مسألة : يشرع الإعتكاف في كل مسجد جماعة ولا يختص بالمساجد الثلاثة. حفظ
الشيخ : طيب. هل الاعتكاف يكون في كل مسجد حتى مسجد المرأة في بيتها؟
الجواب : لا، الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، أما المسجد الذي في البيت فإنه مصلى وليس بمسجد، فلو اعتكفت امرأة في مسجد بيتها الذي تحجرته لها فاعتكافها ليس بصحيح، وليس بمشروع. لأن الله يقول (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ))، فخص الله الاعتكاف في ماذا؟
الطلاب : في المساجد
الشيخ : في المساجد، فلا يصح الاعتكاف في غير المساجد.
ولكن هل كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه؟
الطالب : لا
الشيخ : الجواب : نعم، كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه، لقوله تعالى : (( وأنتم عاكفون في المساجد ))، وهذا عام، والآية في سياق آيات الصوم التي يخاطب بها الناس في جميع أقطار الدنيا، ولنستمع إلى الآية يقول الله تعالى : (( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ))، من المخاطب بهذا؟ أناس مخصوصين أو كل المؤمنين؟
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : المخاطب بذلك كل المؤمنين في جميع أقطار الدنيا، ثم قال : (( وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))، من المخاطب في قوله : (( ولا تباشروهن ))
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : كل المؤمنين كل من وجه له الخطاب بالصوم، فقد وجه إليه الخطاب في قوله : (( فلا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها )). فالآية واحدة والسياق واحد والخطاب واحد، ولا يمكن أن نفرد بعض الخطاب في حكم دون الآخر، لأننا لو فعلنا ذلك لكنا قد جزأنا القرآن، اللهم إلا أن يدل دليل صحيح على التفريق، فحينئذ يجب اتباع الدليل، مثل قوله تعالى : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ))، فإن الله جمع بين الخيل والبغال والحمير، وبين أنها تشترك في أنها للركوب والزينة مع أن الخيل من حيث الأكل حلال، وأما البغال والحمير فإنها حرام.
فإذا قال قائل : ما تقولون فيما يروى من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة وهي المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى )، ما تقولون في هذا الحديث؟
فالجواب : هذا الحديث لم يروه أحد من أصحاب الكتب المشهورة في السنة، كالبخاري ومسلم وغيرهما، رواه البيهقي وهو من أصحاب السنن المشهورة، ومع ذلك فالحديث غريب، غريب يعني انفرد بروايته واحد، والغرائب حذر منها أئمة الحديث، معنى حذر منها أي أنهم يقولون إن الأحاديث الغرائب ينبغي للإنسان أن يتثبت فيها لأن غالب الغرائب ضعيفة، وهذا الحديث منها، فيكون ضعيفا إلا بدليل يشهد له ويجعله في مرتبة الصحيح أو الحسن.
فإذا قال قائل : إن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) من الأحاديث الغريبة، وأنتم تصححونه، فلماذا تغمزون حديث حذيفة بالغرابة، ولا تغمزون حديث عمر بالغرابة؟ فما الجواب؟
الجواب : أن حديث عمر بن الخطاب أخرجه الأئمة أئمة المسلمين وحفاظ الحديث، وتلقته الأمة بالقبول، وشهدت له نصوص الكتاب والسنة، ومثل هذا يجب أن يكون صحيحا، ما أكثر النصوص القرآنية التي فيها ابتغاء وجه الله، أو ابتغاء رضوان الله أي يبتغون فضلا من الله، يعني ما أكثر الرواتب التي فيها التركيز على ايش؟ على النية. وكذلك الأحاديث كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )، والأمة تلقته بالقبول واحتجت به، وبنت عليه الأصول الإسلامية.
