صفة السجود وما يقال فيه. حفظ
الشيخ : ثم يكبر للسجود بدون رفع اليدين، لقول ابن عمر: ( وكان لا يفعل ذلك في السجود)، يكبر للسجود بدون رفع اليدين، ويخرُّ على ركبتيه، لا على يديه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير )، والبعير عند بروكه يقدم اليدين فيخرّ البعير لوجهه.
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرّ الإنسان في سجوده على يديه، لأنه إذا فعل ذلك برك كما يبرك البعير.
هذا هو ما يدل عليه الحديث خلافاً لمن قال: إنه يدل على أنك تقدم يديك ولا تخرّ على ركبتيك لأن البعير عند البروك يخرّ على ركبتيه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل: فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير، لو قال على ما يبرك عليه البعير قلنا نعم إذن لا تبرك على الركبتين، لأن البعير يبرك على ركبتيه، لكنه قال :( فلا يبرك كما يبرك البعير )، فالنهي إذن عن الصفة، لا عن العضو الذي يسجد عليه الإنسان، ويخر عليه.
والأمر في هذا واضح جداً لمن تأمله، فلا حاجة إلى أن نتعب أنفسنا وأن نحاول أن نقول: إن ركبتي البعير في يديه، وأنه يبرك عليهما، لأننا في غنى عن هذا الجدل، حيث إن النهي ظاهر في أنه نهي عن الصفة، لا عن العضو الذي يسجد عليه.
ولهذا قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد: " إن قوله في آخر الحديث:( وليضع يديه قبل ركبتيه ) منقلب على الراوي، لأنه لا يتطابق مع أول الحديث " وإذا كان لا يتطابق مع أول الحديث فإننا نأخذ بالأصل لا بالمثال، فإنه قوله: ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) هذا على سبيل التمثيل، وحينئذٍ إذا أردنا أن نرده إلى أصل الحديث صار صوابه: ( وليضع ركبتيه قبل يديه ).
يخرّ على ركبتيه، ثم يديه، ثم جبهته وأنفه.
ويسجد على سبعة أعضاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمرنا أن نسجد على سبعة أعضاء أو أعظم ) ثم فصلها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( على الجبهة، _ وأشار بيده إلى أنفه ليبين أن الأنف من الجبهة _ والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين ) فيسجد الإنسان على هذه الأعضاء.
وينصب ذراعيه فلا يضعهما على الأرض، ولا على ركبتيه .
بل ينصبهما ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه فيكون الظهر مرفوعاً.
ولا يمد ظهره كما يفعله بعض الناس، تجده يمد ظهره حتى إنك تقول: أمنبطح هو أم ساجد؟ فالسجود ليس فيه مد ظهر، بل الظهر يرفع ويعلو، حتى يتجافى عن الفخذين، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اعتدلوا في السجود ) وهذا الامتداد الذي يفعله بعض الناس في السجود يظن أنه السنة، وهو مخالف للسنة، وفيه مشقة على الإنسان شديدة، لأنه إذا امتد تحمل ثقل البدن على الجبهة، وانخنعت رقبته، وشق عليه ذلك كثيراً، وعلى كل حال لو كان هذا هو السنة لتحمل الإنسان، لكنه ليس هو السنة.
وفي حال السجود يقول : سبحان ربي الأعلى، كما أنه يقول في حال الركوع: سبحان ربي العظيم.
يقول : سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات،
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي،
سبوح قدوس.
ويكثر في السجود من الدعاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ) يعني حري أن يستجاب لكم. لماذا كان حريا أن يستجاب له؟
لأنه أقرب ما يكون من ربه في هذا الحال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ).
ولكن لاحظ أنك إذا كنت مع الإمام فالمشروع في حقك متابعة الإمام، لا تمكث في السجود لتدعو، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا سجد فاسجدوا، وإذا ركع فاركعوا ) فأمرنا أن نتابع الإمام وألا نتأخر عنه .
ثم ينهض من السجود مكبراً .
ويجلس بين السجدتين.
وكيف يجلس؟
يجلس مفترشاً.
الافتراش : أن يجعل الرجل اليسرى فراشاً له.