يقول السائل : شخص أتى إلى المسجد ليصلي الفريضة ثم وجد الصف مكتملا هل يصلي منفردا أم ماذا يعمل .؟ حفظ
السائل : شخص أتى إلى المسجد ليصلي فريضة، ثم وجد الصف مكتملا هل يصلي منفردا أم ماذا يعمل؟
الشيخ : إذا جاء الإنسان إلى المسجد ووجد أن الصفوف مكتملة، فإنه يصلي وحده منفردا في الصف، لكنه مع الجماعة.
ولا حرج عليه في ذلك، لأن الله تعالى يقول : (( فاتقوا الله ما استطعتم )).
وهذا الرجل لا يستطيع الآن أن يدخل في الصفوف لأنها مكتملة، وصلاة الجماعة واجبة من تقوى الله، فيجب عليه أن يصلي مع الجماعة ولو كان وحده خلف الصف، لأنه لا يستطيع الدخول في الصف لاكتمال الصفوف.
فإن قلت : هذا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ).فالجواب : أن هذا الحديث اختلف العلماء في معناه، فقال بعضهم : لا صلاة كاملة لمنفرد خلف الصف، وأن هذا النفي كالنفي في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة في حضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان ).
فإن الرجل إذا صلى بحضرة طعام فصلاته صحيحة، ولكن النفي هنا نفي للكمال، أي: لا صلاة كاملة لمنفرد خلف الصف.
وإلى هذا ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأبو حنيفة، وهو رواية عن الإمام أحمد أن النفي هنا نفي للكمال وليس نفيا للصحة.
ولكن القول الصحيح : أنه نفي للصحة.
وقد أصل العلماء قاعدة وهي: أن الأصل في النفي أن يكون نفيا للوجود، فإن لم يمكن حمله على نفي الوجود حمل على نفي الصحة، فإن لم يمكن حمله على نفي الصحة حمل على نفي الكمال.
طيب، وهذا الحديث : ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ) يمكن يحمل على نفي الصحة، ويقال : إن صلاة المنفرد خلف الصف لا تصح، ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة.
فالقول الراجح : أن هذا الحديث يدل على نفي صحة صلاة من صلى منفردا خلف الصف.
ولازم ذلك أنه يجب على الإنسان أن يقوم في الصف.
ولكن الواجب إذا عجز الإنسان عنه فإنه ايش؟ يسقط، لقوله تعالى : (( فاتقوا الله مااستطعتم ))، وقوله تعالى : (( لايكلف الله نفسا إلا وسعها )).
وهذا الرجل إذا جاء والصفوف مكتملة لا يخلو من أحد أمور أربعة :
إما أن ينصرف ويصلي وحده، وإما أن يجذب واحدا من الصف ليصلي معه، وإما أن يتقدم إلى الإمام فيصلي معه، وإما أن يصلي وحده خلف الصف، فالاحتمالات الآن أربعة، أو ينتظر قادما، هذا الخامس، طيب.
تقدمه إلى الإمام فيه محذوران، المحذور الأول : أنه يشوش على المصلين بتخطي رقابهم إن كان هناك صفوف.
فإن كان يمكن أن يأتي من الباب المقدم في القبلة إلى أن يقف مع الإمام ففيه مخالفة السنة بانفراد الإمام في مكانه.
فإن السنة أن ينفرد الامام في مكانه إذا كان المأمومون اثنين فأكثر.
هذه واحدة تبين أنها غير مشروعة.
وإما أن يجذب واحدا ليصلي معه، وإذا جذب واحدا ليصلي معه ففيه أيضا محذورات، أولا : نقل هذا الرجل من المكان الفاضل إلى المكان المفضول، وهذا فيه شيء من الاعتداء عليه.
ثانيا : أنه يشوش على الرجل صلاته.
ثالثا: أنه يفتح في الصف فرجة.
رابعا: أنه يؤدي إلى حركة جميع من في هذا الصف، لأن العادة جرت أنه إذا انفتح في الصف فرجة تقارب بعضهم من بعض.
إذن سقط هذا الاحتمال،بمعنى أنه ليس بمشروع.
ايش بقي علينا.
أن ينصرف ويصلي وحده، وبهذا تفوته الجماعة في المكان والأفعال، ويحرم من الجماعة مكانا وأفعالا.
أو أن ينتظر من يأتي، وهذا قد يأتي من يدخل المسجد ويصلي معه، وقد لا يأتي، فليس مؤكدا أو يدخل معهم فينفرد في المكان دون الأفعال، وإدراكه الجماعة في الأفعال دون المكان خير من عدم إدراكه الجماعة لا بالمكان ولا في الأفعال.
ولهذا كان هذا القول الوسط اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أنه إذا تعذر مكان في الصف فإنه يقوم وحده ويصلي مع الجماعة، ولاحرج عليه في ذلك.
وقد استدل رحمه الله بدليل غريب جدا من باب القياس حيث قال : " المرأة تصف وحدها خلف الصف وتصح صلاتها، لأنه ليس لها مكان شرعا في الصف، وهذا الرجل الذي وجد الصف تاما ليس له مكان في الصف -شرعا أو حسا؟_ حسا، فالتعذر الحسي كالتعذر الشرعي "، فأسند رحمه الله تعالى قوله إلى الدليل الشرعي، والدليل العقلي وهو القياس.
