يقول السائل : متى تنقطع التوبة وما حكم توبة من حكم عليه بالإعدام أو من حوصر في مكان يحترق أو من كان في طائرة ثم حدث فيها خلل وبدأت تهوي إلى الأرض.؟ حفظ
السائل : متى تنقطع التوبة ؟ وما حكم توبة من حكم عليه بالإعدام أو من حوصر في مكان يحترق أو من كان في طائرة ثم حدث فيها خلل وبدأت تهوي إلى الأرض ؟.
الشيخ : التوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته. ولها شروط خمسة. نعدها الآن.
الأول : الإخلاص لله عز وجل.
والثاني : الندم على فعل المعصية .
والثالث : الإقلاع عنها- أي عن المعصية-.
والرابع : العزم على ألا يعود.
والخامس : أن تكون في الوقت الذي تقبل فيه التوبة.
الشروط خمسة : الإخلاص، الندم ، الإقلاع، العزم على ألا يعود، أن تكون في الوقت الذي تقبل فيه التوبة.
الوقت الذي تقبل فيه التوبة بأن يكون ذلك قبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل حضور الموت. دليل ذلك قوله تعالى : (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )). هذا ليس له توبة.
الدليل على الوقت الثاني وهو طلوع الشمس من مغربها قوله تعالى : (( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ريك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأت بعض آيات ربك لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )). وبعض الآيات التي أشار الله إليها في هذه الآية هو طلوع الشمس من مغربها. فإذا تاب الإنسان بعد طلوع الشمس من مغربها فإن توبته لا تقبل.
طيب ، في الشروط التي سمعتم قلنا العزم على ألا يعود. فهل هناك فرق بين هذا التعبير وبين أن نقول وألا يعود. بينهما فرق ؟.
الطالب : نعم بينهما فرق.
العزم على ألا يعود في الغالب ألا يعود يكون غير قادر إلى أن يعود ليي له مقدرة على أن لا يعود.
الشيخ : نقول : العزم ألا يعود. هذه عبارة . العبارة الثانية : ألا يعود.
الطالب : العزم على ألا يعود له إرادة ألا يعود. قد لا تكون عنده العزيمة ...
الشيخ : لا ما هو هذا. استرح.
من أنت ؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني يقول : -استرح- إذا كان ما فهمته من كلامه هو ما أريد.
الفرق بين العزم على ألا يعود وبين قولنا على أن لا يعود.
أنه لو قلنا : أن لا يعود فإنه يقتضي لو عاد إلى الذنب مرة ثانية لم تقبل التوبة الأولى، انتقضت التوبة الأولى.
وإذا قلنا العزم على ألا يعود يقتضي أنه إذا عزم صحت توبته. وإن عاد لم تنتقض توبته الأولى ، لكن يحتاج إلى توبة جديدة للعودة. واضح وإلا لا ؟.
طيب مثال ذلك : رجل أذنب ذنبا وتاب بالشروط الخمسة التي ذكرنا ، ولكن رجع إليه مرة أخرى. هل هذا تنتقض توبته الأولى وإلا لا ؟.
الجواب : لا ، لأن هذا الرجل عزم ألا يعود. لكن عاد فلا تنتقض التوبة الأولى .
لو قلنا : أن لا يعود إلى الذنب مرة ثانية ، ثم عاد فإن التوبة الأولى تنقضت.
أي نعم. إذا فالعبارة هي العزم على ألا يعود.
طيب
الطالب : هل التوبة اللي بالطائرة .
الشيخ : هل تصح توبة هذا الجواب : نعم ، تصح توبة كل الثلاثة لأن الذي في طائرة قد هوت ربما ينجو.
وأنا قرأت في بعض الصحف منذ كم سنة أن طيارة سودانية أو قائدها سوداني تعطل الكهرب فيها وهي في الجو. وأظن الطائرة إذا تعطل الكهرب فيها تسقط.
ما في عندنا طيارين يعلموننا عن هذا ؟. نعم
- تعال تعال تعال -.
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام
الطالب : ما تسقط يا شيخ إذا تعطل فيها الكهربة.
الشيخ : ايش ؟
الطالب : ما تسقط ؟
الشيخ : ما تسقط ؟ ما يبطل المحرك ؟
الطالب : لا إذا تعطلت الكهربة ما تسقط.
الشيخ : ايش يسوي ؟
الطالب : إذا تعطلت الكهرباء
الشيخ : أي نعم.
الطالب : إذا تعطل الكهربة فيه بدائل مختلفة ولكن إذا تعطلت المحركات تعطل الكهربة فمن باب أولى تسقط.
الشيخ : إي طيب بارك الله فيك.
على كل حال الذي قرأت أنه تعطل الكهرب لكن يمكن إني نسيت وأنه المتعطل المحركات. لكن الراجل قائد الطائرة أمرهم أن يكبروا الله وأن يهللوا وأن يسألوا الله الفرج يقول : فبإذن الله عز وجل هبطت الطائرة في نهر النيل كان جناحها على الأرض وكان هيكل الطائرة في وسط النهر بمعنى أنها لم تتحطم لأنها سقطت على ماء ، وجعل الله جناحها جسرا يعبرون منها إلى البر.
إذن قد ينجي الله سبحانه وتعالى من هوت به الطائرة.
وأما من كان في بيت يحترق فكذلك ربما ينجو. وكذلك من حكم عليه بالقتل ربما يرفع القتل.
المهم أن هؤلاء الثلاثة تصح توبتهم.