لكن حديث حذيفة هذا على العكس من ذلك، لم تتلقه الأمة بالقبول، ولذلك لم يقل به أئمة المسلمين، فأئمة المسلمين كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد كلهم متفقون على أن الاعتكاف لا يخص بالمساجد الثلاثة، بل هو عام في كل المساجد، وكذلك أيضا لم يتفق على إخراجه أئمة الحديث، مع أنهم حريصون كل الحرص على أن يخرجوا كل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونقول أيضا: إن أول من أعله صحابي جليل، من هو؟ عبد الله بن مسعود، فإن حذيفة جاء إليه وقال له : إن قوما عكفوا بين دارك ودار أبي موسى يعني في الكوفة، وليس في المساجد الثلاثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) ؟ فقال عبدالله ابن مسعود : ( لعلهم حفظوا ونسيت، وأصابوا وأخطات ).
فعلل الحديث، أو فعلل قول حذيفة بأمرين : الأمر الأول : عدم الضبط، لقوله : ( لعلهم حفظوا ونسيت ).
الثاني : الفهم، قال : ( لعلهم أصابوا وأخطات ).
والإنسان لا شك أنه قد يحفظ وينسى، ولا شك أنه قد يخطئ ويزيد في فهم النص فلذلك قال : ( لعلهم حفظوا ونسيت أو أصابوا وأخطأت ).
والحديث قد روي : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أو مسجد جامع )، ولعل ابن مسعود رضي الله عنه أشار إلى هذا في قوله : ( حفظوا ونسيت ).
وإذا قدرنا أن هذا الحديث سالم من القوادح مائة في مائة، فإنه محمول على نفي الكمال لا على نفي الصحة، فمعنى : ( لا اعتكاف ) أي: لا اعتكاف كامل إلا في هذه المساجد، لأن هذه المساجد باتفاق المسلمين وبدلالة النصوص أشرف المساجد، فالاعتكاف فيها يكون أفضل الاعتكاف وأكمل الاعتكاف.
وإنما نبهت على ذلك لأن بعض الشباب وقع عندهم إشكال وتردد في هذا الحديث، وهذا هو تخريج هذا الحديث، وقد فهمتم منه إن شاء الله فهما جيدا.
الجواب : لا، الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، أما المسجد الذي في البيت فإنه مصلى وليس بمسجد، فلو اعتكفت امرأة في مسجد بيتها الذي تحجرته لها فاعتكافها ليس بصحيح، وليس بمشروع. لأن الله يقول (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ))، فخص الله الاعتكاف في ماذا؟
الطلاب : في المساجد
الشيخ : في المساجد، فلا يصح الاعتكاف في غير المساجد.
ولكن هل كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه؟
الطالب : لا
الشيخ : الجواب : نعم، كل مسجد في الدنيا يصح الاعتكاف فيه، لقوله تعالى : (( وأنتم عاكفون في المساجد ))، وهذا عام، والآية في سياق آيات الصوم التي يخاطب بها الناس في جميع أقطار الدنيا، ولنستمع إلى الآية يقول الله تعالى : (( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ))، من المخاطب بهذا؟ أناس مخصوصين أو كل المؤمنين؟
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : المخاطب بذلك كل المؤمنين في جميع أقطار الدنيا، ثم قال : (( وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))، من المخاطب في قوله : (( ولا تباشروهن ))
الطلاب : كل المؤمنين
الشيخ : كل المؤمنين كل من وجه له الخطاب بالصوم، فقد وجه إليه الخطاب في قوله : (( فلا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها )). فالآية واحدة والسياق واحد والخطاب واحد، ولا يمكن أن نفرد بعض الخطاب في حكم دون الآخر، لأننا لو فعلنا ذلك لكنا قد جزأنا القرآن، اللهم إلا أن يدل دليل صحيح على التفريق، فحينئذ يجب اتباع الدليل، مثل قوله تعالى : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ))، فإن الله جمع بين الخيل والبغال والحمير، وبين أنها تشترك في أنها للركوب والزينة مع أن الخيل من حيث الأكل حلال، وأما البغال والحمير فإنها حرام.
