الحرص على تصليح وتحسين السريرة ومراقبة القلب دائما. حفظ
الشيخ : السريرة لها شأن عظيم في توجيه الإنسان.
القلب هو القلب وهو الموجه للبدن. وهو الأصل.
نحن الآن نحرص على أن تكون عباداتنا في الظاهر على حسب المرسوم شرعا. في الصلاة نحرص على أن نرفع يدينا عند التكبير ونضعها على الصدر ونسوي الظهر عند الركوع ونجافي عند السجود وهكذا.
نحرص غاية الحرص وبدقة تامة. لكن ما في القلب قد يكون خرابا ما نعتني به. ما ننظر هذا القلب ما اتجاهه : هل يحمد حقدا على المسلمين ، هل يحمل كراهة لبعض ما جاءت به الشريعة ؟ . هل يحمل كراهة على قضاء الله عز وجل إذا لم يوافق هواه ؟ .
ما ندري. قد يكون في القلب عرق خبيث لا يظهر للإنسان. هذا العرق الخبيث في النهاية يطيح بصاحبه حتى يكون من أهل النار مع أنه في ما يبدو للناس من أهل الجنة.
ولهذا أنا أقول لنفسي وأقول لكم يجب أن نلاحظ القلوب، أن نمحصها أن نغسلها من درنها. أن نقول في كل لحظة ما شأن القلب ؟ ما اتجاهه ؟ ما إخلاصه ؟ ما ممدى محبته لشريعة الله ؟ ما مدى تمشيه مع قضاء الله وقدره ؟.
قد يكون في قلبك شيء. يعني لو تكره سنة واحدة من الشريعة ربما يؤدي ذلك إلى الردة (( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله )) فمالذي حصل ؟ (( فأحبط أعمالهم )). ولا حبوط للعمل إلا بالردة (( ومن يرتدد منكم عند دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )).
قد يكره الإنسان مثلا ما جاءت به الشريعة من وجوب رفع الثوب عن الكعبين ويكره هذا. ويفضل أن يكون الثوب نازلا عن الكعبين. وهذا فيما يبدو لكثر من الناس أمر سهل ، كراهة هذا الشيء ، لكن بما أنه كرهه لأنه من شريعة الله فإنه يصبح على خطر عظيم.
المهم أن القلب قد يكون فيه عرق خبيث، يتظاهر الإنسان بعمل جوارحه بالصلاح، لكن في القلب هذا العرق الفاسد الذي يطيح به في الهاوية في النهاية.
يقول بعض السلف : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص ". أنتم فاهمين ؟
ما جاهدت نفسي على ..