الشيخ : إذا جاء الإنسان إلى المسجد ووجد أن الصفوف مكتملة، فإنه يصلي وحده منفردا في الصف، لكنه مع الجماعة.
ولا حرج عليه في ذلك، لأن الله تعالى يقول : (( فاتقوا الله ما استطعتم )).
وهذا الرجل لا يستطيع الآن أن يدخل في الصفوف لأنها مكتملة، وصلاة الجماعة واجبة من تقوى الله، فيجب عليه أن يصلي مع الجماعة ولو كان وحده خلف الصف، لأنه لا يستطيع الدخول في الصف لاكتمال الصفوف.
فإن قلت : هذا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ).فالجواب : أن هذا الحديث اختلف العلماء في معناه، فقال بعضهم : لا صلاة كاملة لمنفرد خلف الصف، وأن هذا النفي كالنفي في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة في حضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان ).
فإن الرجل إذا صلى بحضرة طعام فصلاته صحيحة، ولكن النفي هنا نفي للكمال، أي: لا صلاة كاملة لمنفرد خلف الصف.
وإلى هذا ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأبو حنيفة، وهو رواية عن الإمام أحمد أن النفي هنا نفي للكمال وليس نفيا للصحة.
ولكن القول الصحيح : أنه نفي للصحة.
وقد أصل العلماء قاعدة وهي: أن الأصل في النفي أن يكون نفيا للوجود، فإن لم يمكن حمله على نفي الوجود حمل على نفي الصحة، فإن لم يمكن حمله على نفي الصحة حمل على نفي الكمال.
طيب، وهذا الحديث : ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ) يمكن يحمل على نفي الصحة، ويقال : إن صلاة المنفرد خلف الصف لا تصح، ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة.
فالقول الراجح : أن هذا الحديث يدل على نفي صحة صلاة من صلى منفردا خلف الصف.
ولازم ذلك أنه يجب على الإنسان أن يقوم في الصف.
ولكن الواجب إذا عجز الإنسان عنه فإنه ايش؟ يسقط، لقوله تعالى : (( فاتقوا الله مااستطعتم ))، وقوله تعالى : (( لايكلف الله نفسا إلا وسعها )).
وهذا الرجل إذا جاء والصفوف مكتملة لا يخلو من أحد أمور أربعة :
إما أن ينصرف ويصلي وحده، وإما أن يجذب واحدا من الصف ليصلي معه، وإما أن يتقدم إلى الإمام فيصلي معه، وإما أن يصلي وحده خلف الصف، فالاحتمالات الآن أربعة، أو ينتظر قادما، هذا الخامس، طيب.
تقدمه إلى الإمام فيه محذوران، المحذور الأول : أنه يشوش على المصلين بتخطي رقابهم إن كان هناك صفوف.
فإن كان يمكن أن يأتي من الباب المقدم في القبلة إلى أن يقف مع الإمام ففيه مخالفة السنة بانفراد الإمام في مكانه.
فإن السنة أن ينفرد الامام في مكانه إذا كان المأمومون اثنين فأكثر.
هذه واحدة تبين أنها غير مشروعة.
وإما أن يجذب واحدا ليصلي معه، وإذا جذب واحدا ليصلي معه ففيه أيضا محذورات، أولا : نقل هذا الرجل من المكان الفاضل إلى المكان المفضول، وهذا فيه شيء من الاعتداء عليه.
ثانيا : أنه يشوش على الرجل صلاته.
ثالثا: أنه يفتح في الصف فرجة.
رابعا: أنه يؤدي إلى حركة جميع من في هذا الصف، لأن العادة جرت أنه إذا انفتح في الصف فرجة تقارب بعضهم من بعض.
إذن سقط هذا الاحتمال،بمعنى أنه ليس بمشروع.
ايش بقي علينا.
أن ينصرف ويصلي وحده، وبهذا تفوته الجماعة في المكان والأفعال، ويحرم من الجماعة مكانا وأفعالا.
أو أن ينتظر من يأتي، وهذا قد يأتي من يدخل المسجد ويصلي معه، وقد لا يأتي، فليس مؤكدا أو يدخل معهم فينفرد في المكان دون الأفعال، وإدراكه الجماعة في الأفعال دون المكان خير من عدم إدراكه الجماعة لا بالمكان ولا في الأفعال.
ولهذا كان هذا القول الوسط اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أنه إذا تعذر مكان في الصف فإنه يقوم وحده ويصلي مع الجماعة، ولاحرج عليه في ذلك.
وقد استدل رحمه الله بدليل غريب جدا من باب القياس حيث قال : " المرأة تصف وحدها خلف الصف وتصح صلاتها، لأنه ليس لها مكان شرعا في الصف، وهذا الرجل الذي وجد الصف تاما ليس له مكان في الصف -شرعا أو حسا؟_ حسا، فالتعذر الحسي كالتعذر الشرعي "، فأسند رحمه الله تعالى قوله إلى الدليل الشرعي، والدليل العقلي وهو القياس.