الجواب عن حديث ( احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا أخرجتنا ونفسك من الجنة فقال له آدم أتلومني على شيء كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين عاماً ).فقال صلى الله عليه وسلم : ( فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى ) . حفظ
الشيخ : فإذا قال قائل : إن لدينا حديثا أقر فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاحتجاج بالقدر ، والحديث هذا صحيح في البخاري ومسلم وهو : ( أن آدم احتج هو وموسى - تحاجا - فقال له موسى : أنت أبونا خيبتنا أخرجتنا ونفسك من الجنة، فقال له آدم : أتلومني على شيء قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني ؟ - أظنه قال : بأربعين عاما - قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فحج آدم موسى، فحج آدم موسى، فحج آدم موسى ). وش معنى حج ؟ .
أي غلبه بالحجة مع أن آدم احتج بماذا ؟ بقضاء الله وقدره. فهل هذا الحديث إلا إقرار للاحتجاج بالقدر ؟.
الجواب أن نقول: ليس احتجاجا بالقدر على فعل العبد ومعصية العبد، لكنه احتجاج بالقدر على المصيبة الناتجة من فعله، فهو من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب، ولهذا قال : ( خيبتنا، أخرجتنا ونفسك من الجنة ) . ولم يقل : عصيت ربك فأخرجت من الجنة.
هو الآن وجه الحجة لموسى أنه يقول : ( أخرجتنا ونفسك من الجنة ) ولم يقل : عصيت ربك.
إذن آدم عليه الصلاة والسلام احتج بالقدر على الخروج من الجنة الذي يعتبر مصيبة، والاحتجاج بالقدر على المصائب لا بأس به.
أرأيت لو أنك سافرت سفرا، وحصل عليك حادث، وقال لك إنسان : لماذا تسافر، لو أنك بقيت في بيتك ما حصل لك شيء ؟ فبماذا ستجيبه ؟ .
الجواب : أنك ستقول له : هذا قضاء الله وقدره، أنا ما خرجت لأجل أن أصاب بالحادث، وإنما خرجت لمصلحة لحاجتي فأصبت بالحادث، فأنا ما قصدت أن يقع هذا الحادث ، كذلك آدم عليه الصلاة والسلام، هل عصى الله لأجل أن يخرجه من الجنة ؟ .
لا . إذن فالمصيبة إذن التي حصلت له مجرد قضاء وقدر، وحينئذ يكون احتجاجه بالقدر على هذه المصيبة الحاصلة احتجاجا صحيحا، ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حج آدم موسى حج آدم موسى ).
طيب ما تقولون في رجل أصاب ذنبا وندم على هذا الذنب وتاب منه، وجاءه رجل من إخوانه يقول له : يا فلان كيف يقع منك هذا الشيء ؟ قال : والله يا ابن الحلال هذا قضاء وقدر. هل يصح احتجاجه هذا أو لا ؟ .
الطالب : نعم .
الشيخ : يصح ؟ ، لماذا ؟، لأن الرجل تاب ، فهو لم يحتج بالقدر ليمضي في معصيته، لكنه نادم ومتأسف، ويقول : والله هذا الشيء بقضاء الله وقدره، وأن مستغفر وتائب إلى الله عز وجل ، والإنسان بشر، والشيطان قد يهتبل غفلته فيغويه.
ونظير ذلك : ( أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعلى فاطمة بنت محمد رضي الله عنها وصلى الله وسلم على أبيها، فوجدهما نائمين، فكأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامهما لماذا لم يقوما ؟ فقال علي بن أبي طالب : يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله فإن شاء الله أمسكها، وإن شاء أرسلها، فخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يضرب على فخذه وهو يقول : وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ). فهل الرسول قبل حجته ؟ .
لا، لكن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبين أن هذا من الجدل، لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أن الأنفس بيد الله، لكن يريد أن يكون الإنسان حازما، فيحرص على أن يقوم ويصلي.
على كل حال تبين لنا أن الاحتجاج بالقدر على المصائب حكمه ؟. جائز .
الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها ؟. جائز .
الاحتجاج بالقدر على المعصية تبريرا لموقف الإنسان واستمرارا فيها ؟. غير جائز.
طيب لو جيء إلينا الآن بشخص سارق وثبتت شروط القطع في حقه وأمرنا بقطعه. قال : والله يا جماعة هذا بقضاء الله وقدره .
ماذا نقول له ؟. نقول : نحن نقطعك أيضا بقضاء الله وقدره ، بل نقطعك بقضاء الله وقدره وشرعه.
