يقول السائل : لدي والدة محبة للخير وعمل الطاعات ولكن هذا العمل يشوبه بعض الأخطاء مثلا تداوم الصيام مع أن الأطباء ينصحونها بالتقليل من ذلك وكذا كثرة القيام فإنه يؤدي إلى ضرر بصحتها وقد نصحناها بعدم القيام لما يسببه لها من تعب ولكنها تلجأ إلى بعض الأدوية التي تساعدها على ذلك وهي تضر بالصحة وهي تريد دائما الذهاب إلى الحرم والطواف فيه خاصة يوم الخميس والجمعة وتعود إلي البيت وهي أشد تعبا علما أني أمتنع عن إيصالها للحرم كنوع احتجاج عما تقوم به فتقوم بالذهاب مع السائق بدون محرم معها فما رأيكم فيما تقوم به وبما أقوم به جزاكم الله خيرا.؟ حفظ
السائل : لدي والدة محبة للخير وفعل الطاعات، ولكن هذا الفعل يشوبه بعض الأخطاء، فمثلا: هي دائمة الصيام ولكن الأطباء ينصحونها بالتخفيف من ذلك فلا ترضخ لهم.
وثانيا هي دائمة القيام، ولكن هذا يؤدي إلى ضررها والإضرار بالصحة، وقد نصحناها بعدم القيام لما يسببه لها من تعب، ولكنها تلجأ إلى بعض الأدوية التي تساعدها على ذلك،
وهي مضرة بالصحة.
وكذلك تريد دائما الذهاب إلى الحرم والطواف بالبيت وخاصة يومي الخميس والجمعة، فتتعب نفسها بالطواف والصلاة، وتعود إلى بيتها وهي في أشد حالات التعب، علما أني أمتنع عن إيصالها للحرم كنوع من الاحتجاج عما تقوم به، فتقوم بالذهاب مع السائق، وكذلك العودة بدون مرافق معها.
فما رأيك فضيلتكم فيما تقوم به، وبما أقوم به، وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ : -أنا ترى غير مسؤول على... لو خرب أو شيء-.
هذا السؤال يتضمن خلاصته: أن لديهم أما حريصة على فعل الخير، لكنها تشق على نفسها في ذلك، وهذا خلاف المشروع، فإنه ليس من المشروع، بل ولا من المطلوب من المرء أن يتعبد لله تعالى بعبادات تشق عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص وقد قال رضي الله عنه : إنه يقوم الليل ولا ينام، ويصوم النهار ولا يفطر، قال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإن لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإن لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ).
فالإنسان نفسه عنده أمانة، يجب عليه أن يرعاها حق رعايتها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ).
وإذا كان الإنسان في الشيء الواجب إذا كان يشق عليه فإنه يعفى له عنه، فمابالك بالشيء المستحب؟
الشيء الواجب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْب ). -انتبه يا أخ- ( صل قائما ) والقيام في الفرض ها؟
الطلاب : واجب.
الشيخ : واجب، بل ركن، لا تصح الصلاة إلا به.
( فإن لم تستطع فقاعدا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ).
فنقول لهذه المرأة – نسأل الله تعالى أن يزيدها من فضله رغبة في طاعته – لكننا نقول لها : ينبغي لها أن تتمشى في طاعة الله على ما جاء في شريعة الله عز وجل، وألا تكلف نفسها، حتى النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالذكر، ماذا قال لهم؟
قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) لا تكلفوها، امشوا بطمأنينة، كما يمشي الناس في الربيع.
والناس في الربيع يمشون بطمأنينة لا يستعجلون في المشي حتى ترتع الإبل، ولا تتكلف المشي.
فالحاصل أن نصيحتي لهذه الأم - ولعل السائل يبلغها ذلك عن طريق المسجلات - أن تتقي الله في نفسها، وأن لا تشق على نفسها لا بالصيام ولا بالقيام ولا بغيره .