فإذا قال قائل : ما تقولون فيما يروى من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة وهي المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى )، ما تقولون في هذا الحديث؟
فالجواب : هذا الحديث لم يروه أحد من أصحاب الكتب المشهورة في السنة، كالبخاري ومسلم وغيرهما، رواه البيهقي وهو من أصحاب السنن المشهورة، ومع ذلك فالحديث غريب، غريب يعني انفرد بروايته واحد، والغرائب حذر منها أئمة الحديث، معنى حذر منها أي أنهم يقولون إن الأحاديث الغرائب ينبغي للإنسان أن يتثبت فيها لأن غالب الغرائب ضعيفة، وهذا الحديث منها، فيكون ضعيفا إلا بدليل يشهد له ويجعله في مرتبة الصحيح أو الحسن.
فإذا قال قائل : إن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) من الأحاديث الغريبة، وأنتم تصححونه، فلماذا تغمزون حديث حذيفة بالغرابة، ولا تغمزون حديث عمر بالغرابة؟ فما الجواب؟
الجواب : أن حديث عمر بن الخطاب أخرجه الأئمة أئمة المسلمين وحفاظ الحديث، وتلقته الأمة بالقبول، وشهدت له نصوص الكتاب والسنة، ومثل هذا يجب أن يكون صحيحا، ما أكثر النصوص القرآنية التي فيها ابتغاء وجه الله، أو ابتغاء رضوان الله أي يبتغون فضلا من الله، يعني ما أكثر الرواتب التي فيها التركيز على ايش؟ على النية. وكذلك الأحاديث كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )، والأمة تلقته بالقبول واحتجت به، وبنت عليه الأصول الإسلامية.
لكن حديث حذيفة هذا على العكس من ذلك، لم تتلقه الأمة بالقبول، ولذلك لم يقل به أئمة المسلمين، فأئمة المسلمين كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد كلهم متفقون على أن الاعتكاف لا يخص بالمساجد الثلاثة، بل هو عام في كل المساجد، وكذلك أيضا لم يتفق على إخراجه أئمة الحديث، مع أنهم حريصون كل الحرص على أن يخرجوا كل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونقول أيضا: إن أول من أعله صحابي جليل، من هو؟ عبد الله بن مسعود، فإن حذيفة جاء إليه وقال له : إن قوما عكفوا بين دارك ودار أبي موسى يعني في الكوفة، وليس في المساجد الثلاثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) ؟ فقال عبدالله ابن مسعود : ( لعلهم حفظوا ونسيت، وأصابوا وأخطات ).
فعلل الحديث، أو فعلل قول حذيفة بأمرين : الأمر الأول : عدم الضبط، لقوله : ( لعلهم حفظوا ونسيت ).
الثاني : الفهم، قال : ( لعلهم أصابوا وأخطات ).
والإنسان لا شك أنه قد يحفظ وينسى، ولا شك أنه قد يخطئ ويزيد في فهم النص فلذلك قال : ( لعلهم حفظوا ونسيت أو أصابوا وأخطأت ).
والحديث قد روي : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أو مسجد جامع )، ولعل ابن مسعود رضي الله عنه أشار إلى هذا في قوله : ( حفظوا ونسيت ).
وإذا قدرنا أن هذا الحديث سالم من القوادح مائة في مائة، فإنه محمول على نفي الكمال لا على نفي الصحة، فمعنى : ( لا اعتكاف ) أي: لا اعتكاف كامل إلا في هذه المساجد، لأن هذه المساجد باتفاق المسلمين وبدلالة النصوص أشرف المساجد، فالاعتكاف فيها يكون أفضل الاعتكاف وأكمل الاعتكاف.
وإنما نبهت على ذلك لأن بعض الشباب وقع عندهم إشكال وتردد في هذا الحديث، وهذا هو تخريج هذا الحديث، وقد فهمتم منه إن شاء الله فهما جيدا.