلى المسجد الحرام، لماذا؟ لأن إدخال الطعام إلى المسجد الحرام كان فيه مضرة عظيمة، نحن شاهدناها.
كانت أرض المسجد الحرام تخيس من فضلات الطعام وقطع اللحم وما أشبه ذلك، حتى إنك لاتستطيع أن تسجد على الأرض من النتن والرائحة الكريهة.
فرأى القائمون على المسجد الحرام أن تمنع هذه الأشياء منعا باتا. -تأذنون أن أشرب-.
ولكن بعض الناس صار يتحيل، يجيب الخبزة بالجيب ، واللحمة بالمخبات، والرز بالطاقية، حتى يفر من المراقبة، ولكن إذا فر من مراقبة المخلوق لم يفر من مراقبة الخالق عز وجل، لأن الله قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )).
وكما أسلفت قريبا، نحن -والله- نطيع ولاة أمورنا طاعة لربنا وتقربا إلى الله تعالى بذلك،
ونرى أن طاعة ولي الأمر فيما تجب طاعته فيه نرى أنه عبادة يزيد قربنا من ربنا.
لذلك لا يجوز للإنسان أن يتحيل، لكن هو يقول أنا معتكف وأنا ما يكفيني التمر والماء.
نقول : إن الاعتكاف سنة وطاعة ولي الامر في غير معصية واجبة.
فإذا لم يمكن تنفيذ هذه السنة إلا بالوقوع في المحرم فدع السنة، لأنه لا معارضة بين الواجب وبين المستحب.
اترك الاعتكاف أو اسلك طريقا آخر أباحه الله عز وجل، وهو أنك إذا كنت لابد أن تأكل طعاما ولم تتمكن من تعويد معدتك على التمر والماء، فاخرج من المسجد وكل، وأنت إذا خرجت للأكل الذي لابد لك فيه من الخروج فإن ذلك جائز.
واضح؟
الطلاب : واضح.
الشيخ : يعني يجوز للمعتكف إذا لم يكن له أو عنده من يأتيه بالطعام يجوز أن يخرج من المسجد ويأكل ويرجع.
نعم.
الطالب : هل يجوز نشتري منهم وهل كسبهم حلال؟
الشيخ : نعم. طيب، ما ترك فاترك.
الطالب : لأننا للحين نلاقيهم أمام المساجد ...
الشيخ : نعم.
فهل يجوز الشراء منهم؟ وهل يجوز لهم البيع؟
وهل كسبهم حلال؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
مع العلم أنه ممنوع، وله عقوبات مؤكدة على ذلك منها السجن والغرامة وغير ذلك ؟
الشيخ : لاشك أن بيع الكتب الدينية والأشرطة الدينية إذا قصد الإنسان به معونة إخوانه على العلم الشرعي المستفاد بسماع الأشرطة وقراءة الكتب.
أقول : لاشك أن بيع هذه الأشياء يؤجر عليه الإنسان سواء كان ذلك أمام المساجد أو في أماكن أخرى مخصوصة.
فإذا قال: إنه يفعل هذا لنفع إخوانه المسلمين، وعلم الله أن القول الصادر منه هو الواقع في قلبه فإنه يؤجر على ذلك.
ولكن إذا رأى أولياء الأمور أن يكون لبيع هذه الأشياء أماكن خاصة فإن الواجب على الرعية طاعة ولاة أمورهم إلا في معصية الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية ).
وكون بعض الناس إذا صدر الأمر من ولاة الأمور لايقبله إلا إذا كان الله قد أمر به ورسوله ، أقول : إن كون بعض الناس يسلك هذا المسلك دليل على قصر علمه بشريعة الله لأن الله يقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )).
فطاعة ولاة الأمور في غير المعصية من طاعة الله.
ونحن نتقرب إلى الله عز وجل بطاعة ولاة أمورنا في غير معصية الله.