وأما ركوبها مع السائق وحدها فهذا محرم، لأنه لا يجوز للمرأة أن تخلو برجل في السيارة غير محرم لها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ ) وهذا النهي عام.
أما السفر فلا تسافر المرأة بلا محرم، ولو كان معها غيرها.
فهنا أمران : خلوة هذه حرام في الحضر والسفر، وسفر هذا حرام إلا بمحرم، لكن حرام في السفر فقط.
الحاصل : أن مايفعله بعض الناس من ركوب المرأة وحدها مع السائق حرام ولا يحل.
لا يحل للمرأة أن تركب وحدها مع السائق، لأنها في خلوة مع الرجل.
يقول بعض الناس إن هذا ليس بخلوة، لأنها تمشي في السوق!!
فيقال : بل هو خلوة، بل وأعظم، لأن غالب السيارات الآن تغلق الزجاجات.
فلو تكلم معها الرجل بكل كلام لم يسمعه أحد، ولأنه في الواقع خال بها في غرفتها، لأن السيارة بمنزلة الغرفة، ولأننا نسأل كثيرا عن مثل هذه المسائل يحدث فيها حوادث خطيرة جدا.
نحن على حسب ما يأتينا من استفسارات أو سؤالات عن هذا يحدث حوادث خطيرة للغاية، حتى سئلنا عن مسائل وقعت في هذا الشهر في شهر رمضان من هذا النوع من الذين يذهبون بالنساء في السيارات وحدهن فيها خطيرة لا أحب أن أذكرها في هذا المقام، لأنها دنيئة جدا تفسد عليهم صيامهم إذا أركبوا المرأة وحدها معهم.
فالمهم أنه لا يستريب عاقل بأن ركوب المرأة مع السائق وحدها حرام لدخوله في الخلوة، ولأنه يفضي إلى مفاسد وفتن كثيرة.
فهذه المرأة الآن مسكينة تذهب إلى الحرم مع السائق وحدها يخلو بها فتقع فيما حرم الله عز وجل لإدراك أمر ليس بواجب عليها.
السائل : بالنسبة للابن يا شيخ؟ يعني يمتنع؟
الشيخ : أما بالنسبة لامتناع الابن عن إيصالها إلى المسجد الحرام، فإن هذا إذا كان قصده لعلها تمتنع، فهذا طيب.
لكن المشكلة أنها مصرة على الذهاب، فأرى أن لا يمتنع ما دامت إذا لم يذهب بها طلبت من السائق أن يذهب بها، وهو غير محرم، فالذي أرى ألا يمتنع إذا كانت مصممة على الذهاب.
وثانيا هي دائمة القيام، ولكن هذا يؤدي إلى ضررها والإضرار بالصحة، وقد نصحناها بعدم القيام لما يسببه لها من تعب، ولكنها تلجأ إلى بعض الأدوية التي تساعدها على ذلك،
وهي مضرة بالصحة.
وكذلك تريد دائما الذهاب إلى الحرم والطواف بالبيت وخاصة يومي الخميس والجمعة، فتتعب نفسها بالطواف والصلاة، وتعود إلى بيتها وهي في أشد حالات التعب، علما أني أمتنع عن إيصالها للحرم كنوع من الاحتجاج عما تقوم به، فتقوم بالذهاب مع السائق، وكذلك العودة بدون مرافق معها.
فما رأيك فضيلتكم فيما تقوم به، وبما أقوم به، وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ : -أنا ترى غير مسؤول على... لو خرب أو شيء-.
هذا السؤال يتضمن خلاصته: أن لديهم أما حريصة على فعل الخير، لكنها تشق على نفسها في ذلك، وهذا خلاف المشروع، فإنه ليس من المشروع، بل ولا من المطلوب من المرء أن يتعبد لله تعالى بعبادات تشق عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص وقد قال رضي الله عنه : إنه يقوم الليل ولا ينام، ويصوم النهار ولا يفطر، قال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإن لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإن لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ).