أما أنت فقد عصيت ؟، بقضاء الله وقدره. سرقتك بقضاء الله وقدره. وقطعنا يدك بقضاء الله وقدره وشرعه.
لكن كأن عمر رضي الله عنه لم يذكر الشرع هنا لأنه يريد أن تكون الحجة من جنس احتجاج هذا السارق. نعم.
وبهذا القدر نكتفي بالكلام على مسائل القدر، وهي أعظم ما يكون إشكالا.
أي غلبه بالحجة مع أن آدم احتج بماذا ؟ بقضاء الله وقدره. فهل هذا الحديث إلا إقرار للاحتجاج بالقدر ؟.
الجواب أن نقول: ليس احتجاجا بالقدر على فعل العبد ومعصية العبد، لكنه احتجاج بالقدر على المصيبة الناتجة من فعله، فهو من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب، ولهذا قال : ( خيبتنا، أخرجتنا ونفسك من الجنة ) . ولم يقل : عصيت ربك فأخرجت من الجنة.
هو الآن وجه الحجة لموسى أنه يقول : ( أخرجتنا ونفسك من الجنة ) ولم يقل : عصيت ربك.
إذن آدم عليه الصلاة والسلام احتج بالقدر على الخروج من الجنة الذي يعتبر مصيبة، والاحتجاج بالقدر على المصائب لا بأس به.
أرأيت لو أنك سافرت سفرا، وحصل عليك حادث، وقال لك إنسان : لماذا تسافر، لو أنك بقيت في بيتك ما حصل لك شيء ؟ فبماذا ستجيبه ؟ .
الجواب : أنك ستقول له : هذا قضاء الله وقدره، أنا ما خرجت لأجل أن أصاب بالحادث، وإنما خرجت لمصلحة لحاجتي فأصبت بالحادث، فأنا ما قصدت أن يقع هذا الحادث ، كذلك آدم عليه الصلاة والسلام، هل عصى الله لأجل أن يخرجه من الجنة ؟ .
لا . إذن فالمصيبة إذن التي حصلت له مجرد قضاء وقدر، وحينئذ يكون احتجاجه بالقدر على هذه المصيبة الحاصلة احتجاجا صحيحا، ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حج آدم موسى حج آدم موسى ).
طيب ما تقولون في رجل أصاب ذنبا وندم على هذا الذنب وتاب منه، وجاءه رجل من إخوانه يقول له : يا فلان كيف يقع منك هذا الشيء ؟ قال : والله يا ابن الحلال هذا قضاء وقدر. هل يصح احتجاجه هذا أو لا ؟ .
الطالب : نعم .
الشيخ : يصح ؟ ، لماذا ؟، لأن الرجل تاب ، فهو لم يحتج بالقدر ليمضي في معصيته، لكنه نادم ومتأسف، ويقول : والله هذا الشيء بقضاء الله وقدره، وأن مستغفر وتائب إلى الله عز وجل ، والإنسان بشر، والشيطان قد يهتبل غفلته فيغويه.
ونظير ذلك : ( أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعلى فاطمة بنت محمد رضي الله عنها وصلى الله وسلم على أبيها، فوجدهما نائمين، فكأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامهما لماذا لم يقوما ؟ فقال علي بن أبي طالب : يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله فإن شاء الله أمسكها، وإن شاء أرسلها، فخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يضرب على فخذه وهو يقول : وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ). فهل الرسول قبل حجته ؟ .
لا، لكن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبين أن هذا من الجدل، لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أن الأنفس بيد الله، لكن يريد أن يكون الإنسان حازما، فيحرص على أن يقوم ويصلي.
على كل حال تبين لنا أن الاحتجاج بالقدر على المصائب حكمه ؟. جائز .
الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها ؟. جائز .
الاحتجاج بالقدر على المعصية تبريرا لموقف الإنسان واستمرارا فيها ؟. غير جائز.
طيب لو جيء إلينا الآن بشخص سارق وثبتت شروط القطع في حقه وأمرنا بقطعه. قال : والله يا جماعة هذا بقضاء الله وقدره .
ماذا نقول له ؟. نقول : نحن نقطعك أيضا بقضاء الله وقدره ، بل نقطعك بقضاء الله وقدره وشرعه.
أما أنت فقد عصيت ؟، بقضاء الله وقدره. سرقتك بقضاء الله وقدره. وقطعنا يدك بقضاء الله وقدره وشرعه.
لكن كأن عمر رضي الله عنه لم يذكر الشرع هنا لأنه يريد أن تكون الحجة من جنس احتجاج هذا السارق. نعم.
وبهذا القدر نكتفي بالكلام على مسائل القدر، وهي أعظم ما يكون إشكالا.