لسنا نطيع ولاة الأمور إذا أمرونا بشيء وليس من معصية الله، لسنا نريد بذلك مجرد طاعتهم، ولكننا نريد التقرب إلى الله تعالى بطاعتهم،لماذا؟ لأن الله أمرنا بذلك، ونحن إنما أطعناهم لأن الله أمرنا بذلك، وإلا فهم بشر مثلنا، لكن جعل الله لهم الحق علينا بولاية أمرنا.
وتأمل الآية الكريمة : (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )).
لماذا لم يقل وأطيعوا أولي الأمر منكم ؟
لأن طاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، فإذا تضمنت طاعة ولي الأمر معصية الله ورسوله، فحينئذ لا يطاع ولي الأمر، لأنه لاطاعة لمخلووق في معصية الخالق.
فإذا رأى ولي الامر ألا تباع هذه الأشياء سواء كانت الكتب الدينية أو الأشرطة الدينية أو نوع العطور أو الثياب لا تباع في هذا المكان رأت أن من المصلحة أن لا تباع في هذا المكان، فإنها تطاع ويقال: سمعا وطاعة.
ثم إذا رئي أن من المصلحة أن تباع في هذا المكان لأنها أقرب تناولا للناس، فإنه من الممكن أن يراجع ولي الأمر ويبين له الفائدة حتى يحصل المقصود، أما المعاندة فهذا لايجوز شرعا.
ومن هذه النقطة أنتقل إلى أمر مهم يتعلق بالمسجد الحرام.
ولاة الأمور منعوا أن يدخل الطعام إلى المسجد الحرام، لماذا؟ لأن إدخال الطعام إلى المسجد الحرام كان فيه مضرة عظيمة، نحن شاهدناها.
كانت أرض المسجد الحرام تخيس من فضلات الطعام وقطع اللحم وما أشبه ذلك، حتى إنك لاتستطيع أن تسجد على الأرض من النتن والرائحة الكريهة.
فرأى القائمون على المسجد الحرام أن تمنع هذه الأشياء منعا باتا. -تأذنون أن أشرب-.
ولكن بعض الناس صار يتحيل، يجيب الخبزة بالجيب ، واللحمة بالمخبات، والرز بالطاقية، حتى يفر من المراقبة، ولكن إذا فر من مراقبة المخلوق لم يفر من مراقبة الخالق عز وجل، لأن الله قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )).
وكما أسلفت قريبا، نحن -والله- نطيع ولاة أمورنا طاعة لربنا وتقربا إلى الله تعالى بذلك،
ونرى أن طاعة ولي الأمر فيما تجب طاعته فيه نرى أنه عبادة يزيد قربنا من ربنا.
لذلك لا يجوز للإنسان أن يتحيل، لكن هو يقول أنا معتكف وأنا ما يكفيني التمر والماء.
نقول : إن الاعتكاف سنة وطاعة ولي الامر في غير معصية واجبة.
فإذا لم يمكن تنفيذ هذه السنة إلا بالوقوع في المحرم فدع السنة، لأنه لا معارضة بين الواجب وبين المستحب.
اترك الاعتكاف أو اسلك طريقا آخر أباحه الله عز وجل، وهو أنك إذا كنت لابد أن تأكل طعاما ولم تتمكن من تعويد معدتك على التمر والماء، فاخرج من المسجد وكل، وأنت إذا خرجت للأكل الذي لابد لك فيه من الخروج فإن ذلك جائز.
واضح؟
الطلاب : واضح.
الشيخ : يعني يجوز للمعتكف إذا لم يكن له أو عنده من يأتيه بالطعام يجوز أن يخرج من المسجد ويأكل ويرجع.
نعم.
الطالب : هل يجوز نشتري منهم وهل كسبهم حلال؟
الشيخ : نعم. طيب، ما ترك فاترك.
الطالب : لأننا للحين نلاقيهم أمام المساجد ...
الشيخ : نعم.