فالإنسان نفسه عنده أمانة، يجب عليه أن يرعاها حق رعايتها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ).
وإذا كان الإنسان في الشيء الواجب إذا كان يشق عليه فإنه يعفى له عنه، فمابالك بالشيء المستحب؟
الشيء الواجب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْب ). -انتبه يا أخ- ( صل قائما ) والقيام في الفرض ها؟
الطلاب : واجب.
الشيخ : واجب، بل ركن، لا تصح الصلاة إلا به.
( فإن لم تستطع فقاعدا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ).
فنقول لهذه المرأة – نسأل الله تعالى أن يزيدها من فضله رغبة في طاعته – لكننا نقول لها : ينبغي لها أن تتمشى في طاعة الله على ما جاء في شريعة الله عز وجل، وألا تكلف نفسها، حتى النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالذكر، ماذا قال لهم؟
قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) لا تكلفوها، امشوا بطمأنينة، كما يمشي الناس في الربيع.
والناس في الربيع يمشون بطمأنينة لا يستعجلون في المشي حتى ترتع الإبل، ولا تتكلف المشي.
فالحاصل أن نصيحتي لهذه الأم - ولعل السائل يبلغها ذلك عن طريق المسجلات - أن تتقي الله في نفسها، وأن لا تشق على نفسها لا بالصيام ولا بالقيام ولا بغيره .
وأما ركوبها مع السائق وحدها فهذا محرم، لأنه لا يجوز للمرأة أن تخلو برجل في السيارة غير محرم لها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ ) وهذا النهي عام.
أما السفر فلا تسافر المرأة بلا محرم، ولو كان معها غيرها.
فهنا أمران : خلوة هذه حرام في الحضر والسفر، وسفر هذا حرام إلا بمحرم، لكن حرام في السفر فقط.
الحاصل : أن مايفعله بعض الناس من ركوب المرأة وحدها مع السائق حرام ولا يحل.
لا يحل للمرأة أن تركب وحدها مع السائق، لأنها في خلوة مع الرجل.
يقول بعض الناس إن هذا ليس بخلوة، لأنها تمشي في السوق!!
فيقال : بل هو خلوة، بل وأعظم، لأن غالب السيارات الآن تغلق الزجاجات.
فلو تكلم معها الرجل بكل كلام لم يسمعه أحد، ولأنه في الواقع خال بها في غرفتها، لأن السيارة بمنزلة الغرفة، ولأننا نسأل كثيرا عن مثل هذه المسائل يحدث فيها حوادث خطيرة جدا.
نحن على حسب ما يأتينا من استفسارات أو سؤالات عن هذا يحدث حوادث خطيرة للغاية، حتى سئلنا عن مسائل وقعت في هذا الشهر في شهر رمضان من هذا النوع من الذين يذهبون بالنساء في السيارات وحدهن فيها خطيرة لا أحب أن أذكرها في هذا المقام، لأنها دنيئة جدا تفسد عليهم صيامهم إذا أركبوا المرأة وحدها معهم.
فالمهم أنه لا يستريب عاقل بأن ركوب المرأة مع السائق وحدها حرام لدخوله في الخلوة، ولأنه يفضي إلى مفاسد وفتن كثيرة.
فهذه المرأة الآن مسكينة تذهب إلى الحرم مع السائق وحدها يخلو بها فتقع فيما حرم الله عز وجل لإدراك أمر ليس بواجب عليها.
السائل : بالنسبة للابن يا شيخ؟ يعني يمتنع؟
الشيخ : أما بالنسبة لامتناع الابن عن إيصالها إلى المسجد الحرام، فإن هذا إذا كان قصده لعلها تمتنع، فهذا طيب.
لكن المشكلة أنها مصرة على الذهاب، فأرى أن لا يمتنع ما دامت إذا لم يذهب بها طلبت من السائق أن يذهب بها، وهو غير محرم، فالذي أرى ألا يمتنع إذا كانت مصممة على الذهاب.